قال الشيخ نشأت زارع إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخدم التسامح ويستعمله مع المنافقين أعداء الداخل، وهم الأخطر من أعداء الخارج، فلقد عفا عن عبد الله ابن أبى بن سلول مراراً، وزاره لما مرض، وصلى عليه لما مات، ونزل على قبره، وألبسه قميصه، وهذا الرجل هو الذى آذى رسول الله فى عرضه يوم حادثة الإفك.
وتابع: "فى عصرنا الحديث نهج زعيم إفريقى نهج النبى فى التسامح مع الخصوم السياسيين واقتدى بنبى الإسلام فى التسامح والصفح، إنه العظيم (نيلسون مانديلا) الذى قضى 27 عاماً فى غيابات السجون وبعد أن خرج قال (نحن لا ننسى ولكن نسامح) فصارت تلك الجملة تاريخاً لجنوب أفريقيا الرائعة، وصار مانديلا رسول ثقافة التسامح، وبهذه الثقافة أصبحت بلاده نموذجاً للتقدم والحضارة والرفاهية".
وأشار إلى أن الثقافة التى تعلى فيها تصفية الحسابات والعنف والدماء، تكون ساحة للخراب والدمار وأفغانستان والصومال والعراق نماذج أمامنا.
وأضاف: "يا ليت قيادتنا تأخذ من الرسول دروسا وتفرق بين فقه الدعوة وفقه الدولة، لأن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة ولأن عصر المعجزات انتهى والدنيا لها سنن ونواميس كونية لا تتغير ولا تتبدل ولا تجامل المسلم، لأنه مسلم ولكن من اجتهد واحترم الأسباب وقوانين الدنيا فإنه يحقق أهدافه ولا يلوم إلا عقله".
واستطرد: "الأمم لا تقاس حضارتها إلا بما تركت من علم ينفعها وينفع البشرية وكل أمه تقدمها مرهون بعقول أبنائها، فإذا استثمر هذا العقل بثقافة التسامح والإنسانية وثقافة التفكر والتدبر وثقافة عدم العداء من أجل العقائد، وإنما العداء للفعل الظالم والسلوك الهمجى أيا كان صاحبه وثقافة الإنتاج والعمل لأنه معلوم أن التخلف الحضارى نتيجة تخلف فكرى، والفقر هو فقر العقل والفكر والعلم وهذه هى كلمات السر للتقدم فهل نعتبر ونتعظ ادعوا الله بذلك".
وعن نصرة الأقصى، قال" ألف باء لنصرة الأقصى أن نقضى على أمراضنا الداخلية، وأن نعلى من ثقافة التسامح والصفح، وأن نعلى من مصلحة الوطن على كل انتماءات حزبية ضيقة مثل كل الدول التى نهضت بذلك، فحينما نسمع أن شباب الثورة الذى خرج يطالب بحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية منهم المئات فى داخل السجون ورجع زوار الليل للقبض عليهم لحجج واهية مثل أحمد دومة وغيره فلن نستطيع أن ننصر الأقصى".
خطيب بالدقهلية: لن نستطيع نصرة الأقصى بعد القبض على دومة ورفاقه
الجمعة، 10 مايو 2013 02:38 م