بداية أنا غير راض عن أداء الحكومة برمتها طالما قنديل رئيسها، أما بخصوص ما يطلقون عليه تعديلا وزاريا من باب شغل الناس وإلهائهم عن خطورة الوضع، فإن هذا التعديل كان قد أعلن عنه الدكتور مرسى فى حواره مع قناة الجزيرة قبل أكثر من أسبوعين ومنذ ذاك الوقت ورئيس الحكومة هشام قنديل يبحث عن وزراء لهذا التعديل (كذلك يصورون لنا مع أن القاصى والدانى يعلم من الذى يختار الوزراء) ولكن دعونا نصدق أن هذا القنديل هو من اختار الوزراء.
وأنا أطالع المواقع الإخبارية لمتابعة آخر أخبار هذا التعديل قد لفت انتباهى أن قنديل كان ينوى إجراء تغيرات وزارية فى إحدى عشرة وزارة، وهذا يعنى أنه غير مقتنع وغير راض عن أداء هؤلاء الوزراء، ولكن إذا بهذا التعديل المزعوم يطل علينا بتغير تسع وزراء فقط فأين الوزيرين الآخرين؟ لماذا لم يتم تغيرهما؟ كيف يترك قنديل وزيرين فى مكانهما مع أنه يعلم أنهما ليسو على قدر المسؤولية؟ ألهذا الحد وصل بنا العبث؟!!
ثم لماذا تغيير وزير الثقافة فى هذا الوقت والإبقاء على وزير الداخلية الفاشل أداؤه؟ هل حاجة المواطن الغلبان لتغير وزير الثقافة أقوى من حاجته لتغير وزير الداخلية؟ إذا كانت حُجَتٌك هى رغبتك فى تعميق الثقافة لدى الشعب فالأولى توفير الأمان له حتى يستطيع التثقف!!!
أما بخصوص السادة الوزراء الجدد الذين لم نعلم لأى منهما إنجاز سابق ولا نعلم ما هى المعايير التى تم إختيارهم على أساسها؟ ولا نعرف العلاقة بين تخصصاتهم وبين مهام وزاراتهم، فمثلاً المهندس عمرو دراج ما علاقة تخصصه ميكانيكا التربة بمهام وزارته وزارة التخطيط والتعاون الدولى إلا إذا كان سيمهد التربة الصالحة لنمو علاقات مصر الدولية؟!! وكذلك ما هى علاقة تخصص السيد يحيى حامد خريج الألسن مع مهام وزارته وزارة الاستثمار إلا إذا كانوا سيستفيدون من لغاته الأجنبية فى التحدث مع المستثمرين وهنا كان يكفى تعيينه مترجما أو متحدثا باسم الوزارة على أقصى تقدير.
أما بخصوص الإبقاء على الوزير مثير الجدل الوزير متولى صلاح عبد المقصود وزير الإعلام فقد طالعت على بعض المواقع الإخبارية أن سبب بقائه عدم وجود بديل له!!! ألهذا الحد متولى نابغة فى مجاله لا يضاهيه أحد؟ ألهذا الحد إنجازات متولى تٌصعب على رئيس الوزراء اختيار بديل له؟ نحن لم نرى إنجازات لمتولى غير إيحاءاته الجنسية غير المقبولة والتضييق على حرية الإعلام وغلق القنوات وقناة دريم خير دليل على ذلك، إن بقاء متولى عبد المقصود الذى أجمع الكل سواء معارضى النظام أو مؤيديه على ضرورة رحيله يمثل فى حد ذاته نوعاً من العناد مع الشعب المصر شبيه بعناد المخلوع مع الشعب فى كل التغيرات الوزارية التى تمت فى عهده المشؤوم، وإن هذا العناد لنذير شؤم على النظام ولطاقة نور للشعب المقهور والمغلوب على أمره.
محمد عبد المبدى يكتب: عن ما يسمى التعديل الوزارى
الجمعة، 10 مايو 2013 02:41 م