حذر خبراء أمنيون من انتشار الخلايا الإرهابية فى ربوع مصر، خاصة فى المناطق الحدودية، وعلى رأسها وسط وشمال سيناء، مؤكدين أن هذه الخلايا يأتى فى مقدمتها العناصر التابعة لتنظيم القاعدة، الذى تستوطن سيناء، حتى أصبح بعض عناصرها تمثل كيانات اقتصادية تقوم على تجارة السلاح والمخدرات، لافتين إلى إمكانية قيام هذه العناصر بعمليات إرهابية فى قلب القاهرة والمحافظات السكانية، وقد يتطرق الأمر إلى فرض السيطرة على بعضها فى ظل الانفلات الأمنى.
وشدد الخبراء الأمنيون أيضا، على ضرورة مواجهة هذه الخلايا الإرهابية، فى ظل تواتر المعلومات، بأن الموساد الإسرائيلى يقوم بتجنيد العديد من العناصر سواء من الأفراد العاديين أو من شيوخ القبائل مقابل راتب شهرى يُصرف لهم، وهذا ما تعلمه جيدا أجهزة المخابرات، إلا أن الأمر فى حاجة لقوة من الجيش والشرطة لمواجهة هذا التفحل قبل أن يخرج عن السيطرة ويحدث ما لا يحمد عقباه.
أكد اللواء عبد الرحيم سيد الخبير الأمنى لـ"اليوم السابع"، أن عناصر تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات الإرهابية لها وجود حقيقى على الأراضى المصرية، وأصبح لها كيانات اقتصادية تقوم فى الأساس على تجارة السلاح والمخدرات، وتنتج عنها بعض العمليات والتفجيرات من حين إلى أخر، لافتا إلى أن الموساد الإسرائيلى يقوم بتجنيد العديد من أفراد القبائل وشيوخها فى المناطق الصحراوية والجبلية، موضحا أن أجهزة المخابرات العامة على علم بتجنيد الموساد لبعض العناصر، التى تعمل بشكل علنى عن طريق اعتبارها أجهزة إنذار مبكر، بإخطار إسرائيل بأى محاولات تهدد أمنها، ومنها من يعمل بشكل سرى بهدف التأثير على الأمن المصرى وتدمير الدولة بضرب الاقتصاد والسياحة عن طريق القيام بعمليات إرهابية تثير الذعر فى نفوس المواطنين والأجانب المتواجدين على الأراضى المصرية.
ومن جانبه قال اللواء عبد الرحيم سيد: "إن ما تقوم به إسرائيل ليس هو الأمر الوحيد الذى يهدد الأمن القومى فى مصر فقط، بل أن ظهور جماعات تطلق على نفسها جهادية تتبع تنظيمات عالمية كالقاعدة، تتلقى تمويلها من الخارج أو عن طريق عمليات السطو على البنوك واختطاف رجال أعمال، كما حدث فى الإسماعيلية، عندما طالبوا بفدية مالية تتجاوز ملايين الجنيهات، بالإضافة إلى قيام بعض عرب البدو بفرض"إتاوات" على سكان المناطق الجديدة القريبة من الصحراء"، مشيرا إلى أن تهريب السلاح إلى غزة عن طريق الأنفاق على الحدود أدى إلى استفحال هذه الخلايا، خاصة بعد نجاحها فى بعض العمليات أدى لظهور بعض المجموعات التى تلجأ للعنف فى الشارع المصرى بشكل علنى، لذا فإن الأمر فى حاجة لمواجهة أمنية بقوة ضخمة لتقوم بدور جمع المعلومات، نظرا لامتلاك هذه الخلايا أسلحة ثقيلة وحديثة.
وتابع عبد الرحيم، قائلا: "إن أجهزة الأمن لا تمتلك معلومات كافية عن كل التنظيمات الموجودة على الأراضى المصرية خاصة أن ثورة يناير أدت إلى تغيير أيدلوجى وثورى لدى المواطنين، مما جعل البعض يلجأ لاستخدام العنف كمجموعات البلاك بلوك وحازمون وظهور مليشيات سرية لبعض الجماعات، لذا فإن هناك ضرورة لقاعدة بيانات جديدة وإعادة الحسابات والخطة الأمنية، لمواجهة هذه العناصر الخارجة على القانون، مطالبا بضرورة توافر أفراد أمن بعدد أكثر مما هو عليه، وذلك يتم عن طريق قبول نسبة 100% للتجنيد.
أما اللواء رشيد بركة كشف لـ"اليوم السابع"، "أن هناك عناصر أسيوية تستوطن العديد من المناطق الصحراوية فى مصر، تتبع تنظيم القاعد، بدأت فى الزحف نحو القاهرة وبعض المحافظات لتنفيذ مخططها فى إثارة الذعر والانفلات الأمنى بالقيام ببعض العمليات الإرهابية لعدد من المنشآت الحيوية أو الكنائس، لافتا إلى أن الأمر ليس تحت السيطرة الأمنية المطلوبة بعدما تسببت الأنفاق التى تصل أعدادها إلى ما يقرب من 1483، ويستغلها الإرهابيون والخارجون على القانون فى تهريب السلاح إلى حماس فى غزة الفلسطينية عبر الحدود الشرقية لمصر.
واستطرد بركة، أن العناصر التابعة لتنظيم القاعدة أو غيره تمتلك تسليح قوى وحديث عن طريق الأسلحة الثقيلة والمتفجرات والقنابل اليدوية، وأصبحت تمتلك أسلحة ضد الطائرات، مؤكدا أن فترة حكم النظام السابق واتفاقية كامب ديفيد لهما أثر كبير فى تواجد هذه العناصر على الأراضى المصرية خاصة فى سيناء، مما أدى إلى وجود الأنفاق بهذه الكثافة ودخول وخروج السلاح بتجارة شبه دولية بين مصر وليبيا وغزة، مطالبا بضرورة هدم وتدمير الأنفاق وملاحقة هذه العناصر بقوات مدربة فى سيناء، وكافة المحافظات قبل أن يتم فقد السيطرة عليها.
وأوضح بركة "أن الملاحقة الأمنية المستمرة لهذه الخلايا الإرهابية ستؤدى إلى تحجيم عملها وإفساد مختطاتها فى محاولة لإخراجهم من مصر فى غضون سنوات، وذلك يتم عن طريق مسح شامل بحملات أمنية مكثفة تشارك فيها القوات المسلحة والأجهزة الشرطية، مؤكدا أن هذه الحملات فى حاجة لعدد كبير من الأفراد المدربين وتهدف إلى السيطرة على هذه العناصر الإجرامية، وبث القلق فى نفوسها حتى لا تنموا وتتفحل فى مصر خاصة أن الأمر بدى واضحا للجميع أنها ترتع على الأراضى المصرية بطريقة تنذر بالخطر فى ظل الانفلات الأمنى عقب الثورة.
خبراء أمنيون يحذرون: تنظيم القاعدة"تفحل"بمصر.. الإرهابيون أصبحوا كيانات اقتصادية بتجارة السلاح والمخدرات.. الموساد يمنح بعض العناصر راتبا ويعتبرهم أجهزة إنذار.. وفرض السيطرة على المحافظات ضمن مخططاتهم
الإثنين، 13 مايو 2013 07:20 ص