شريف يقترب من تشكيل حكومة قوية بعد انتخابات باكستان

الأحد، 12 مايو 2013 05:23 م
شريف يقترب من تشكيل حكومة قوية بعد انتخابات باكستان نواز شريف
إسلام أباد (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أطيح بنواز شريف فى انقلاب عام 1999 وسجن وجرى نفيه، لكنه حقق انتصارا فى الانتخابات العامة التى شهدتها باكستان وعاد للعمل السياسى ويتجه اليوم الأحد لتشكيل حكومة مستقرة قادرة على تنفيذ إصلاحات لأزمة لإنقاذ الاقتصاد الهش.

وربما لا يحصل شريف على ما يكفى من المقاعد بمفرده، لكنه حقق ما يكفى من الزخم بحيث لا يضطر إلى تشكيل ائتلاف مع خصوم رئيسيين مثل حزب حركة الإنصاف الذى ينتمى له بطل الكريكيت السابق عمران خان أو حزب الشعب الباكستانى.

وشريف (63 عاما) من أقطاب رجال الأعمال فى مجال الصلب من إقليم البنجاب، وتمكن من التغلب على عمران خان الذى كان يأمل فى إخراج البلاد من إطار هيمنة حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف وحزب الشعب الباكستانى الذى تقوده عائلة بوتو.

وكان الحزبان يشكلان الحكومات عندما كان الجيش يسمح بالحكم المدنى.

وأبلى حزب حركة الإنصاف الذى ينتمى له خان بلاء حسنا، ومن المرجح أن يظل قوة لها وزن فى الخريطة السياسية ليصبح الشخصية المعارضة الرئيسية، فى حين أن أداء حزب الشعب الباكستانى الذى قاد البلاد خلال السنوات الخمس الماضية كان سيئا وربما يحتل المركز الثالث.

وقالت قنوات تليفزيونية معلنة النتائج بحلول ظهر اليوم إن حزب شريف حصل على 94 مقعدا من بين 272 مقعدا جرى التنافس عليها.

واستنادا إلى الاتجاهات التى اتضحت من خلال التصويت فمن المرجح أن يحصل على 130 مقعدا وسيكون من السهل عليه الحصول على الأغلبية المطلوبة وهى 137 مقعدا من خلال مساندة مستقلين وأحزاب صغيرة.

وحصل حزب حركة الإنصاف على 21 مقعدا فى حين كان من نصيب حزب الشعب الباكستانى 19 مقعدا. وشابت انتخابات أمس حملة عنف شنها متشددون إسلاميون لعرقلة الانتخابات.

وبمجرد تمكن حزب شريف من تحقيق الأغلبية فسيخصص له الجزء الأكبر من 70 مقعدا مخصصا للنساء والأقليات الدينية.

ولم يتعجل شريف لكى يتولى حكم باكستان مجددا. وبصفته زعيم المعارضة الرئيسى تجنب تقويض حزب الشعب الباكستانى عندما كان يواجه مشكلات عديدة ويصفه محللون بأنه أصبح أكثر حذرا مما كان عندما تولى رئاسة الوزراء مرتين فى التسعينات.

وقال سيريل الميدا المحلل السياسى "يبدو حقا رجلا مختلفا عن فترتيه المضطربتين فى رئاسة الوزراء فى التسعينات. الآن يبدو أن لدى شريف تفويضا حقيقيا وكذلك إدراكا للاتجاه الذى تحتاج باكستان أن يتم توجيهها إليه".

ومن ناحية فإن هذه الانتخابات لحظة فارقة فى الديمقراطية إذ إنها المرة الأولى التى ينتقل فيها الحكم من حكومة مدنية منتخبة إلى حكومة مدنية أخرى منتخبة فى بلد اشتهر بالانقلابات العسكرية، لكن انتخابات أمس السبت لم تحقق آمال الكثيرين فى انتهاء سيطرة الأحزاب التى يقوم عملها على المحسوبية على الحياة السياسية بعد سنوات من سوء الحكم والفساد فى البلاد.

وأعلن شريف فوزه فى خطاب أمام أنصاره فى وقت متأخر أمس السبت رغم أن الأصوات ما زال يجرى فرزها. ومن شبه المؤكد أن يشغل منصب رئيس الوزراء للمرة الثالثة.

ويقول شريف وهو محافظ له توجهات دينية إن الجيش - الذى ظل يحكم البلاد لأكثر من نصف تاريخها الذى يبلغ 66 عاما - يجب أن يظل بعيدا عن السياسة.

لكن سيتعين عليه التعاون مع جنرالات باكستان الذين يحددون السياسة الخارجية والأمنية ويديرون العلاقة العسيرة بين باكستان والولايات المتحدة فى الوقت الذى تنسحب فيه قوات حلف شمال الأطلسى من أفغانستان المجاورة عام 2014 .

كما يعتقد شريف أن على باكستان إعادة النظر فى تأييدها للحرب الأمريكية على التشدد الإسلامى والتى أدرت على البلاد مساعدات بمليارات الدولارات.

ومن المرجح أن يمضى شريف -الذى يؤيد سياسات السوق الحرة- فى الخصخصة وتحرير الاقتصاد لإنعاش النمو. ويقول إن على باكستان أن تقف على قدميها، لكنها ربما تحتاج إلى السعى لخطة إنقاذ أخرى من صندوق النقد الدولى حتى تتجنب أزمة فى ميزان المدفوعات.

وقال شريف إنه يمكنه التعامل مع صندوق النقد الدولى، بمعنى أنه يمكن أن يقبل إصلاحات مثل الحد من الدعم الحكومى وتوسيع قاعدة الضرائب فى باكستان للحصول على مليارات الدولارات من الصندوق.

لكن مهمته الأساسية ستكون الحد من الاستياء العام المنتشر على نطاق واسع بسبب الفساد المستشرى ومشكلة انقطاع الكهرباء المزمنة وتدنى البنية الأساسية. ووصف باكستان بأنها فى حالة "فوضى" وقال إن مفتاح التقدم هو نموها السريع.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة