أنور أبو صالح، 65 سنة، خفير بمصنع كتان بالمنطقة الصناعية، يقول إنه فوجئ بعد صلاة الجمعة بفترة برياح شديدة لم يرها من قبل، وأمطار غزيرة، وأضاف "لم أصدق عينى وخرجت مسرعا فى الفضاء بعد أن رأيت انهيار مصنع الكتان ملك رجل الأعمال يسرى المغازى، ونحمد الله أنه لا يوجد عمال وإلا كانت كارثة، ولكن أصيب زميلى الخفير غازى أحمد فى ظهرة بعد سقوط الجدار عليه وما زال بالمستشفى.
"أبو صالح" يواصل شهادته بأنه فوجئ برياح عاتية تحطم مصنعًا للبويات تحت الإنشاء ملك محمود معوض، وأعمدة الحديد والصاج، وشاهد تطاير العديد من ألواح الصاج والأسوار من المصانع المجاورة.
فيما يقول المهندس محمد بسيونى، إنه تم استدعاؤه لشركة السويد من أجل إعادة تركيب الأبراج الخاصة بالضغط العالى بعد سقوطها وهى خمسة أبراج جهد 66 وتسعة أبراج جهد 500 لم تدخل الخدمة بعد حتى الآن رغم انتهائها منذ عام ونصف، مضيفًا أن هذا الخط يولد 500 كيلو من محطة أبو قير بمحافظة الإسكندرية لنقلها 1500 ميجاوات فى مدينة بدر بطريق السويس بطول 342 كيلو مترا، ويتوقف حتى الآن، رغم أنه تكلف مليارًا و200 مليون جنيه، نتيجة جشع ملاك الأراضى المقام فيها الأبراج والذين يطلبون تعويضات باهظة غير قانونية، ويستغلون الانفلات الأمنى بالبلاد.
"بسيونى" يؤكد أن عملية إعادة الشىء لأصله لإعادة التيار الكهربائى لمدينة جمصة، والمنطقة المحيطة بها، سوف تستغرق قرابة أسبوع على الأقل، وأن الخسائر كبيرة تقدر بعدة ملايين، مشيرا إلى أن الأبراج تتحمل رياحًا بقوة من 120 كيلو فى الساعة إلى 160 كيلو، ولكن الرياح كانت أسرع من ذلك بكثير وتتخطى سرعتها مائتى كيلو.
ويقول سعد أبو الإسعاد، شاهد عيان، إنه شاهد انقلاب عدد من السيارات على الطرق أثناء الرياح الشديدة، خاصة على الطريق الدولى أمام مدينة جمصة، مما أسفر عن إصابة أعداد كبيرة من المواطنين، وتحطم العديد من المنازل وتدمير أجزاء من المصانع بالمناطق الصناعية وسقوط المئات من أعمدة الإنارة.
ويقول خليل خالد خليل، مزارع بزيان ببلقاس، إن لدية 9 أفدنة مزروعة بالبطيخ هلكت معظمها نتيجة سرعة الرياح التى تسببت فى اقتلاع ثمار البطيخ من الأشجار.
ويضيف سعد محمد عبد العاطى إن هناك كارثة كبيرة بمنطقة قلابشو وزيان خاصة لمزراعى البطيخ والطماطم كونهم تضرروا من الإعصار الذى استمر قرابة عشر دقائق فقط، ولو زاد عن ذلك لكانت كارثة بكل المقايس، مشيرا إلى أن بعض الفلاحين لم يستطيعوا تحمل الكارثة ودخلوا فى غيبوبة مطالبا المسئولين بتعويض هؤلاء الفلاحين.
وأشار محمود عرفة، رئيس مجلس مدينة جمصة، إلى أن المحافظ اللواء صلاح الدين المعدواى أمر بإمداد المدينة والمنطقة الصناعية بكابل ربط من دمياط بقوة 150 أمبير وعدد 5 ماكينات توليد متنقلة، وتمت إنارة المرافق الرئيسية والإنارة العامة بها، وتجرى الآن إصلاحات لتلفيات محطة محولات جمصة بمعرفة شركتى نقل الكهرباء وتوزيع الكهرباء تحت إشراف رئيسى مجلسى الإدارة بالشركتين.
وقال "عرفة" إنه تم التنسيق مع اللواء سامى الميهى مدير الأمن لتعزيز المدينة بخدمات مكثفة من الحماية المدنية، كما دفعت وزارة الكهرباء بوحدة موبايل (مغذى محمول متنقل) بقوة 25 ميجا لتغذية جزء كبير من الأحمال لحين الإصلاح.
وأضاف اللواء العيسوى أحمد عيسوى، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالدقهلية، أنه تم إصلاح لوحة الكهرباء وتشغيل محطة مياه جاليا بواسطة المولد الاحتياطى بنسبة 50% لحين توصيل التيار الكهربائى، وتوفير مياه الشرب لجميع المخابز بالمناطق المضارة عن طريق سيارات الشركة، وتشغيل محطتى مياه الشرب والصرف الصحى بجمصة بواسطة المولدات الاحتياطية، وقيام مديرية الرى بتخفيف المياه تدريجياً على جميع الفروع التى تصب على محطات (1-2-قلابشو)، ويتم الآن دراسة توصيل تيار كهربائى بديل لتلك المحطات.








