أحمد مصطفى حربى يكتب: المسمار والسور.. وتقوى الله

الثلاثاء، 14 مايو 2013 06:10 م
أحمد مصطفى حربى يكتب: المسمار والسور.. وتقوى الله صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قديما أراد رجل أن يعلم ابنه كيف يحاسب نفسه فى كل تعاملاته، حتى لا يخسر نفسه أولا والناس ثانيا خاصة المقربين منه، فأوصاه إذا ما هو غضب أو أخطأ فى حق أحد أن يذهب إلى سور فى بيتهم ويدق به مسمارا، ثم طالبه أن ينزع بكل يوم يمر عليه دون خطأ مسمارا، فلما امتثل الابن لقول أبيه ذهب بعد فترة من الزمن الأب مصطحبا ابنه إلى السور، ثم قال له يا بنى لقد أزلت كل المسامير من السور، قال نعم يا أبى فقد صرت قادرا على التحمل وضبط النفس والغضب.. هنا قال له الأب يا بنى نعم أزلت المسامير ولكنك لم تزل أثرها ولم يعد السور كما كان، أخطاؤنا فى معاملة الناس وأخص من الناس نفس كل واحد منا فهى أحق بالجميل من الخصال تجرح نفوسهم أو تكدرها كفعل المسمار فى السور، وكلمة اعتذار أو مصالحة غير مقرونة بجميل عهد لا تجدى نفعا، وفى أول الأمر وآخره نحن الخاسرون.. ولكن ليس هذا مع تقوى الله وهذا هو بيت القصيد، عباد الله إن تتقوا يكفر عنكم سيئاتكم ويعظم لكم أجرا ويجعل لكم فرقانا إن تتقوا الله بلسانى قلب وحال ينسى الله ملائكته الحفظة ما كان منكم فضلا عن الناس إن تتقوا الله لا يعود السور كما كان فقط بل يبدل بسور عظيم الرحمة والكرم من الله عنوانه.. وإنى لأمس بهذا الكلام شغاف قلبى، وأهمس فى أذنى قائلا الله أحق أن يرجى وأحق أن يخشى وأحق أن يطلب رضاه هذا هو السور، ورجاؤنا وخوفنا وتذللنا لغير الله مسامير أخطائنا فهلا نزعنا.. هلا رجعنا ورفعنا رأسنا بعز الإسلام وطهر الإيمان.. فهل من ألقى السمع وهو شهيد؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة