ناقشت الندوة الدولية للإستراتيجية الإقليمية لحماية المرأة العربية.. الأمن والسلام.. التى عقدت عقب إعلان الإستراتيجية، وضع المرأة العربية قبل وخلال النزاعات وما بعدها، حيث تم التركيز على طرح وضع المرأة العربية فى كل من فلسطين ومصر والعراق واليمن وليبيا بعد الثورات.
واستهلت الجلسة أعمالها بكلمة الدكتورة فاديا كيوان أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة القديس يوسف ببيروت وعضو المجلس التنفيذى لمنظمة المرأة العربية عن لبنان، التى تناولت مراحل وأدوات التعامل مع النزاعات وتأثيرها على وضع المرأة، مؤكدة أن تعرض المرأة للعنف لم يعد مقبولا اليوم خاصة العنف الأسرى الذى يطالها.
وطالبت بأن يكون هناك مراصد فى كل مكان لرصد حالات الاعتداء على المرأة ووقف التعديات حتى خلال فترة النزاعات، مشيرة إلى أهمية وجود ملاجئ تأوى إليها المرأة أوقات الحروب والنزاعات المسلحة.
وأكدت أن الإستراتيجية الإقليمية لحماية المرأة العربية يمكن أن تساعد فى صنع مستقبل يحمى المرأة من آثار تلك النزاعات.. فيما أكدت الوزير ذبيحة ذياب وزيرة شئون المرأة الفلسطينية أن فلسطين تمر بظروف صعبة وكذلك المنطقة العربية ولهذا أصبح الوقت ملحا لإطلاق مثل هذه الإستراتيجية خاصة وأن معدلات العنف فى تزايد مستمر نتيجة لما يجرى حاليا فى المنطقة العربية.
وأشارت إلى ما تعرضت إليه المرأة الفلسطينية على مدى العقود الماضية من قتل وتدمير وإنشاء الجدار الذى ابتلع كل شىء وقسم البيوت والأسر، لافتة إلى ارتفاع مستوى القهر الذى يعانيه الشعب الفلسطينى نتيجة للقتل والتدمير وهدم مساكنهم. وتابعت أنه رغم كل ذلك فإنه ومنذ قيام السلطة الفلسطينية فإن عجلة التنمية تدور وخلال فترة قصيرة لن يكون لدى الشعب الفلسطينى أميون، مشيدة بقرار تشكيل اللجنة الوطنية لتطبيق قرار مجلس الأمن 1325 المتعلق بتعزيز دور المرأة فى النزاعات المسلحة وبناء السلام.
ونوهت إلى توقيع الرئيس الفلسطينى أبو مازن على اتفاقية مكافحة كافة أشكال التمييز والعنف ضد المرأة خاصة أن فلسطين من أكثر الدول التى يمكن أن تستفيد من هذه الاتفاقية ومن قرار مجلس الأمن 1325. وأكدت أن المرأة الفلسطينية تضطلع بكثير من المواقع القيادية فى فلسطين فهى وزيرة وسيرة ورئيس حزب ورئيسة سوق المال، متطرقة إلى الطلب الذى تم رفعه لمجلس الوزراء لزيادة كوتة المرأة فى الانتخابات النيابية القادمة من 20 إلى 30 بالمائة قبل الانتخابات القادمة.
وقالت إن أى نجاح للمرأة الفلسطينية هو نجاح للمرأة والأمة العربية وأن الاستيطان الإسرائيلى هو أكبر عقبة أمام تقدم المرأة الفلسطينية التى لم تقبل بأقل من دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وحدود وعاصمتها القدس.
فيما ألقت الدكتورة هبة نصار نائب رئيس جامعة القاهرة الضوء على وضع المرأة المصرية ما بعد ثورة يناير 2011، مؤكدة أن المرأة المصرية والمجتمع لم يعان من التدمير أو القتل خلال الثورة إلا أن المرأة تعانى حاليا من عدة مشاكل لا ترتبط فى الأساس بمرحلة ما قبل أو بعد الثورة ولكنها مشاكل هيكلية.
وأوضحت أن العنف الذى تعانى منه المرأة حاليا هو عنف سياسى ناشئ عن عنف مجتمعى من أفراد المجتمع والمرأة نفسها تجاه التمثيل النيابى المناسب للمرأة المصرية تحت قبة البرلمان نتيجة لعزوف المرأة المصرية عن انتخاب امرأة رغم وجود عدد من المرشحات بلغ 984 مرشحة فى الانتخابات. الأخيرة وهو ما لم يحدث من قبل.
وأضافت أن العنف الاقتصادى الذى تعانيه المرأة فى مصر ناشئ عن ضعف مساهمتها فى المجتمع واستغلالها فى أعمال غير مدفوعة الأجر كالعمل فى المزارع، لافتة إلى أن المجتمع يخسر 12 مليار جنيه كأجور غير واردة لـ4 ملايين امرأة.
وأكدت أن المرأة المصرية مشتركة فى ممارسة العنف على نفسها من خلال الفقر والجهل فما زالت نسبة المرأة الفقيرة والأمية مرتفعة على الرغم من أن نسبة المتعلمات تعليما فوق جامعى فى مصر يعد من أعلى النسب فى الشرق الأوسط.
وطالبت بضرورة تمكين المرأة وإعدادها إعدادا جيدا وتوسيع الخيارات أمامها وتوفير الدعم المؤسسى لعملها والسياسات التى تستهدف حمايتها بالإضافة إلى جمع كافة البيانات عن العنف الذى تتعرض له وآليات إزالة كافة مظاهر التمييز.
واستعرض الدكتورة ابتهال الزيدى وزيرة الدولة لشئون المرأة وعضو المجلس التنفيذى لمنظمة المرأة العربية عن العراق، وضع المرأة العراقية فى مرحلة ما بعد النزاع متطرقة إلى ويلات الحروب التى شنها النظام السابق وأبشع جرائم القتل والاغتصاب الذى تعرض له الشعب العراقى بدون رحمة أو مراعاة للدين.
وأشارت إلى وسائل تطوير واقع المرأة المتبعة حاليا لرفع المعلنة عنها ورعاية الشرائح المتضررة من تلك الحروب وتوفير السكن والعلاج اللازمين.
وقالت إن كل انتخابات تجرى فى العراق حاليا تسفر عن صعود النساء بدون كوتة حيث تشارك المرأة فى جميع الانتخابات بفعالية كبيرة كمرشحة وناخبة.
ومن جانبها أوضحت الدكتورة شفيقة سعيد رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة وعضو المجلس التنفيذى للمرأة عن اليمن، إن المرأة اليمنية بعد الثورة استعادت معالم السلم والأمن الاجتماعى ومنحت الفرصة للمشاركة فى بناء اليمن الجديد والعالم الذى نطمح إليه.
وأكدت إن المبادرة الخليجية هى التى هيأت الأرضية وساعدت فى دعم المرأة لما هى عليه اليوم من مكاسب، مشيرة إلى المبادئ التى تضمنتها المبادرة وأن الآلية التنفيذية لها كانت أكثر إنصافا للمرأة اليمنية..
فيما تناولت الدكتورة مبروكة الشريف جبريل وزيرة الشئون الاجتماعية السابقة وعضو المجلس التنفيذية لمنظمة المرأة العربية عن ليبيا، وضع المرأة الليبية بعد الثورة، فأكدت أن ليبيا الآن فى مرحلة انتقالية تخللتها إجراء انتخابات نزيهة وشفافة، وهى الآن فى مرحلة إعداد قانون انتخاب اللجنة التأسيسية الليبية، مشيرة إلى توقيع بلادها على اتفاقية السيداو. وأوضحت أن مشاركة المرأة الليبية الآن ضعيفة، رغم الجهد الكبير والمشاركة الإيجابية خلال الثورة، حيث يحاول المجتمع المدنى رفع نسبة تمثيلها فى كافة القطاعات.
وتستأنف الندوة أعمالها غداً الاثنين بعقد جلستى عمل، الأولى تناقش موضوع تحقيق العدل والأمن الإنسانى للمرأة فيما يتم خلال الجلسة الثانية والختامية عرض نتائج الندوة والإعلان عن خطة عمل عربية خاصة بالمرأة والأمن والسلام تسترشد بها الدول عند وضع خطط عمل وطنية، بالإضافة إلى تقديم الدعم الفنى لمنظومة العمل العربى المشترك.
خلالها وأثناءها وما بعدها..
ندوة دولية بالقاهرة تناقش وضع المرأة العربية فى النزاعات
الأحد، 12 مايو 2013 04:30 م