عمرو وجدى يكتب: الهمجية الإسرائيلية

السبت، 11 مايو 2013 09:03 م
عمرو وجدى يكتب:  الهمجية الإسرائيلية القصف الإسرائيلى فى سوريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بصرف النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا مع نظام الرئيس السورى بشار الأسد، وهل كونه نظام غاشم ودموى أم لا؟ وبصرف النظر عن مساندتنا أو معارضتنا للمعارضة السورية للجيش السورى الحر واعتباره رمزا للمقاومة الحقيقية أو كونه مجموعة من العملاء والإرهابيين؟

إلا أن الشىء المؤكد أن سوريا ستظل دائما وأبداَ بلدا عربيا شقيقا له تاريخه العريق، الذى لا جدال فيه، وأى اعتداء عليها هو اعتداء على جميع الأقطار العربية بدون استثناء، وأى هجوم عليها هو هجوم على قطعة غالية من الوطن العربى، والمساس بسيادتها هو مساس بالعروبة بأكملها، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق.

لهذا فالإدانة واجبة وملزمة للقصف الهمجى، الذى قامت به إسرائيل مؤخراً على ثلاثة مواقع عسكرية سورية فى دمشق، استهدف أسلحة إيرانية مرسلة إلى حزب الله اللبنانى مما أدى الى سقوط قرابة ٣٠٠ شخص.

وبالطبع لا يمكن أن تقوم إسرائيل بهذه العملية البربرية بدون موافقة ومباركة من الحليف الأمريكى، الذى أعطى الضوء الأخضر لهذا القصف بحجة محاربة النظام السورى وإسقاطه وحماية المدنيين السوريين الأبرياء، وهم أبعد ما يكونون عن ذلك.. فهم يحاولون استغلال الأزمة الداخلية لسوريا لتحقيق أهداف سياسية وإستراتيجية بحتة، وعلى رأسها حماية أمن اسرائيل، بالإضافة الى السعى إلى تحويل الحرب الأهلية إلى أزمة إقليمية.

فالمستهدف من هذا العدوان ليست سوريا فقط وإنما أيضا كل من إيران وحزب الله الداعمتين بقوة لنظام بشار الأسد، واللذين لم يسمحا أبداً بسقوطه مهما كلفهم ذلك من تضحيات.

هذا العدوان يعتبر بكل المقاييس انتهاكاً للمبادئ والقوانين والأعراف الدولية التى تمعن الدول العبرية فى انتهاكهما منذ أن تم انشاؤها فى عام 1948، ومن شأن ذلك العدوان أن يزيد من الوضع السورى تعقيداً، ويجر منطقة الشرق الأوسط إلى مزيد من الفوضى والدمار بالإضافة إلى تهديده لأمنها واستقرارها.

ولا أستبعد أبداً أن تكون هذه العملية مقدمة لتوسيع دائرة الحرب وتحويلها إلى حرب إقليمية كبرى، خاصة بعد اعتبار القيادة السياسية السورية أن هذا العدوان بمثابة إعلان حرب من قبل اسرائيل، واحتفظت لنفسها بحق الرد (مع العلم بأن نظام بشار الأسد أو نظام والده حافظ الأسد لم يطلقا رصاصة واحدة على إسرائيل منذ عام 1973)، بالإضافة إلى إعلان إيران بأنها مستعدة لخطوة أكبر من مجرد تزويد الرئيس السورى بشار الأسد، بالأسلحة والذخائر.. وربما يكون هذا العدوان أيضا هو مجرد جس نبض للقوى الإقليمية الكبرى فى حال إذا ما أقدمت إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة بقصف المواقع النووية الإيرانية فى حال ما إذا فشلت المفاوضات السداسية الجارية مع إيران حول برنامجها النووى.

فعلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والمجتمع الدولى أن يتحركوا فوراً لإنقاذ الشعب السورى مما يعانيه من فجائع يومية، وإنقاذ سوريا من دائرة المأساة الحالية وإعادتها إلى دورها الطبيعى على الساحتين العربية والدولية.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة