د.هشام حسين يكتب: مفتش آثار

الإثنين، 13 مايو 2013 01:03 ص
د.هشام حسين يكتب: مفتش آثار صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لى صديق يعمل مفتش آثار، ومنذ بداية عمله فى الآثار كان دائما يتساءل يعنى إيه مفتش آثار؟ كان لا يفهم ما معنى كونه مفتش آثار، وهنا لا يقصد ما هى المهام المنوط بها عمله ولكن كان يقصد المعنى الحقيقى لكونه مفتش آثار، وكان هذا ليس لعيب فى شخصه أو قصور فى تفكيره ولكنه أدرك أنه عيب فى كل من يحيطون به من زملاء مهنته الأكبر سنا، لأنه إرث من الفكر العقيم.

بعد تفكير عميق فى كل الوظائف المحيطة به، والتى منها وظائف أصحابها من المفترض أنهم أصحاب رسالات مثل:
- المدرسين الذين هم أصحاب الرسالة السامية رسالة العلم ورثة الأنبياء.
- الأطباء ملائكة الرحمة أحباء القلوب.
- المهندسين ورحلة إعمار الأرض.
- القضاة ميزان العدل بين المختصمين.
وغيرهم، كان ينظر إلى هؤلاء فيجد أنهم أصحاب قضايا ورسالة، وجودهم مطلوب، أما وظيفته فكان يرى أنه ليس لها قيمة، ولكن بمرور الوقت وتراكم الخبرة، يقول أدركت القيمة الحقيقية لكونى مفتش آثار، أدركت أننى من المفترض أن أكون صاحب رسالة، ويا لها من رسالة، إنه حمل ثقيل لم يدرك حقيقته الكثيرون، ليس لعيب فيهم ولكن العيب كل العيب فى أنظمة وحكومات وأشخاص غيبوا عقول هؤلاء.

أدرك أنه بعمله فى الموقع حيث الحفائر الأثرية وبكل ضربة فأس يضيف صفحة جديدة أو يعيد كتابة جزء من تاريخ البشرية، وبالأخص تاريخ وحضارة بلاده، نعم هكذا يقول أن هذا عملى، وهذه وظيفتى، إنها وظيفة عظيمة وحمل ثقيل، كانت المشكلة الكبيرة بالنسبة له هى المشكلة التى يعانى منها معظم المصريين، هى المشكلة المادية، هى عقبة تتكسر عليها الأحلام، كان لابد أن يتعلم ليصل إلى مرتبة الفهم، ولأن مرتبه كان لا يكفى، فتطلب الأمر مزيد من العمل، وبعد أن تتعلم لابد أن تطبق ما تعلمته فتظهر المشكلة الكبرى، إنه يجب عليك أن تتفرغ تفرغا كاملا لكى تستكمل مشوار البحث العلمى والذى يتطلب ميزانية خاصة، يقول لى وجدت أن حياتى انقسمت وتفرعت وأصبحت أكافح لسد المتطلبات أكافح من أجل أن أسد باب العلم ومتطلبات الحياة وفى النهاية أدرك أن له حقوق مفقودة، فقرر أن يطالب بها.

يقول إن وظيفة مفتش الآثار وظيفة لها قيمة كبيرة يجب أن يدرك معناها وقيمتها أولا المشتغلون بها ثم بعد ذلك وزارة الآثار، لا أعتقد أنه ينبغى على مفتش الآثار أن يعمل فى الموقع صباحا ويبحث عن وظيفة أو نشاط بعد العمل لكى يرتقى بوضعه الاجتماعى، لابد أن يتم مضاعفة دخل جميع الأثريين ليتفرغوا للمهمة الثقيلة الملقاة على عاتقهم، مهمة كتابة تاريخ مصر.

إن تفاوت الأجور بين العاملين بالدولة له نتائج سلبية خطيرة ينبغى أن يتم التقريب بين الجميع فى الأجور ولو على مراحل بشرط وضع جدول زمنى.

وأخيرا يتمنى أن يتم تنفيذ هذا الحق الأصيل حتى يتسنى لجميع مفتشى الآثار أن يشاركوا فى كتابة تاريخ بلادهم لأنهم جزء أصيل منه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة