قالت صحيفة "حريت" التركية، إنه مع دخول الثورة المصرية عامها الثالث قد يبدو للبعض أن مصر تعيش حالة من الجمود فى مشاكلها الداخلية، وأنها لم تحرز أى تقدم فى هذا الشأن، حيث يرى البعض أن البلاد ممزقة بين قوة جماعة الإخوان المسلمين المتمثلة فى الرئيس "محمد مرسى" وبين المعارضة التى تطالب بحقها فى السلطة، معتبرة أن الصراع بين الطرفين فشل فى تحقيق مطالب الشعب ومصالحها.
ورأت الصحيفة أن فصيلاً سياسياً واحداً لا يكفى لتحمل المسئولية كاملة لقيادة مصر، مضيفة أن مصر تعيش حالة من "التعادل السياسى" بين النظام والمعارضة، فالمعارضة قوية وتمنع النظام من إحكام سيطرته كاملة على البلاد، كما أن النظام يتجاهل المعارضة، مما يدفع البعض للاعتقاد أن مصر ستعيش حالة من الجمود لبعض الوقت.
وأضافت أنه يوجد جانب آخر من مصر ملئ بالإيجابية والإبداع والأمل فى مستقبل أفضل وهى التى تكمن فى غالبية الشعب المصرى الذى يكافح من أجل البقاء على قيد الحياة.
وأشارت "الصحيفة" إلى أنه خلال الأشهر الماضية شهدت البلاد معارضة حادة للرئيس "محمد مرسي" متمثلة فى أعمال الشغب والتظاهرات والمسيرات والاشتباكات العنيفة التى أسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، واعتقال النشطاء السياسيين، فضلا عن المشهد السياسى المتقلب المتمثل فى التدهور الاقتصادى الذى يهدد باتخاذ تدابير تقشف شديدة وارتفاع معدلات التضخم.
وأكدت "حريت" أنه بالرغم من كل تلك السلبيات فلازال هناك أمل فى مصر متمثل فى الشعب بمجتمعاته المحلية التى تقوم بمبادرات يومية لإصلاح البلاد، وتقوم بتنوير عقول وأرواح الشباب، وتنفذ مشاريع توفر المساحات للتعبير عن الفن والموسيقى والمسرح والابتكار ومبادرات أخرى لتطوير المشاريع والتجارب العلمية للحفاظ على البيئة النظيفة وخلق وعى سياسى لدى الشعب.
كما أشارت إلى أن كل تلك المبادرات والأنشطة الاجتماعية والمشاريع لم تتم تحت رعاية الحكومة أو المعارضة، بل تمت بيد الشعب المصرى الذى يسعى لخلق مسار لمصر الجديدة.
"حريت" التركية: صراع الإخوان و المعارضة وراء فشل تحقيق مطالب الشعب
الثلاثاء، 14 مايو 2013 06:44 م