الجيش والإخوان.. أسرار خلف الستار" كتاب جديد للكاتب الصحفى والنائب السابق فى مجلس الشعب مصطفى بكرى، صدر عن الدار المصرية اللبنانية، ويكشف الكثير من الأسرار عن الفترة الانتقالية، التى تولى خلالها المجلس العسكرى بقيادة المشير محمد حسين طنطاوى حكم مصر، فى أعقاب تخلى الرئيس السابق حسنى مبارك عن الحكم فى 11 فبراير 2011.
يقع الكتاب فى 452 صفحة من القطع الكبير، بغلاف معبر يجمع صور كل الشخصيات الفاعلة فى المرحلة الانتقالية مثل عمر سليمان، أحمد شفيق، سامى عنان، المشير طنطاوى، ثم محمد بديع، محمد مرسى. ويحتوى الكتاب على ثلاثين فصلا ترصد أسرار المرحلة التى تنتهى بانتخابات الرئاسة وفوز الدكتور محمد مرسى بالكرسى، بدءا من اللحظات الحرجة والساعات التى سبقت تخلى الرئيس السابق حسنى مبارك عن السلطة وتسليمها للمجلس العسكرى، مرتبة ترتيبا تاريخيا وموضوعيا.
ويرصد الكتاب تفاصيل ومحاضر اللقاءات التى جرت بين المجلس العسكرى والأحزاب السياسية، وأسباب فشل الانتهاء من إعداد الدستور قبل الانتخابات الرئاسية، كما يتضمن أسرارا تنشر للمرة الأولى عن وقائع ما جرى خلال عملية فرز نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وما تردد من معلومات حول الدور الأمريكى فى ممارسة الضغوط لإنجاح الرئيس محمد مرسى على حساب الفريق أحمد شفيق.
وتتضمن الفصول الأخيرة من الكتاب أسرار الأحداث التى شهدتها البلاد عقب تولى الرئيس محمد مرسى مهام الحكم، بدءا من تشكيل حكومة هشام قنديل، والخلاف الحاد بين المشير طنطاوى وهيلارى كلينتون الذى وقعت أحداثه فى 14 يوليو 2012، وصولا إلى مذبحة رفح والتساؤلات المثارة حولها حتى الآن.
غير أن أخطر فصول هذا الكتاب، ،هو فصل "الانقلاب الناعم"، الذى تضمن الرواية الحقيقية لعزل المشير طنطاوى، ورئيس الأركان سامى عنان وعدد من قادة الأفرع الرئيسية بالقوات المسلحة، فيما سمى بانقلاب 12 أغسطس، والذى تضمن أيضا إلغاء الإعلان الدستورى المكمل.
ومن الأسرار التى يكشفها الكتاب أن الفريق سامى عنان، ترشح لمنصب رئيس الجمهورية بعد خروج اللواء عمر سليمان من السباق لأسباب واهية، وبعد ضغط العديد من القوى السياسية بعد سيطرة التيارات الإسلامية على الشارع، ولكن المستشار تامر بجاتو رفض ترشيحه لأنه غير مقيد بالجداول الانتخابية لكونه عسكريا.
وينهى مصطفى بكرى الكتاب بالقول إن جميع الخيارات المطروحة للفترة المقبلة لها ما لها، وعليها ما عليها، غير أن الدولة عندما تكون مهددة بالانهيار والسقوط، وعندما تكون البلاد على شفا حرب أهلية وإفلاس اقتصادى وانهيار أمنى كبير، ساعتها إن لم يفعلها قائد الجيش، فحتما سيخرج من بين الصفوف، ضابط، صغيرا كان أو كبيرا، ليضع حدا للفوضى واختطاف الدولة وتفكيك مؤسساتها لحساب قوى معادية للديمقراطية وللثورة وللاستقرار.