دقت الساعة التاسعة مساء يوم الخميس، حينها علت زغاريد الفرحة من بيتها معلنة عن عقد قرانها بمن دق قلبها له فى الحلال، ثم أقبلت علينا ذات الرداء الأبيض رويدا رويدا تتهدى فى خطواتها الرقيقة وبسمتها الخفية المملوءة بالفرحة المصاحبة بالخجل الشديد يتدلى من خصلة من شعرها طرحة طويلة يحملها أطفال يسيرون فرحين و ما من حاضر إلا وكان يشاهد هذا المشهد والفرحة تغمره ومنهم أيضا من كان يحلم بارتداء مثل هذا الرداء لحظات و اقتربت خطواتها إلى ذى الحصان الأبيض اللذة خطفها من الجميع بنظراته ثم تعالت بعدها الزغاريد حينها نظرت إليها وجدتها فى قمة السعادة ولكنها غمرها التفكير ولم أتعجب كثيرا لأننى علمت ما الذى تفكر به ذات الرداء الأبيض نعم! إنها تستعيد تلك الذكريات التى ختمها هذا التتويج وهذا الرداء، فقد ظهر فى وجهها علامات تنم على هذه الذكريات لا تتعجبوا كيف علمت كل هذا فإننى صديقتها المقربة وقد عاصرت معها هذه الذكريات لحظة بلحظة، سأقص عليكم الآن القصة التى باركها الله و فرح بها الجميع كانت منذ أربع أعوام حينما كانت فى العام الثانى فى الجامعة حينما تعرفت على ذلك الشاب الوسيم فقد كانت هى جميلة وخجولة وكان هو ذا شخصية تلفت أنظار الجميع حينها حذرتها و أخبرتها أن للحب براثن نعم هو إنسان فاتن ولكن لا أريد للوقوع فى هذا الشرك حينها أخبرتنى بأنه ما هو إلا صديق تحب التعامل معه وإنها لا تفكر بهذا الأمر مطلقا فسألتها ولم لا تبعدين؟! فأجابت بسؤال آخر: ولم أنتى تسألين! فأجبتها وقلت: إننى لن أتحمل أن أراكى تتعذبين فقالت: أخبرتكى أنه ما هو إلا صديق مقرب و أننى أقيم حدودا فى كل تعاملاتى فقلت لها إننى أعلم يا صديقتى ولكن كونى حذرة و لكنى كنت أعلم حينها أنها اعتادت على الحديث معه و كنت أرى تلك النظرة التى ينظر بها إليها التى كانت تنم عن الحب والخوف الشديد ومرت سنتان وتطورت هذه القصة إلى أن وقع الاثنان فى شرك الحب وقد كانوا دائما متحفظين فى هذه العلاقة ولكنهم ما كان يمر عليهما يوم إلا وكانت المشاكل تتفاقم بينهما ويقرروا الابتعاد ولكن سرعان ما يعودون فقد اعتادوا أأيضا على هذه المشاكل وفى يوم من الأيام جاءت لى صديقتى و هى تبكى، و تقول إنها فارقته إلى الأبد فسألتها: ولم؟! فأجابت: إننى أخشى أن أغضب الله وإننى لن أسير فى قصة مجهولة المستقبل وما عدنا نحن الاثنان نحتمل تلك المشاكل فطمئنتها وقلت لها: حبيبتى لا تقلقى فإنك مؤمنة و أن الله يحبكى وإنك اتخذتى القرار الصائب وإن كان حقا يحبكى فسيطرق باب بيتكى بلا شك فكونى مع الله و اصبرى فإن الله مع الصابرين.
ومرت سنة على تخرجنا من الجامعة إلى أن سمعت رنة تليفونى فأجبت وكانت هى و كانت أكبر مفاجأة التى جعلتنى فى قمة فرحى حينما قالت لى إنه جاء ودق باب بيتها وسيتم عقد القران قريبا.
الآن نظرت إليها وجدتها تنظر إلى وتضحك ضحكة خفية حينها هممت لكى أودع ذات الرداء الأبيض وما أن ذهبت إليها وقلت "لها مبروك يا عروسة" وما استطعت تكملة حديثى حينما سقطت من أعيننا دموع الفرح فمسحت عنها دموعها وحينها ابتسمت وقالت عقبالك.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامية على
قصة تحفة
عدد الردود 0
بواسطة:
ممدوح احمد
اكثر من رائع
دقة الوصف وقووة التعبير ممتاز يا استاذة ياسمين
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور اسامة ابراهيم
جميل جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
تسنيم محمد
ما اروع الحلال!!
جميل اوى المقال ده فعلا فرحة حلوة
عدد الردود 0
بواسطة:
م محمد الجمل
رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
wael elaraby
اللى عايز يبعت مقالة او قصة يبعتها على اى بريد
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور اسماعيل عبده
جميل اوي