حقيقة هجرة المسيحيين لجورجيا

بمرور الأيام تكشفت حقيقة الشائعات التى بدأ البعض فى ترويجها حول وجود هجرة مسيحية مصرية نحو جورجيا وأن هناك حوالى 170 ألف مسيحى هاجروا إلى هناك، فالأمر لم يخرج عن كونه شائعة تقف وراءها إحدى شركات السياحة التى بدأت تروج لهذا الأمر حتى تحقق مكاسب، لذلك لم يكن مستغرباً أن تعلن وزارة الخارجية المصرية أعداد المصريين الذين زاروا جورجيا ما بعد ثورة 25 يناير وحتى اليوم، فالأرقام لا تتجاوز 6000 مصرى دخلوا جورجيا خلال الثلاثين شهراً الماضية، وذلك لأغراض السياحة والعمل والدراسة والاستثمار، وغادر منهم جورجيا بالفعل حوالى خمسة آلاف مواطن، ولم يحصل على تصريح إقامة دائمة سوى 4 مواطنين مصريين فقط، بينما حصل 600 مواطن على تصاريح إقامة مؤقتة. ما أعلنته وزارة الخارجية يتوافق تماماً مع ما أكده لى آرتشيل دزولياشفيلى، سفير جورجيا فى مصر، الذى قال بأنه لا وجود لمثل هذه الهجرات، وأن ما نشر بشأنها غير صحيح وأثار استغرابه هو شخصياً.

الأمر يبدو كأنه محاولة من بعض الشركات عديمة الوطنية فى تشجيع المسيحيين على الهجرة، فابتدعوا أرقاما وروايات غير حقيقية عن الهجرة لجورجيا، والهدف من وراء ذلك تحقيق مكاسب مالية ضخمة، فوفقا لما علمته فإن هذه الشركات تعرض الحصول على قرابة الخمسة آلاف دولار من الشخص الذى يريد السفر لجورجيا، وهو مبلغ كبير للغاية إذا ما قورن بالمبلغ الحقيقى الذى تحتاجه للسفر إلى العاصمة تبليسى، فتأشيرة جورجيا لا تتجاوز قيمتها الخمسين دولارا، ومتطلبات التأشيرة بسيطة كما قالها السفير الجورجى بالقاهرة، وهى حجز طيران وفندق ومستند بنكى وتأمين مصرى أو دولى، وهناك مصريون كثيرون يترددون بالفعل على السفارة الجورجية طلبا للحصول على التأشيرة لكنهم ليس كلهم مسيحيين.

الغريب أن هناك شركة أو اثنين تقريبا رصدهم الأمن الجورجى خلال الفترة الماضية حاولوا الوقوف خلف هذه الشائعات، بل إن إحدى هذه الشركات نصبت على مصريين بينهم مسلمون سافروا دون أن تكون معهم تأشيرة الدخول فتم إعادتهم من المطار.