اعتبر الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ورئيس حزب المؤتمر عمرو موسى، أن مصر والمنطقة تعيشان حالة انتقالية مؤقتة ناجمة عن تغير جذرى فى نظام الحكم والتهيؤ لانتقال السلطة والمسئولية من جيل إلى جيل ولاسيما جيل الشباب، وقال إن التحدى الذى يواجه مصر هو أن نحافظ على العملية الديمقراطية وأن نترك الشعب ليختار.
وأكد فى حديث لصحيفة "اللواء" اللبنانية نشرته اليوم "الاثنين" أن الفراغ العربى لا يملأه إلا قوى عربية؛ وقال: "لا إيران ولا تركيا ولا أى قوى أخرى تستطيع أن تملأ هذا الفراغ، وطالما هناك فراغ لغياب مصر فلن تستطيع أى قوى أخرى غير عربية أن تقود العرب أو أن تحل محل مصر" .
وأضاف: "مصر فقط بحاجة إلى قروض ومشروعات مشتركة وبعض المنح فى المرحلة الحالية، ولكن أن نقول إن دولة واحدة ستتكئ عليها مصر فهذا الكلام لا يتماشى مع المزاج المصرى ولا الاحتياجات والمصالح المصرية، خاصة وأن مصر ستضم خلال سنوات قليلة ما يقارب المئة مليون نسمة، ولابد أن تعتمد على الحركة الاقتصادية الذاتية".
وشدد على أن مصر دولة غنية جدا فى أمور كثيرة ولكن العيب الوحيد هو سوء الإدارة، مبديا الأمل فى أن تنتهى هذه المرحلة، وأن يتم إعادة هيكلة اقتصادها طبقا لنظرية متكاملة وخطة شاملة تقوم على فتح الباب أمام الاستثمارات وطمأنته وفتح الباب للسياحة وفقاً للمعايير العالمية.
وعن حجم حزبه فى التأثير على الرأى العام، أكد أن الانتخابات هى التى ستضع الأحزاب فى مكانها الصحيح.
وعن النزاع السورى، حذر عمرو موسى من أن هذا النزاع إذا تطور فإنه من شأنه التأثير سلبا على الاستقرار فى عدد من الدول المجاورة ومعظمها عربية.
وأوضح أن المسألة فى سوريا أكثر من كونها ثورة شعب ولها أبعادها الإقليمية، وبالتالى جرت القوى الدولية والإقليمية إلى التدخل؛ مشيرا فى هذا الصدد إلى المسألة الإيرانية ومسألة الهلال الخصيب أو سوريا الكبرى، والمشكلة بين الثورة والحكم، والناحية الإنسانية من حيث القتلى والضحايا والنازحين، يضاف إلى ذلك الأبعاد الدولية التى ترجمت فى لقاء كيرى وبوتين ولافروف فى موسكو.
وقال موسى: "أرى أن المسألة السورية ستصبح ساحة لصفقات دولية وليس لصراعات دولية تتعلق بمستقبل هذه المنطقة ولابد من أخد البعد الإيرانى فى الاعتبار وربما أيضاً رأى تركيا والبعد العربى فى الاعتبار ولكن فى القمة ستأتى التفاهمات بين أمريكا وروسيا وستنتهزان المناسبة للاتفاق ليس فقط على موضوع سوريا والمنطقة وإنما قد تشمل تفاهمات دولية أخرى تشكل فيها المسألة السورية تفاهمات كبيرة ومعقدة.
وعن وضع إيران، أجاب موسى قائلاً: "هى موجودة فى لبنان وسوريا والعراق وفى المنطقة وهذا ناتج عن ضعف البلاد العربية، وعلاج المسألة الإيرانية يجب أن يكون بإصرار عربى وموقف عربى رصين وواضح وقوى يراعى المصالح العربية، والحقيقة أن إيران موجودة فى المنطقة وستظل موجودة فيها، ويجب التفاهم على أسس واضحة تأخذ فى الاعتبار المصالح العربية، ولكن لا يمكن أن نرى توازناً إن لم تنهض مصر من كبوتها.
"موسى" من "لبنان": لن تستطيع أى قوى أن تقود العرب أو تحل محل مصر
الإثنين، 13 مايو 2013 11:10 ص
عمرو موسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة