وعلى الرغم من الهدف من أن تنظيم المؤتمر هو التطرق للمشاكل التى تواجه عمليات تخزين الحبوب فى مصر وكذلك التى تواجه المزارعين للعمل على حلها، إلا أن القائمين على المؤتمر فى غرفة صناعة الحبوب قاموا بمدح الحكومة.
عقب دخول الدكتور باسم عودة وزير التموين والتجارة الداخلية قاعة المؤتمر، بدأ عبد الله سعيد المستشار الإعلامى لغرفة صناعة الحبوب والمنظمة للمؤتمر فى مدح الوزير أمام الجميع ووصفه بـ"الرجل الوطنى والوزير المجاهد"، قائلا: "أنت جمعت بين الوطنية والربانية" وإنك الوزير الذى يعمل من أجل المواطنين"، دون التطرق لأى مشاكل تواجه المزارعين سواء فى معاناتهم فى حصولهم على الأسمدة أو ارتفاع مستلزمات الزراعة مثل التقاوى.
لم يتطرق المؤتمر من قريب أو بعيد للمشكلات التى تواجه المزارعين فى مصر أهمها أزمة الأسمدة وارتفاع سعر الشيكارة إلى أكثر من 160 جنيها فى السوق السوداء نتيجة عدم حصول المزارعين على الكميات المطلوبة من الأسمدة.
اكتفى الحاضرون ومنهم طارق حسنين رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة الحبوب بقوله: "الدكتور باسم عودة وزير التموين والتجارة الداخلية قال "عايزين خبز محترم لشعب كريم"، ووجه حديثه للوزير قائلا: "كلامك جميل قوى قوى"، لافتا إلى أنه فى حالة تقليل المواطنين استهلاكهم القمح بنسبة 10% ستحصل الحكومة من المزارعين على الكميات المطلوبة لإنتاج الخبز البلدى المدعم سنويا دون الحاجة إلى الاستيراد خاصة وأن معدل استهلاك الفرد فى مصر يتراوح بين 160 إلى 170 كيلو قمح سنويا، رغم أن معدل استهلاك المواطن فى الدول الأخر يتراوح بين 60 إلى 70 كيلو فقط.
وتناسى رئيس غرفة صناعة الحبوب أن مصر من أكبر الدول فى الشرق الأوسط استيرادا للقمح، مشيرا إلى أن مصر تنتج من 7.5 مليون إلى 8 ملايين طن قمح سنويا، قائلا: "لو تم شراؤهم من المزارعين فسيكون هناك اكتفاء ذاتى من القمح لإنتاج الخبز البلدى".
يأتى ذلك فى الوقت الذى يتراوح فيه معدل استهلاك المواطنين من القمح بين 14 إلى 15 مليون طن قمح سنويا منهم 9 ملايين لإنتاج الخبز البلدى المدعم، وهو ما يؤكد أن الاكتفاء الذاتى من القمح حاليا غير وارد على الإطلاق، وإن ما تقوم به الحكومة هو تقليل الاستيراد من الخارج فقط.
بمجرد بدء المؤتمر والوقوف دقيقة حداد على شهداء ثورة 25 يناير بدأ منظمو المؤتمر إعلان تكريم بعض العاملين فى صناعة الحبوب، وذلك قبل إلقاء الدكتور باسم عودة وزير التموين رغم أنه رئيس المؤتمر وهو ما أثار اندهاش واستياء الحضور بعد تحول المؤتمر إلى ساحة مدح للمسئولين فى الحكومة أمام وزير التموين.
























