انتقد الشيخ المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية، تخوفات الكاتب الصحفى "فهمى هويدى" من زيارات شيخ الأزهر للخليج واعتبرها عملاً سياسيًّا للأزهر قد يصب فى مصلحة فصل الأزهر عن الدولة؛ لا سيما والإمارات ليست على وفاق مع الدولة المصرية، موضحاً أن "هويدى" استدعى فى مقاله الأخيرة تحت عنوان "رحلات شيخ الأزهر للخليج" الخلاف بين الأزهر والإخوان فى عدة نقاط هى رد فعل الدكتور أحمد الطيب الذى وصفه بالشدة التى كانت فوق مقتضيات الموقف فى قضية مليشيات الأزهر إبان رئاسته لجامعة الأزهر، وأَرجع ذلك إلى أحد أمرين؛ وهما النقطتان الآتيتان "الضغوط الأمنية" و"الخلفية الصوفية لشيخ الأزهر".
وقال "الشحات" فى مقال له عبر موقع صوت السلف الناطق بلسان الدعوة السلفية، تحت عنوان "ماذا لو كانت رحلة شيخ الأزهر إلى إيران؟!"، إن تفسير الكاتب الصحفى فهمى هويدى، لمواقف جميع الأحزاب والقوى "بل والدول" مِن القضايا المعروضة على الساحة على أنها تتم "من باب رفض الإخوان" هو نوع من الدخول فى النوايا، وإغلاق لباب المناقشة الجادة التى تقتضى أن تَقبل من كل طرف حججه الظاهرة فتناقشها موكِلاً باطنه إلى الله -تعالى-، مضيفاً: "الكاتب الكبير له مواقف معارضة لتوجهات الرئيس الحالى (منها: موقفه من إيران قبل زيارة نجاد، وما أعلنه فى زيارة السعودية من قيادة مصر والسعودية للعالم السنى)؛ فهل يقبل أن يُصنَّف اعتراضه على أنه اعتراض على الإخوان لكونه مثلاً كان من داعمى الدكتور "أبو الفتوح"، وبالمقابل تُفسر موافقته للرئيس أن الإخوان قد اشتروا ولاءه كما يُقال عن كثيرين؟!".
وأضاف المتحدث باسم الدعوة السلفية: "تعليل هويدى أن خلاف شيخ الأزهر مع الإخوان سببه انتماؤه إلى طريقة صوفية يبدو غريبًا جدًّا! وكأن الأستاذ "هويدى" لا يدرك أن الشيخ "حسن البنا" نفسه بدأ حياته فى طريقة صوفية، وأنه وصف جماعته بأنها: "دعوة سلفية وطريقة صوفية!"، وكان من الممكن أن أتفهم هذا الأمر لو كان الكلام متعلقًا بعلاقة شيخ الأزهر بالسلفية مع الخلاف بينهما فى المنهج التربوى، لكونه ينتمى إلى الصوفية، وفى المنهج العلمى لكونه ينتمى إلى الأشاعرة، وأما الإخوان فليس لديهم مشكلة فى هاتين القضيتين!".
وقال الشحات: "تعليل فهمى هويدى بأن شيخ الأزهر ربما تلقى تعليمات أمنية آنذاك، فرغم أننا فى حينها أعربنا عن أن رد الفعل كان شديدًا بالفعل؛ إلا أن هذا لا يتيح مثل هذا الاتهام "لا سيما من كاتب شهد بعكس ذلك فى تاريخ لاحق على الواقعة" إذ ذكر فى معرض مطالبته لشيخ الأزهر بالاستقالة من لجنة السياسات بالحزب الوطنى، بعد تعيينه شيخًا للأزهر، أنه يطالِب بهذا وهو يعلم أن الشيخ "أحمد الطيب" من المستحيل أن يقبل إملاءاتٍ، حيث قال: "فالرجل مشهود له بالاستقامة والنزاهة، ثم إنه "صعيدى"، لا يستطيع أحد أن يملى عليه ما ليس مقتنعًا به، علمًا بأنه زاهد فى المناصب أصلاً، خصوصًا فى المناصب الدينية التى تسبب له حرجًا بسبب دقة الموازنة أحيانًا بين الحلال والحرام".. كما أن جماعة الإخوان ذاتها طوت هذه الصفحة بعد الثورة بزيارة نادرة قام بها مرشد الإخوان شخصيًّا على رأس وفد من مكتب الإرشاد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة