"ويقول العاشق ليتنى كنت سرابًا" ديوان للبنانى لامع الحر

الجمعة، 10 مايو 2013 06:15 م
"ويقول العاشق ليتنى كنت سرابًا" ديوان للبنانى لامع الحر الشاعر اللبنانى لامع الحر
بيروت (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشاعر اللبنانى لامع الحر فى مجموعته الجديدة "ويقول العاشق ليتنى كنت سرابا" يأتى بقصائد تتسم بوجدانية جدية وحزن ذى صرامة موحية.

وهو حتى فى الكلام عن أمور الحياة التى يفترض أن تكون مفرحة ورموزا للأمل يذكر الفرح والأمل كنقيضين للآلام الكبيرة فى الحياة أى أن الطرف الأول المفترض أن يكون مفرحا لا يلبث أن يستحضر المحزن. إنه شاعر ممتلئ بالمفجع فى الحياة وهو يحاول أن يتجاوز هذا المفجع بالشعر لكن الشعر يأتى انعكاسا بل تجسيدا له.

وشعر لامع الحر معظمه قصائد متعددة الأوزان والقوافى وبعض منها يلتزم وزنا واحدا وقافية واحدة وبعض منها كما فى إحدى قصائده الطويلة يلتزم ما يشبه "وحدة فى القافية" مع تعدد وزنى فى قسم كبير من القصيدة ليعود بعد ذلك إلى تعدد فى الاثنين. وقصائد الشاعر طويلة عادة وبعضها طويل جدا لكن هذا الطول لا يضعف نبضه الشعرى فيها إجمالا.

لامع الحر يتولى حاليا رئاسة القسم الثقافى فى مجلة "الشراع" اللبنانية.

وقد وردت المجموعة فى 159 صفحة متوسطة القطع وبلوحة غلاف للفنان اللبنانى فارس غصوب وصدرت عن دار الفارابى فى بيروت.

يستهل الشاعر مجموعته بقصيدة كلاسيكية حزينة تحمل ما يبدو تناقضا ذاتيا.. فهى قصيدة "شعر" لكن عنوانها هو (وداعا أيها الشعر). والقصيدة مهداة إلى رفيقة عمره إلهام أبو مراد. يقول الشاعر: "حشر عظيم يدانى هوله الحشر/ من مات حتى اختفى فى فيضه البحر/ إلهام ماتت فكل الأرض شاحبة/ ونكّس الرأس فى عليائه البدر/ رحيلك المرّ زلزال به انكسرت أحلامنا وانطوى فى دمعه النهر/ ماذا أقول وقلبى قبلة منيت بالقهر؟ هل تعرف الزلزال يا قهر إلهام فى القلب أحلام مكبلة شوق يفجر شوقا ما له حصر/ أمضى ويمسكنى دهرى كأن به حزنا تشظى فكان الليل والهجر/ من أين بعدك يأتى الوحى؟ بعدك لا شعر لا..بل وداعا أيها الشعر".

ننتقل بعد ذلك إلى قصيدة تليها عنوانها (جهنم تليق بى يا أصدقاء) فنقرأ مع الشاعر قوله: "أعيش فى جهنم بمفردى/ كأننى وحدى هنا/ فتحت درب الشوق نحو المعصية/ كأننى فى حزنى العميق/ صخرة/ يموج فى خضمها نشيد كربلاء.

"لا حظّ لى مع النساء/ حياتنا خواء/ وحبنا خواء/ وكل ما فى الأرض يمضى صاغرا/ إلى جهنم الخواء."

وفى قصيدة (الغيث) المهداة الى ولديه يقول "طفلان من فرح الحياة/ ومن بهاء سمائها/ طفلان من شوقى إلى الماضى/ الذى يأبى الإياب/ ومن حنين الروح للزمن البعيد/ طفلان من عمرى المغنى/ فى خضم الغيب/ يسأل عن نسيم من صفاء الروح/ عن جرح يعاند فى الخضم ولا يبوح.

"طفلان يقتحمان أرض الدار/ ينهمران مثل الغيث فوق ترابنا العطشان/ يغتسلان قبل الفجر بالأزهار/ يحتضنان أوراق الربيع/ ويركضان../ ويركضان../ إلى مكان لست أدرى آخره/ وإلى زمان غامض/ مثل الشفاه المضمرة."

فى قصيدة (حوار) يبقى هذا الجو من الحزن الشفيف مسيطرا على القصيدة حتى حين يستذكر الشاعر لحظات حلوة. يقول "تجيئين لحظة ضوء تغطى المدى/ وسنابل تخفق كالزمهرير/ تناجى الغرام صباحا وتنساه بعد الأفول أفولا/ تصيرين بحر الجمال حضورا/ يباغت هذا الزمان العليلا."

وفى قصيدة (رجوع) نقرأ الشاعر حيث يقول فى نبرة مؤلمة "وددت الذهاب اليك/ وددت الذهاب اليّ/ مشيت على صخرة القلب/ صاح: أنا القفر/ فاحضن سرابى الجميل/ أكاليل مجد وغار/ وجدت الضحايا تظلل هذا الهدوء ضجيجا/ وتمنح هذا السكون لهيبا ونار/ رأيت ورودا بغير رحيق/ رأيت عذابى القديم على الأرصفة/ يلوّن هذا الطريق وتلك الطريق/ ويسأل خبز الحياة/ قليلا من الأرغفة/ رأيت عذابى التليد/ يصافح ظلى/ ويسأل عني/ كأنى نسيت/فنون العذاب/ على صخرة من زمان الغياب."

فى قصيدة (نسمة الروح) المهداة الى "مصطفى سعد شهيدا" عاطفة دفاقة مع حفاظ على قافية واحدة فى القسم الأول من القصيدة دون توحيد صارم للأوزان. يقول "سوف اطل من البعيد/ مخاطبا روحى وروحك/ أيها الزمن الدميم/ لم نأت هذى الأرض كى نلهو/ بكل متاعها /فألمس طريقك يا صديقي/ كى يصون قصيدتى الشجر الحميم/ لم نأت هذى الأرض كى نتنفس الفرح الشهى/ إذا غزا شعرى الحياة/ وعلّنى أنا نديم/ هذا الخراب طريقنا القسرى/ فأحفظ ما تبقى من جمال الروح/ يوم الحشر آت/ والدجى نهر/ يعمد فيضه نور يتيم."

ولا يلبث أن يغير القافية الميمية ويعتمد تعددا فى القوافي. يقول "قدرى الوفاء لأصدقائى السائرين/ إلى سكون الوقت/ لا أبكى/ ولا أستنجد الكلمات/ كى أحمى شوخ السنديان/ من اشتعالى/ قدرى الوفاء لأصدقائى/ الذاهبين إلى سكون غامض/ حتى يصير الأفق قيض يدى/ ويغدو البحر مملكتى/ على أركانه اكتملت رؤى/ تغتاب أقدارا/ تبشر بارتحالى."

قصيدة (وردة على ضريح فاطمة) هى القصيدة الأطول فى المجموعة ذات القصائد الطويلة فإنها جاءت فى 41 صفحة وكرست لرثاء مؤلم للأم وللحياة.

يقول "بعد ظهيرة يوم خميس أسود/ ماتت أمى/ كان الوحش على الأبواب/ يغازل ميزان الصبر ويخطفه/ كان الصبر نخيلا/ طول من قامة كل الأهوال/ فرغ الصبر/ ولم أعرف ما معنى/ أن يختال المرء على الأيام."

ويقول "من يعرف حزنا يشبه حزنى/ من يعرف أقمارا ضائعة/ بين شجا الأرض وعتم الجوزاء/ من يعرف سر الموت/ إذا زلزل هذا الموت الكرة الأرضية/ ومن يتجاوز هذا السفر المفتوح على عمر/ ينسل إلى الضوء/ ويختلس الحرية؟"





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة