إن الثورة غاية نبيلة ولا تحقق إلا بالوسائل والأساليب والطرق النبيلة، ولذا فإن كل تلك الأساليب والوسائل غير النبيلة ليست إلا ضد الثورة، ولأن الثورة ليست ملك طائفة أو جماعة أو حزب أو حركة، فإن كل من شارك فى الثورة أو ناصرها وساندها ليس إلا ثائر ولا يحق لأى أحد أن ينكـر ثورية أى ثائر، ولا يجوز لأى ثائر أن يدعى الأحقية والوصاية على الثورة، ولأن الثورة من أجل إنقاذ الوطن من حافة الهاوية وتحقيق البناء والنهوض فإنها ليست إلا من أجل الوطن أرضاً وإنساناً والوطن ملك الجميع.
ولأن أهداف الثورة واضحة اتفق عليها الثوار، فإن كل ما يضر بالثورة وأهدافها فهو يضر الوطن بكاملة، ولهذا فإن كل ما يجرى على أرض الوطن من الأعمال الإجرامية، والعنف والتحريض والدعوات الطائفية والتخوين والتسلق والاستفزاز واستدعاء للخارج كما فعل الزند ليس إلا أعمال ضد الثورة وأهدافها الواضحة التى جاءت من أجلها الثورة وتسعى إلى تحقيقها.
ولأننا نؤمن أن الوطن للجميع فإننا نؤمن أيضا بأن بناءه ونهضته مهمة الجميع، ولكن علينا أن نتساءل من وراء هذا الأعمال التخريبية والدعوات الطائفية؟
إن المتأمل فيما يجرى فى وطننا يدرك تماماً أن ما يجرى ليس محض الصدفة وأن تلك الأحداث المتكررة المتجددة ليست وليد اللحظة والكثيرون يفهمون ما يجرى وليسوا بغافلين عما يحدث وما سيحدث، فهم يدركون ذلك، إن الأحداث التى حدثت والتى تحدث والتى يتوقع حدوثها وإن كانت هذه الأحداث من إخراج الأنظمة البائدة وإنتاجها إلا أنها ليست وحدها المسئولة فهناك آخرون يدعمون ذلك، وهذا ما نريد أن يعرفه الجميع، وسيتعجب البعض من كلامى ولكن فلنحكم عقولنا، فنحن نعلم جيد أن ما يجرى الآن من حوادث وعوائق هى أفعال ضد الثورة فلماذا نجد رموز ثورية تتقدم الصفوف الأولى لهذه الأحداث! فإذا كانوا ضد الثورة فلماذا شاركوا فى الثورة! وإذا كانوا مع الثورة فلماذا يقفون ضدها! فكيف بأولئك الذين يعدون رموزاً من رموز الثورة والمنادون بإسقاط النظام السابق ورموزه يصبحوا معهم ومدافعين عنهم؟ ألا يعرفون أهداف الثورة أم أن لهم أهدافاً أخرى يسعون لتحقيقها؟ هل يريدون كما قالوا إعادة الثورة لأن الثورة قد سرقت بحسب قولهم! فمن الذى سرق الثورة؟ هل الشعب الذى صنع الثورة وشبابه هم من سرقوا الثورة؟ وممن سرقها؟ أليس الشعب هو صانع الثورة وصاحبها ؟ ومن هذا المسروق الذى جعلهم ورموز الفساد صفاً واحداً ليعيدوا له ثورته المسروقة؟ أليست الثورة هى ثورة الشعب، والشعب هو الذى قرر واختار؟ فلماذا يقولون إن الثورة قد سرقت، وهل يقصدون بإعادة الثورة إلا أن تكون بأيديهم، ويكونون رموزاً لها أم أنهم باسم الثورة يريدون قتلها؟
فإنها وإن اختلفت الأساليب، والطرق، وتباينت الآراء والمواقف، وتعددت الأطراف، فإن الوقوف ضد مسيرة الثورة وعرقلتها عن تحقيق أهدافها، هو قتل للثورة وقتل الثورة يعنى قتل الأمة وتدميرها..
الثورة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة