ستكون خطط التقشف الصارمة المطبقة فى أوروبا والمتهمة بإعاقة انتعاش الاقتصاد العالمى موضع انتقادات شديدة من الولايات المتحدة الجمعة والسبت خلال اجتماع كبار مسئولى المالية فى دول مجموعة السبع فى الريف البريطانى.
ويستقبل وزير المالية البريطانى جورج اوزبورن نظراءه وحكام المصارف المركزية فى هذا المنتدى للدول الغنية الذى يضم ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان عند ظهر الجمعة فى آيلسبورى على مسافة ستين كلم شمال لندن،كما تشارك المديرة العامة لصندوق النقد الدولى كريستين لاجارد فى الاجتماع.
وقال اوزبورن الخميس فى لندن "سنبحث الوضع الاقتصادى العالمى وسبل دعم الانتعاش" الاقتصادى والإجراءات التى تسمح لنا "بالتثبت من أن ماليتنا العامة منتظمة" واوزبورن نفسه مهندس خطة تقشف لا تلقى تأييدا شعبيا فى بلاده.
وتختلف الآراء داخل مجموعة السبع حول الوتيرة المناسبة لخفض العجز فى المالية العامة، فى وقت تواجه خطط التصحيح المالى فى أوروبا انتقادات، ولا سيما من الولايات المتحدة بإعاقة النمو العالمى.
وسيغتنم وزير الخزانة الأمريكى جاكوب لو هذه المناسبة ليدعو نظراءه الأوروبيين إلى تغيير وجهتهم خلال هذا الاجتماع لمجموعة السبع الذى يعقب اجتماعين لمسئولى المالية فى مجموعة العشرين فى ابريل وفبراير، ومن المقرر بعد ذلك عقد قمة لرؤساء دول وحكومات مجموعة الثمانى فى منتصف يونيو فى أيرلندا الشمالية.
وقال مسئول كبير فى الخزانة الأمريكية طلب عدم ذكر اسمه قبل يومين من الاجتماع "من المهم إعادة تحديد وتيرة تعزيز الميزانية (فى منطقة اليورو)، إن تعزيز الميزانية بشكل حاد يهدد بإعاقة الطلب، وإذا ما غيرنا الوجهة الآن، فمن الممكن إحداث فرق مهم".
وقال "لو" الثلاثاء من جهته "لسنا متفقين تماما" مع الأوروبيين "على الجدول الزمنى وعلى معرفة ما إذا كان من الملح التوصل إلى ذلك فى الحال".
وتباطأ انتعاش الاقتصاد العالمى وقد إعاقته الأزمة فى منطقة اليورو وعمد صندوق النقد الدولى فى منتصف أبريل إلى تخفيض توقعاته للنمو العالمى إلى 3.3% للسنة الجارية مقابل 3.5% فى توقعاته السابقة فى يناير.
وقال مصدر فرنسى لوكالة فرانس برس "من غير المجدى تحديد أهداف لا يمكن تحقيقها" على صعيد الحد من العجز فى الميزانية "لان ذلك سيقضى على المحرك"، فى وقت حصلت باريس من بروكسل على مهلة سنتين إضافيتين لإعادة عجزها إلى ضمن المعايير المعتمدة.
وفى سياق الانتقادات لسياسات التقشف، من المتوقع إن يضطر جورج اوزبورن للدفاع عن خطه الذى يثير استياء متزايدا لدى الرأى العام البريطانى، واستبق رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون الأمر الخميس، معتبرا إن وتيرة خفض العجز فى المالية البريطانية "ليست غير مسئولة".
ورأت فكتوريا كلارك الخبيرة الاقتصادية فى شركة إينفستيك إن "وزير المالية سيسعى للحصول على دعم من أعضاء آخرين (فى مجموعة السبع) الحذرين حيال الخطة المالية مثل ألمانيا لمواصلة سياسته المالية بدل التخفيف من وتيرة التقشف، كما يدعو إليه البعض مثل صندوق النقد الدولى".
كما ستخصص المحادثات خلال هذا الاجتماع لبحث التهرب الضريبى والجنات الضريبية، وهو موضوع عاد إلى مقدم الاهتمامات بعد الكشف عن فضائح تهرب ضريبى.
وبعدما "حضت" مجموعة العشرين الأسرة الدولية فى أبريل على التصدى لمشكلة السرية المصرفية من الجذور باعتماد "قاعدة عامة" تقوم على تبادل تلقائى للمعلومات، يأمل وزراء مجموعة السبع فى "مواصلة التقدم" قبل اجتماع مجموعة الثمانى فى يونيو، بحسب ما أفاد مصدر قريب من أحد الوفود إلى اجتماع مجموعة السبع، وجعل ديفيد كاميرون من هذا الموضوع أولوية رئاسته لمجموعة الثمانى.
التقشف فى أوروبا موضوع اجتماع لمسئولى المالية فى مجموعة السبع
الجمعة، 10 مايو 2013 02:04 م