محمود السيد يكتب: قطاع مؤيدى الرئيس

الإثنين، 13 مايو 2013 05:14 ص
محمود السيد يكتب: قطاع مؤيدى الرئيس الرئيس محمد مرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما زال هناك قطاع كبير من الشعب المصرى يؤيدون الرئيس مرسى، ومن ورائه جماعة الإخوان المسلمين وقاداتها فى مكتب الأرشاد وحزب الحرية والعدالة، فى كل قراراته وسياساته فى إدارة الدولة تأييدا تاما مطلقا لا يتزحزح.

لا أتحدث هنا عن أفراد جماعة الإخوان المسلمين، فهم بطبيعة الحال قد نشأوا وتربوا على مبادئ السمع والطاعة والثقة العمياء فى قرارات قادتهم بدون تفكير أو نقاش ومن يتمرد منهم أو يستقل بفكره واختياراته عنهم يتم طرده وإقصاؤه فورا ومحاربته كفيروس لعين يخشى أن يمتد أثره إلى بقية الجماعة.

إنما أتحدث عن ذلك القطاع من الشعب الداعم والمؤيد للرئيس وفى نفس الوقت غير المنتمى تنظيميا إلى الجماعة.. أو بالإصطلاح الدارج (مش إخوان بس بيحترمهم).

أمثال هؤلاء أعتبرهم بحق هم نتاج الجزء الأسوء من إرث الرئيس المخلوع مبارك الذى تركه لمصر.. هم نتاج عملية ممنهجة ومنظمة استمرت على مدار ثلاثين عاما من حكم المخلوع لتجريف عقول المصريين من خلال منظومة تعليمية فاشلة قائمة على الحفظ والتلقين بدلا من البحث والتقصى عن الحقائق والإجابات.. منظومة تعمل على قتل أى روح إبداعية أو فكرية أو قدرة على تعليم النفس تعليما حقيقيا.

كان مبارك يتعمد بلا شك فعل ذلك بالشعب، شأنه فى ذلك شأن أى حاكم ديكتاتورى مستبد، حتى يتيسر له الحكم و لوريثه من بعده ويعيث فى الأرض فسادا دون قلق أو خوف من شعب واع يطالب بحقوقه فى حياة سياسية ديمقراطية يتمتع فيها بالعيش بحرية وكرامة.. وكاد مبارك أن ينجح فى ذلك بالفعل لولا فضل الله وكرمه وجهود الشباب الأحرار الذين نجوا من عملية التجريف الممنهجة وعرفوا حقوقهم وطالبوا بها وقادوا أخيرا ثورة عظيمة نجحت فى خلع مبارك من الحكم وخلخلة أركان نظامه.

هذا الجزء الأسود من تركة مبارك الفاسدة هو غنيمة الإخوان الكبرى التى يحاولون بكل طاقاتهم الحفاظ عليه والاستفادة منه بل وتنميته ويبذلون فى ذلك كل جهدهم وطاقتهم.

هؤلاء الذين ما زلوا يصدقون الخديعة الكبرى التى تسمى بمشروع النهضة روج لها الإخوان، وعلى رأسهم مرسى، فى فترة الدعاية الانتخابية فى كل منابرهم الإعلامية وحتى فى المنابر الإعلامية الأخرى التى يحلو لهم الآن تسميتها بالإعلام الفاسد لإنها تهاجمهم وتفضح أكاذيبهم.

ما زال هؤلاء يصدقون الرئيس ويدعمونه رغم مخالفته لكل وعوده الانتخابية بلا استثناء واحد بدءا من وعود تطبيق الشريعة التى يخالف مبادئها يوما بعد الآخر مخالفات صريحة.. وحتى وعود القصاص لدماء الشهداء، أو حتى الحفاظ على دماء بقية المصريين، وتحقيق أهداف الثورة التى كانت سببا رئيسيا فى وصوله إلى سدة الحكم.

ما زالوا يصدقونه ويبررون له رغم كل أفعاله بعد الحكم والتى تناقض صراحة كل كلامه قبل الحكم بدءا من دعمه استقلال القضاء واحترام أحكامه واحترام حرية الإعلام وحتى كلامه عن تأييد الثورة السورية ومقاطعته داعمى نظام السفاح بشار الأسد ضد شعبه.

ستجد من هؤلاء حاملى شهادات تعليمية رفيعة المستوى.. ستجد أطباء ومهندسين ومحامين.. إلخ، لكنها شهادات لا تتعدى فى قيمتها مجرد أوراقا وأحبار بلا أى قدرة لحامليها على التميز والابتكار أو حتى القدرة على التفكير العلمى المنطقى والاستنتاج والتحقيق، وهذه واحدة من أكبر شواهد تخلفنا عن بقية دول العالم المتقدم للأسف.

غير أن قطاع المؤيدين هذا ليس كيانا واحدا.. فمن هؤلاء المؤيدين فئة تقتنع حقا بتبريرات الإخوان لأى فشل أو كذب ويلتمس لهم الأعذار وتصدقها مهما تنافت مع أبسط بديهيات المنطق وهؤلاء لا جدوى منهم ولا رجاء فى مناقشتهم.. وفئة أخرى عرفت حقيقتهم ولكنها تكتم تلك الحقيقة بل وتنطلق فى نشر تلك التبريرات فى أوجه معارضيهم وخصومهم السياسيين تحقيقا لانتصارات وهمية وذرا للرماد فى الأعين.

تلك الفئة الأخيرة من المؤيدين هم الأكثر جرما فى حق أنفسهم وفى حق الوطن.. لأنه فى حال غرق السفينة فستغرق بنا جميعا.. وسيكونون هم فى مقدمة الغرقى.

دعك من النخبة الزائفة التى تنافق الرئيس أملا فى تحقيق أى مكاسب شخصية، فلكل عصر منافقيه، و لن تندهش إذا و جدت منهم من كان يمدح مبارك نفسه.. وبنفس الحماس.

ما زال الأمل فى الشباب الأحرار اللذين لم يفقدوا إيمانهم بالثورة وأهدافها وحقهم فى عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة