فجرت تصريحات "حمدين صباحى"، مؤسس التيار الشعبى المصرى، خلال المؤتمر العام الأول لأمانة حزب الكرامة بالقاهرة، غضب عدد من السياسيين المنتمين للتيار الإسلامى السياسى، الذين وصفوه بأنه سياسى فاشل ولا يفقه شيئا فى الدين، بعد حثه على ضرورة مواجهة النظام كواجب أخلاقى ووطنى ودينى، التزاماً بما تعلمناه بأن أعظم الجهاد كلمة حق فى وجه سلطان جائر، حسب تصريحاته، لأن النظام قتل 70 شهيداً، وفرض حالة الطوارئ، وأصدر إعلانًا دستوريًا، وجوره على القضاء المصرى، ومحاربته لحرية التعبير.
هاجم السياسيون، استخدام صباحى، اللغة الدينية فى حثه للمواطنين مواجهة النظام، متسائلين: كيف ينكرون علينا استخدامها ويتهموننا بأننا نتاجر بالدين، ونستخدمه كشعارات لخدمة مصالح سياسية خاصة، فيما يأتون هم ويستخدمونه، مؤكدين أن الرئيس محمد مرسى، ليس بسلطان جائر، وأنه حريص على استقلال القضاء وحرية التعبير والإعلام، مستشهدين فى ذلك بما يتعرض له الرئيس من نقد، ورعاية مؤسسة الرئاسة لمؤتمر العدالة، الخاص بالهيئات القضائية.
من جانبه، وصف صابر أبو الفتوح، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، حمدين صباحى، بأنه "سياسى فاشل ولا يفهم فى الدين"، على حد قوله، متسائلاً: ما معنى الدين الذى يتحدث عنه حمدين؟ وهل الدين عنده يعنى الانقضاض على الديمقراطية بالعنف والتخريب والمولوتوف؟
قال القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن استدعاء "صباحى" للدين وحديثه عن دولة دينية من خلال مطالبته بالواجب الدينى، يعد استخداماً للدين فى الانقضاض على الشرعية، مؤكداً أن هذا يأتى على عكس ما ينادى به صباحى ورموز القوى المدنية بعدم إقحام الدين فى السياسة.
ووجه أبو الفتوح حديثه لـ"صباحى" قائلاً: "إذا كنت فشلت فى إدارة جريدة، وفشلت فى طرح برنامج سياسى على مدار 5 سنوات كعضو مجلس شعب، وفشلت فى أن تكون لك هوية، فلا يجب أن تتحدث عن الدين".
أشار أبو الفتوح، إلى أن مهاجمة الإخوان أصبحت موضة، كما كان يحدث فى النظام السابق، متسائلاً: كان سابقاً هدفه التقرب من الحكام، أما اليوم، فإلى من يريدون التقرب؟
وفى السياق ذاته، قال الدكتور "صفوت عبد الغنى"، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية بمجلس الشورى، إن تصريحات حمدين صباحى، تدل على انضمامه لتنظيم الجهاد الإسلامى، باستخدامه نفس أسلوب خطابهم.
تساءل رئيس الكتلة البرلمانية لحزب البناء والتنمية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، كيف يستخدم أحد أقطاب التيار المدنى، لغة الدين فى الحديث عن السياسة، وينكرها على المنتمين للتيار الإسلامى السياسى، قائلاً: لو كان أحد المنتمين للتيار الإسلامى استخدم نفس عباراته، لهاجموه بدعوى أنه يتاجر بالدين ويوظفه لأهداف سياسية خاصة.
وعن تصريحات صباحى، بأن النظام يجور على القضاء المصرى، أكد عبد الغنى، أن السلطة القضائية هى التى تتغول فى السلطة التنفيذية، والسلطة التشريعية، وليس العكس، مستشهداً بدعوة الرئيس ورعايته لمؤتمر العدالة، كدليل لحرص مرسى على استقلال القضاء.
أما عن حديث صباحى، بجور الرئيس على حرية التعبير، قال عبد الغنى، "لم يتعرض رئيس فى العالم لهجوم مثل ما تعرض له مرسى، عبر وسائل الإعلام المختلفة"، مضيفاً أن الرئيس قيل فى حقه من الإعلاميين ما لم يقال فى حق مواطن عادى.
فيما سخر "محمد أبوسمرة"، الأمين العام للحزب الإسلامى الجهادى (الذراع السياسية لتنظيم الجهاد)، من تصريحات صباحى، ووصفه بالشيخ الذى أخطأ فى فتواه.
قال الأمين العام للحزب الإسلامى الجهادى، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع": "الشيخ حمدين أخطأ فى هذه الفتوى، وعلى الرغم من اختلافنا مع الدكتور مرسى والإخوان، "وأحنا بتوع الدين" لم نستخدم الدين أو نقحمه فى هذا الأمر، ولم نعهد من صباحى رجل السياسة أن يصبح رجل دين".
إسلاميون يفتحون النار على "صباحى": يستخدم الدين للانقضاض على الشرعية.. قيادى إخوانى: فاشل ولا يفهم بالدين.. عبدالغنى: شعاراته الدينية تدل على انضمامه لتنظيم الجهاد.. أبوسمرة ساخراً: شيخ أخطأ فى فتواه
الثلاثاء، 14 مايو 2013 01:01 ص