لابد أن أعترف بداية أن المعارضة نجحت إلى حد كبير وبتقدير جيد مرتفع فى إرباك النظام والشوشرة عليه وشل تفكيره وإحباطه فى معركة تكسير العظام منذ سقوط النظام السابق، فهى لا تترك له الفرصة لالتقاط الأنفاس أو ترتيب الأوراق.. فكل يوم اتهامات وتحميل مسؤوليات وبيانات وتصريحات لا تكل ولا تمل ولا تترك كبيرة ولا صغيرة إلا فتشت فيها بحثا عن ملامح أى ذلل لتضخيمها وصناعة من الحبة قبة إضافة إلى الإدانات اليومية والمسيرات والاعتصامات والاحتجاجات والوقفات على مدار الساعة والأسبوع إلى آخر تلك المصطلحات التى تعارفنا عليها وأصبحت توأمنا منذ الثورة. مما يسبب غضب رجل الشارع و فقدان ثقته ودفعه دفعاً بشطارة وسائل إعلام لأن يصاب بالقرف من تعطيل مصالحه وحياته. والأخطر ما تم إلصاقه بالمعارضة ضمن تبادل إطلاق النار مع النظام باتهامها إنها وراء الحرائق التى تندلع كل يوم فى كل مكان، وأخطرها إحراق إنتاجنا من القمح ونحن أكبر مستوردى القمح فى العالم.. وهو قوت الشعب ولقمة عيشه التى يطفح من أجلها الكوته كل يوم! ومما زاد من نجاح المعارضة إصابة النظام بالنيران الصديقة التى تدمى القلب قبل البدن وتهز ثقته فى نفسه وفى مريديه وحوارييه. إضافة إلى أخطاء يقع فيها بغرابة شديدة تتلقفها المعارضة وتطبل لها وبها.
أقول: هب أن المعارضة نجحت فى مسعاها وانتزعت الكرسى بأسلوبها الذى يخالف كلامها فهى دائما ما تتباكى على الديموقراطية والحرية وأن تكون الكلمة العليا للإرادة الشعبية.
وفى هذه الحالة سيكون مريدو النظام قد تعلموا واستفادوا من درس كيفية انتزاع الكرسى وسيطبقونه من منطلق العين بالعين والسن بالسن والكرسى بالكرسى والبادى أظلم..
فتصبح حياتنا مسلسلا ماسخا قديما تتم إعادته فى الحوارى والشوارع والميادين وساعتها سيكون الدم للركب وليس لنا إلا أن نقول من الآن: عليك العوض يا مصر.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
زين العابدين الشريف
تشخيص واقعي