أثارت حملات جمع التوكيلات لسحب الثقة من الرئيس، أو تأييده ردود فعل سياسية واسعة، فبينما شرعت حملة تمرد فى جمع التوكيلات لإسقاط مرسى، وسحب الثقة منه وإعلانها رسميا عن جمع 2 مليون توقيع، أعلن عاصم عبد الماجد القيادى بالجماعة الإسلامية، إطلاق حملة "تجرد" لدعم الرئيس، كما أطلق عدد من مؤيدى الرئيس وأنصار جماعة الإخوان حملة "مؤيد" عبر مواقع التواصل الاجتماعى لجمع التوكيلات إعلانا منهم عن تأييد الرئيس.
ويصبح الصراع هنا شبيها بالصراع الانتخابى من أجل حشد أكبر كم من الأصوات، ولكن بدون رابط أو ضوابط تحكم تلك العمليات وتؤكد صدق أى طرف من الطرفين فى النتائج التى سيعلن عنها من خلال عدد التوكيلات التى جمعها، وهو ما اعتبره عدد من المحللين السياسيين، بأنه مجرد"كلام فارغ" لمجموعة من "العواطلية" لا نتيجة له، بل تزيد حالة الاحتقان بين المواطنين، وتؤشر لصدام بينهم.
قال د.عمرو هاشم ربيع الخبير السياسى بمركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام، إن قيام حملة تمرد بجمع توكيلات لسحب الثقة من الرئيس وإطلاق حملة تجرد، ومؤيد لجمع التوقيعات لتأييد الرئيس كلام فارغ وتضييع للمجهود والوقت.
وأضاف ربيع فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن المعارضة كانت عليها الاتجاه إلى الشارع، والعمل به وجمع التوكيلات لن يفيدهم، فعملهم بالشارع كان سيجعلهم قادرين على إزاحة الإخوان فى الانتخابات".
وأكد ربيع أن هذه الحملات والدعوات ستواجه الفشل مثلما حدث فى دعوات التوكيلات لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسى، لقيادة البلاد ودعوة الجيش إلى النزول إلى الشارع وتولى الحكم.
واختتم ربيع حديثه قائلا: "إن حملتى "تجرد ومؤيد" للرئيس نشأت لمواجهة حملة "تمرد" التى تجمع التوقيعات لسحب الثقة منه، وأصحاب الحملات فى الطرفين "ناس فاضيين وعواطلية".
ومن جانبه، أكد الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الحملات التى انطلقت مؤخرا وعلى رأسها تمرد لسحب الثقة من الرئيس، وحملتى "تجرد" و"مؤيد" اللتان انطلقتا بهدف الرد على حملة تمرد، تعبر عن حالة الاحتقان السياسى الخطرة التى تعيشها مصر.
من جانبه، أكد نافعة لـ"اليوم السابع" أن الحملتين هدفهما توصيل رسالة بأن شعبية الرئيس محمد مرسى تتآكل، وهو ما سيزيد الاحتقان وسيجعل الصدام حتمى بين 49% و51% من قوى الشعب.
وشدد على أنه لا مخرج من الوضع السياسى المتآزم، إلا بالبحث عن وسيلة اتصال وحوار بين قوى الشعب، مضيفا "واستكمال بناء المؤسسات لا هدمها حتى تطمئن القوى السياسة إلى ضمان قواعد اللعبة السياسية والحياد".
واستنكر الدكتور محمود العلايلى القيادى بجبهة الإنقاذ، أن تقوم حملة "تجرد" التى أطلقها المهندس عاصم عبد الماجد، بهدف الرد على حملة تمرد، على أساس الإيمان والتدين، لافتا إلى أن هناك من هم أكثر تدين وأكثر إسلاما من الرئيس محمد مرسى نفسه.
وأضاف العلايلى لـ"اليوم السابع": "أن من حق المهندس عاصم إطلاق حملة، ولكن المهم أن يكون معيارها الكفاءة فى الحكم وليس التدين"، مشيرا إلى أن حركة تمرد من الحركات المهذبة التى حققت نجاحا عظيما فى الشارع المصرى، واستجاب معها المواطن بشكل سريع.
سياسيون يصفون معركة حملتى "تجرد" و"تمرد" بـ"كلام فارغ" وتعكس الصدام بين الشعب.."العلايلى": حملة "عبد الماجد" قائمة على"التدين".. و"ربيع": القائمون عليهما "عواطلية".. و"نافعة": تعبر عن الاحتقان السياسى
الإثنين، 13 مايو 2013 12:53 م