خبراء: واشنطن مُرغمة على الإبقاء على تحالفها مع إسلام آباد

الجمعة، 10 مايو 2013 01:09 م
خبراء: واشنطن مُرغمة على الإبقاء على تحالفها مع إسلام آباد الرئيس الأمريكى باراك أوباما
واشنطن (أ.ف.ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد سنوات من الأزمات والتحدى بين باكستان والولايات المتحدة الأمريكى، لا تزال واشنطن مرغمة على إبقاء تحالفها مع هذه القوة النووية العسكرية الإستراتيجية المهددة بتنامى التطرف الإسلامى، وفق تأكيدات الخبراء.

وبعد الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها غدا السبت، على واشنطن التعامل مع ائتلاف حكومى أقل محاباة للولايات المتحدة بالمقارنة مع الائتلاف الذى قاده حزب الشعب الباكستانى الذى ينتمى إليه الرئيس آصف على زردارى منذ العام 2008.

وبعد السياسة الواقعية المعتمدة إزاء "زواج المنطق" مع إسلام آباد بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، أشادت واشنطن الخميس مسبقا بـ"الانتقال الديمقراطى التاريخى" الذى تمثله انتخابات 11 مايو بالنسبة لبلد يحمل تاريخا سياسيا داميا يعج بالانقلابات العسكرية.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية باتريك فنتريل أن الولايات المتحدة "ستتعاطى مع الحكومة المقبلة المنتخبة ديمقراطيا"، سواء أكان ائتلافا يقوده المرشح الأوفر حظا رئيس الوزراء السابق نواز الشريف زعيم "الرابطة المسلمة" المحافظة المتحالف مع أحزاب إسلامية، أو نجم رياضة الكريكت السابق عمران خان.

ويشير دانيال ماركى المحلل فى "مجلس العلاقات الخارجية" الأمريكى إلى أن التحديات بالنسبة لواشنطن كبيرة، من مراقبة الترسانة النووية الى مكافحة الإرهاب، مرورا بالانسحاب من أفغانستان والثقل الاستراتيجى لباكستان، وبالتالى فإن "التخلى عن هذا البلد ببساطة أمر مستحيل" وفق ماركى.

وهذا الرأى تشاطره أيضا سيمبال خان الباحثة الباكستانية فى مركز "وودرو ويلسون" فى واشنطن، حيث تعتبر أن "العلاقة مع الولايات المتحدة ترتدى أهمية قصوى بالنسبة لباكستان"، كل هذا على الرغم من الشعارات الانتخابية المناوئة للأمريكيين التى يطلقها المرشحان الطامحان للسلطة نواز شريف وعمران خان.

يذكر الخبراء أن شعارات العداء لأمريكا تكسب المرشحين شعبية فى أوساط ناخبى هذا البلد العملاق الذى يعد 180 مليون نسمة، وحيث لا تتعدى نسبة مؤيدى السياسات الأمريكية الـ11% بحسب استطلاع لمعهد بيو الأمريكى للاستطلاعات.

ويعزو المسئول المشرف على هذا الاستطلاع ريتشارد وايك هذا النفور لدى الباكستانيين تجاه الولايات المتحدة الى حملة الغارات للطائرات الأمريكية من دون طيار على المناطق القبلية الباكستانية ضد مقاتلى طالبان والقاعدة ما يثير استياء كبيرا فى باكستان، والهجوم الأمريكى الذى انتهى بمقتل أسامة بن لادن فى مايو 2011.

ويلاحظ الخبير فى الاستطلاعات أن الرأى العام فى باكستان يبدى "انعداما فى الثقة تجاه القوة الأميركية"، مشيرا الى أن شعبية الرئيس الأمريكى باراك أوباما هى سيئة بالقدر نفسه مثل سلفه الرئيس السابق جورج بوش. وتحالف هذا الأخير مع إسلام آباد نهاية 2001 فى "الحرب على الإرهاب"، ما وفر لباكستان مساعدات بقيمة 20 مليار دولار خلال عقد من الزمن.

ومع ذلك لا يشكك الدبلوماسيون والخبراء فى واشنطن بتوجه نواز شريف الذى شغل منصب رئيس الوزراء مرتين فى التسعينات، الى اعتماد سياسة واقعية وبرجماتية فى علاقاته مع الولايات المتحدة.

حتى أن سيث جونز المحلل فى معهد راندز يعول على "فترة شهر عسل مع حكم مدنى جديد" و"اللحظة المناسبة لإعادة إطلاق العلاقة الأميركية الباكستانية على مسائل جوهرية مثل التهديد الأمنى والاقتصادي"، أما دانيال ماركى فيرى أن إسلام آباد ستسعى الى "إعادة التفاوض على اتفاق بشان طرق إمداد" القوات الدولية فى أفغانستان، وهى أولوية بالنسبة للأمريكيين الراغبين بالانسحاب عسكريا من هذا البلد نهاية العام 2014.

ولتنسيق هذا الانتقال بين أفغانستان وجارتها باكستان، أرسلت إدارة أوباما مبعوثا خاصا جديدا هو جيمس دوبنز فى حين يبذل وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى كل ما يمكن للتقريب بين الرئيس الأفغانى حميد كرزاى وقائد الجيش الباكستانى شديد النفوذ الجنرال أشفق كياني.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة