بريكس "BRICS"، هى اختصار للحروف الأولى من أسماء الدول الأعضاء بهذا التجمع العالمى المهم، وهى البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، كانت تسمى "البريك-BRIC" قبل انضمام جنوب أفريقيا لها فى 2011، وهذا التجمع يضم الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادى بالعالم، وتمثل هذه الدول الخمسة حوالى 18% (16 تريليون) من التبادل الاقتصادى العالمى، ويتوقع أن تنافس اقتصاديات هذه الدول، اقتصاد أغنى الدول فى العالم حاليا وفقا لما تنبأت به مجموعة "جولدمان ساكس" البنكية العالمية.
إذا ما نظرنا إلى ما يمثله هذا التجمع من أهمية، فلا يجب ألا نقلل من أهمية التحركات المصرية الأخيرة للانضمام له، لكن المشوار بالطبع ليس باليسير، فأمامنا خطوات طويلة لكى تصبح مصر الدولة السادسة فى التجمع لكى يتحول اسمه من بريكس إلى بريكسى بإضافة حرف الـE إلى المسمى الحالى له.
الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، منذ أن شارك فى الاجتماع الأخير للتجمع فى جنوب أفريقيا، مارس الماضى، يضع نصب عينيه تحقيق هذا الهدف، لذلك جاءت زياراته الخارجية للدول الخمسة الأعضاء فى التجمع، محاولا إقناعها بقبول عضوية مصر، خاصة أن الهدف الأساسى من هذا التجمع، هو تحقيق مصالح مشتركة، ومصر لديها من الخبرات فى مجالات عديدة ما يمكنها من مساعدة الدول الأخرى، فمصر بثقلها السياسى وكونها أكبر دولة فى المنطقة العربية والشرق الأوسط، ليس لديها من وجهة نظرى مشاكل فى الانضمام للبريكس، حتى إذا ما نظرنا إلى الأزمة الاقتصادية فى مصر لا تحد من انضمام مصر للبريكس لأن السوق المصرى جذاب والأجانب لديهم ثقة فيه ويقبلون على الاستثمار فيه.
التحركات المصرية للانضمام لهذا التجمع تقف وراءها عدة أسباب، فمصر تحتاج إلى الاستثمار الأجنبى خاصة أن المستثمرين الأوروبيين لاسيما من فرنسا وبريطانيا وألمانيا لديهم تخوف لما يحدث فى مصر بعد الثورة، بينما مستثمرو دول البريكس تعودوا على المصاعب المرتبطة بالظروف السياسية، كما أن مصر تريد أيضا الاستفادة من تجارب بعض دول البريكس مثل الهند والبرازيل فى مجالات التعليم والصحة والزراعة ومكافحة الفقر والأمية وغيرها، فضلا عن احتياجنا للاقتراض الخارجى، لأن فوائده أقل من الاقتراض الداخلى.
إذن الهدف مشروع بل ومطلوب أيضا فى هذا التوقيت الذى تواجه فيه بلدنا أزمة اقتصادية، لكن علينا أن نعمل بجدية لتحقيق هدفنا، وعلينا على الأقل أن نستفيد من تجربة الإصرار التركى فى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، رغم الشروط القاسية التى تحاول دول الاتحاد فرضها عليها.