أثارت تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع والإنتاج الحربى، خلال حضوره تفتيش حرب للفرقة التاسعة المدرعة، التابعة للمنطقة المركزية العسكرية، بشأن إعلانه عدم استجابة القوات المسلحة للدعوات المطالبة بعودته مرة أخرى لإدارة البلاد، ارتياحًا لدى السياسيين، الذين أكدوا أن تصريحات "السيسى" حملت رسائل طمأنة بأن الجيش لن ينشغل بالسياسة، لكنه ليس بعيدًا عن حق شعبه فى الاستعانة بهذه المؤسسة لحماية الاستقرار داخل البلاد داخليا أو خارجيًا.
كما أثارت تصريحات "السيسى"، بشأن مشاركة الجيش وزارة الداخلية فى تأمين العملية الانتخابية المقبلة، انتقادات سياسيين لوزارة الداخلية، متسائلين عن سر الإبقاء على اللواء محمد إبراهيم فى منصبه، بالرغم من علم الحكومة عدم مقدرة "الداخلية" تحمل تأمين العملية الانتخابية وحدها، مشيرين إلى أن تأمين الجيش للعملية الانتخابية يضمن سلامة الانتخابات ولا يضمن نزاهتها المرتبط بحكومة ونائب عام مستقلين.
ومن جانبه، قال سيد عبد العال، رئيس حزب التجمع، إن تصريحات الفريق عبد الفتاح السيسى، أمس، حملت رسائل مطمئنة أنه لن ينشغل بالسياسة لكنه ليس بعيدا عن حق شعبه فى الاستعانة بهذه المؤسسة لحماية الاستقرار داخل البلاد داخليا أو خارجيا، قائلا،" الجيش والسيسى غير قابلين للأخونة ولن ينحاز ضد الشعب المصرى".
وأضاف عبد العال فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أنه تصريحاته اتصفت بالإيجابية وحملت رسالة لطمأنة القوى السياسية بعدم عودته للحكم لكن هذا لا يعنى تخليه عن مسئولية حماية أبنائه، معتبرا أن حديثه عن عدم تنازلهم لحق شهداء رفح يحمل اعترافا بتقصير الأجهزة الأمنية فى ذلك.
وأضاف أن إعلان الجيش تأمينه للانتخابات لا يعنى ضمان نزاهة الانتخابات ليجعل الجبهة تشارك فى الانتخابات، حيث إن مطالبها هى تعديلات الدستور ورقابة محلية ودولية، وحكومة محايد ونائب عام مستقل، وحق الشهداء.
وبدوره، قال الدكتور محمود العلايلى، المتحدث باسم لجنة انتخابات جبهة الإنقاذ، إن إعلان الفريق أول عبد الفتاح السيسى عن استعداد القوات المسلحة لتأمين العملية الانتخابية، قبل الانتخابات بفترة تتجاوز الـ 5 أشهر يعنى أن الحالة الأمنية ستظل مرتعشة حتى إجراء الانتخابات.
وتابع العلايلى فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن هذه التصريحات تأتى فى الوقت الذى تتمسك فيه الرئاسة والحكومة بوزير الداخلية الحالى اللواء محمد إبراهيم، مما يثير شيئا من التناقض فى الموقفين، لافتا إلى أنه يجب الفصل بين تبنى القوات المسلحة تأمين العملية الانتخابية والإشراف عليها.
فيما وصف عبد الغفار شكر، مؤسس حزب التحالف الشعبى والقيادى بجبهة الإنقاذ تصريحات المشير عبد الفتاح السيسى بـ"المتزنة والإيجابية" ويعرف كيف تدار الأمور التى تعبر عن تفكير متزن.
وأضاف شكر فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن السيسى أراد توصيل رسالة بأنه لن يتساهل فى حقوق شهداء رفح كما تردد، نافيًا فى حديثه إمكانية تدخل الجيش فى السلطة.
وعن حديث السيسى للإشراف على الانتخابات، قال شكر إن تأمين الجيش للعملية الانتخابية إجراء مهم وضمان لازم لتأمين سلامة العملية الانتخابية لكن ذلك لا يعنى تحفيز الجبهة وقوى المعارضة على المشاركة فى الانتخابات، حيث إنها لا تضمن نزاهة العملية والمرهونة بتوافر قانون انتخابات مناسب ونائب عام مستقل وحكومة محايدة.
وقال خالد المصرى، المتحدث باسم حركة شباب 6 إبريل، إنه فى حالة عدم قدرته القوات الأمنية على تأمين العملية الانتخابية، فلا مانع من تأمين الجيش لها، لأن هذا سيعطى ثقة للعملية الانتخابية أكثر.
وأضاف المصرى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الجيش ليس له فى الحياة السياسية ودوره لا يتخطى التأمين، لأن دخول الجيش فى السياسة، يضره ويضر السياسة، لافتًا إلى أن مشاركة الجيش فى السياسة يضره لأنه كيان له مهمة وطنية أخرى غير السياسة وهى تأمين الجبهة الداخلية والخارجية للوطن، ويضر السياسة، بدخول طرف عسكرى ليس طرفا فى اللعبة.
وفى سياق متصل، أكد أحمد إمام، القيادى بحزب مصر القوية، أنه من المقبول أن يتولى الجيش مهمة تأمين العملية الانتخابية المقبلة، فى الفترة الانتقالية الحالية، خاصة وأنه حتى الآن لم تستعد وزارة الداخلية كامل قوتها، لانشغالها بالأحداث السياسية، مضيفا،" كنت أتمنى أن يتم هيكلة الداخلية وأن تستعيد قوتها، من أجل تمكنها بمفردها من تأمين العملية الانتخابية".
وصف "إمام"، تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع والإنتاج الحربى، بعدم نزول الجيش مرة أخرى للبلاد، بالإيجابية، مضيفا،" حرصنا على الجيش ينبع من رؤيتنا بالمخاطر التى تحوم بالمنطقة العربية، خاصة وأن الجيش المصرى هو الجيش الوحيد فى المنطقة".
وأضاف "إمام"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أنه من الأفضل عدم جر الجيش للصراعات السياسية، وتركه ليتفرغ لمهمته الأساسية فى الحفاظ على أمن مصر، بعيدا عن أى أيدلوجية سياسية.
وبدوره، أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أنه من الكياسة أن يعلن الفريق أول عبد الفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع والإنتاج الحربى، عدم نزول الجيش مرة أخرى للبلاد، مشيرا إلى أنه بتلك التصريحات ينأى "السيسى" بنفسه وبالقوات المسلحة من الدخول فى أى صراعات سياسية.
وأضاف "هاشم"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن القوى المدنية المعارضة سبق أن طالبت برحيل الجيش عن إدارة البلاد، وهاجمته، والآن تطالب برحيله مرة أخرى، موضحا أن رفض "السيسى" عودة الجيش خوفا من أن تطالب تلك القوى مرة أخرى برحيله.
"سياسيون" يحللون تصريحات"السيسى": حديثه عن عدم عودة العسكر لإدارة البلاد رسالة طمأنة بعدم جره لصراع سياسى.. وتأمين الجيش للانتخابات دليل على عجز الداخلية.. وتأكيد على سلامة الانتخابات وليست نزاهتها
الأحد، 12 مايو 2013 03:35 ص