هانى واصل يكتب: المعارضة أدب.. مش هز أكتاف

السبت، 11 مايو 2013 06:35 م
هانى واصل يكتب: المعارضة أدب.. مش هز أكتاف مظاهرات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المتابع للمشهد السياسى الحالى فى مصر وما يدور فى العلن على رؤوس الأشهاد وما يجرى خلف الكواليس بين التيار الإسلامى الحاكم وأتباعه والتيارات الأخرى، المتطلعة للحكم وخدامها، يجد أننا قاب قوسين أو أدنى من التصادم الذاتى بين الجهتين بعد أن انعدمت كل طرق وأساليب التلاقى الفكرى.

الثورة التى كان يجب أن تهذب الأخلاق وتطيب القلوب وتسمو بعقول شبابها الذين أدهشوا العالم كله بأخلاق ميدان التحرير.. صارت هى نفس الثورة التى أخرجت كل ما هو نتن الرائحة من عقول ومرضى قلوب شبابها، هى ذاتها نفس الألسنة، التى كانت ليل صباح تنادى بتحرير العقول والألسنة (حتى نسمع منهم معسول الأفكار وأدب الحوار ومنطقية التفكير وجدية العمل) هى أيضا نفس الألسنة التى طفحت علينا ما طفحته من جهل الأدب فى الحوار والنقد والمعارضة حتى غرقنا فى بحور ظلماتهم.

وصار جليا لكل ذى لب أنها لا تعرف شيئا عن أدب المعارضة ولا أدب الحوار ولا منطقية التفكير.

المعارضة تعنى بداهة رفض سياسات معينة والتطلع إلى إصلاحات أو أوضاع جديدة معينة، وتعنى الحق فى السعى إلى تحقيق هذه الغاية بأساليب مختلفة.

ولكن المعارضة فى الفكر السياسى وفى الواقع العملى فى كل دول العالم هى فى المقام الأول «أدب». بمعنى أن هناك آدابا وقيما وأخلاقيات محددة يجب أن تلتزم بها فى فكرها وفى ممارساتها العملية.

من أدب المعارضة..
(1). أن تكون «معارضة وطنية» بمعنى الكلمة، بأن يكون ولاؤها أولا وأخيرا للوطن أيا كانت رؤيتها لهذا الوطن، وما يجب أن يكون عليه. وأن تكون أهدافها وغاياتها ومطالبها وطنية، هدفها خدمة المصالح الوطنية العامة، لا خدمة مشروع لدولة أو قوة أجنبية، وقبل كل هذا ألا تكون المعارضة لمصالح شخصية.

(2). أن تلتزم بأسس وقواعد العمل السياسى السلمى، لا أن تلجأ إلى العنف أو التخريب أو الإرهاب أو حرق المحاصيل الزراعية، أو ترويع الناس فى بيوتهم وفى عملهم أو تعرض حياتهم للخطر فى الشوارع والطرقات.
(3). ألا تثير الفتنة فى المجتمع أو تقسم صفوف أبناء الوطن أو تثير الأحقاد والكراهية بينهم.

المعارضة الوطنية توحد الشعب وتنشد الصالح العام للكل، وإن لم تفعل ذلك، فلن تكون معارضة وطنية بالمعنى الجامع لكن ستكون قوة طائفية.

(4) ألا تقدم على أى عمل يضر بمصلحة وطنية عامة، وألا تقدم على أى شىء يمكن أن يضر الاقتصاد الوطنى أو مصالح العباد. بالعكس، من أدب المعارضة وخصوصا فى أوقات الأزمات أن تحمى الاقتصاد الوطنى وأن تسهم فى أى جهد يعين البلاد على تجاوز الأزمة، هذا من أدب المعارضة لأن المعارضة الوطنية تبنى ولا تهدم.. تحمى ولا تدمر.

(5). أن تحفظ سيادة وكرامة واستقلال بلدها، وأن تنتفض فى مواجهة أى تهديد تتعرض له. لهذا، ليس من أدب المعارضة أن تستنجد بأجنبى، أو تستقوى بقوة خارجية، أو تستعدى قوى أجنبية على بلادها أو تحرض على انتهاك سيادتها والتدخل فى شئونها.

(6). أن تحترم إرادة الشعب كما يعبرعنها أبناء الشعب فى مجموعهم. ليس من أدب المعارضة فى شىء أن تضع المعارضة نفسها فى مواجهة إرادة قطاع كبير من الشعب أو تخرج عنها أو تتحداها، هذه هى الديموقراطية
هذه بعض من آداب المعارضة، وبالمناسبة، مثل هذه الآداب متعارف عليها فى كل دول العالم التى تسمح بالمعارضة أساسا وتسمح لها بممارسة عملها بشكل منظم.

ومن المتعارف عليه أيضا فى كل دول العالم أن أى معارضة تتجاوز حدود الأدب بهذه المعانى وتتصور أن المعارضة ما هى إلا «هز أكتاف»، يجب تعليمها الأدب ووقفها عند حدها، وفى كل الدول، هناك من القوانين والتشريعات ما يضمن للمجتمع الحماية من الذين يتجاوزون حدود الأدب، هم يعرفون أنفسهم جيدا.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة