سحر الصيدلى تكتب: زنوبيا

حماك الله يا ابنة سوريا..متى كنت سلعة تباع و تشترى؟
العزة والإباء من شيمك والكرامة هى منبعك..والتاريخ يشهد لك بقدرك..فماذا الذى جرى و غير حالك؟

من الذى استغل حاجتك..وهتك عرضك وتزوجك بعقد مزور بحجة حمايتك وتأمين مستقبلك واستغل عسرك ليزهق روحك ببعض الكلمات.. فجعل شهودك الحاجة والحرمان.. بهم قتل بهجتك وزهق فرحتك واستمد من حاجتك البغى.. وجرح كرامتك ليكون هو والدهر عليك ومعهم غدر الزمان.. اسمك زنوبيا.. علم شامخ يشهد له كل العربان.. وجذوره الأصالة التى غرست فى أرضك من تاريخ الأديان.. وكنت حلماً لكل عربى من سابق العصور والأزمان.. يحلفون برأسك القسم بالنزاهة والشرف.. وينسجون حولك القصص التى ترفع هامة الإنسان.. وتطوف كل القلوب حولك ويغردون كبلابل عشق أنت لهم الحلم الذى يعزفون له كل الأنغام فقط لينالوا رضاك بالزواج الحلال.

والآن تكالبت الذئاب عليك من كل صوب وكل مكان لينهشوا لحمك الذى تربى على الدين والأخلاق وقيم الإنسان.. فقط يا مسكينة لحاجتك إلى مأوى يستر عرضك ويحفظ شرفك وتهربين من ظلم المكان لتجدى أمامك ليل بلا نجوم وقمر بلا ضياء وشمس باردة لم تحميك من غدر الشتاء وصقيع الرياح وعواصف الشهوات وأصبحت كسرب يطير بلا أجنحة فيهوى فى كل مكان لتضيع معه العزة والكرامة وعمر كنت متوجة فيه ملكة حلمها دينها وبيتها ونسيج من الأولاد.. والآن تكاثرت عليك الغربان دون رحمة أو شفقة ليغيروا مقولة الزمان.

لا لن تكونى إلا سيدة المكان أينما حللت و أينما وطئت أقدامك فلن يبيعوك ويرجعون بك إلى زمن النخاسة بالنسوان... قولى لهم أنا سورية حرّة أبية كرامتى مصونة.. أموت بعزتى ولا أُغنى بذلتى.. راحتى وأمانى بشرفى وليس بزواج لساعات أو بيع لمخلوقات كنت أدهسها بقدمى.. أو زواج من عربى ليمتع نفسه ببعض الدريهمات.. لا لن أكون إلا سيدة سورية معروفة من أنا.. سأصبر على حكم ربى وقدرى وأقبله كيفما يكون ولا أعصى خالقى وأسير وراء شهوات غيرى..ليتزوجنى شفقة كما يدعون.

سأسجن بغربتى وراء قضبان لا ترى النور.. خيراً من قصورٍ تعجُّ بالفساد والضلال يعيش فيها كل عربى يعشق الإهانة ويستغل غيره ليقول ها أنا السلطان.

خسئت يا شهريار نسائنا لا تباع ولا تشترى ولا تطاطى رأسها إلا للذى خلقها فهى امرأة سورية بالكرامة محمية بالأصالة العربية لن تستطيع أنت وغيرك إذلالها أو إهانتها أو تجعلها مكسورة الجناح و تستغل حاجتها.

نعم هذا كلام كلِّ امرأة سورية فقدت زوجها أو والدها أو أمنها واضطرتها الظروف لمغادرة بلدها..لن تستطيع استغلالها و التلاعب بحاجتها وإنما هى ستكد وتعمل بشرفها لتعيش حرة أبية...لأنها امرأة سورية.