نظمت هيئة الكتاب، أمس، ندوة لمناقشة رواية "أساطير رجل الثلاثاء" للكاتب صبحى موسى، والصادرة عن الهيئة ضمن سلسلة كتابات جديدة، وشارك فى الندوة الناقد الكبير الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، والكاتب حلمى النمنم وأدارها الناقد شعبان يوسف.
وقال حلمى النمنم، إن الرواية مغامرة بمعنى الكلمة، لأن المؤلف انتقل بها من الشعر إلى كتابة الرواية ودخل إلى عالم الرواية التاريخية، فالبداية فيها محددة سلفا، وكذلك النهاية، وهذا مجال لإثبات قدرة الروائى وموهبته، ودخل أيضا لعالم الإسلام السياسى، وتحدث عن تنظيم القاعدة وإنشاء تنظيم القاعدة وكيف تكَّون، وركز على شخصية أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى، وذكر مجموعة العناصر الإرهابية وربطهم بفترة من التاريخ القديم، وقدم صبحى موسى تفسيرا كرؤية لأحداث الحادى عشر من سبتمبر، ونجدها هنا من صناعة الصين وموسكو لأنهما يريدان تدمير الولايات المتحدة الأميركية.
وأضاف النمنم: لكن هناك بعض التواريخ تحتاج للضبط، وأتمنى أن يحدث ذلك فى الطبعة الثانية، كما تحدث صبحى عن حرب أفغانستان وانتقالهم من السودان إلى السعودية ويقدم المؤلف هنا معنى مهما جدا هو أن مجموعة بن لادن والظواهرى مأزومون نفسيا وهربوا إلى أفغانستان وفكرة أنهم مجاهدون، فالرواية تنفى هذا تماما وتقول، إنهم مأزومون نفسيًا، كنت أتمنى إظهار الشكل الدولى فيها والتدخل الدولى فى حرب أفغانستان وكنت أتمنى أن هذا البعد يكون عليه تركيز أكبر.
وأوضح النمنم، أن الصورة التى قدمها لدور الشيخ عمر عبد الرحمن صورة جميلة، لأن هذا الرجل تم التلاعب به، كما تشير الرواية للتنظيم العالمى للإخوان المسلمين ودوره، ويفاجئنا الروائى بتصور فى لحظة اختراق الطائرات للبرج أن البرجين كانوا ملغمين من الأسفل بديناميت خاص ومع اختراق الطائرات أصبح التفجير من فوق ومن أسفل البرج.
ومن وجهة نظر نقدية قال د. جابر عصفور: هذه النوعية من الكتابة عادة ما يصنفها النقاد رواية سيرة، ويتحدث فيها المؤلف عن البطل منذ نشأته، وترصد شخصية مؤثرة فى العالم وتبدأ قبل أن يولد بن لادن وتبدأ بأبيه السيد محمد عوض بن لادن الذى ولد فى حضرموت باليمن وتتعرض لهذا الرجل بملامح تستخدم كإشارة لشخصية بن لادن، والرواية من هذا المنظور تتحدث عن شخصية واحدة مركزية، وترك الشخصيات تتحدث وتعيش حياتها بشكل مستقل تماما عن أى إطلالات خارجية، فقررت أن هذا العالم هو عالم كافر ولا بد أن نعيد له إسلامه، وهى تأويلات السنة الحنابلة التى ذهبوا إليها بعد القرن 16 ونرى ابن تيمية وهو أهم منظر تعتمد عليه التيارات الإرهابية، وعندما يرتكب جرائم فظيعة يتأذى منها الإسلام نفسه لا ينتاب أى شخصية منهم أى شعور بالذنب لإساءتهم للإسلام وهم يريدون أن يعيدوا للتاريخ وحشيته باسم هذا الإسلام البرىء منهم.
وأشار "عصفور" إلى أن الميزة أن الروائى لم يتدخل فى الرواية بأى رأى أو تعليق وموسى ترك الشخصيات تتحرك حركة كاملة، إلى أن يصل للولد وترك له ثروة ضخمة جدا، ويشير المؤلف إلى الصراع الدولى إشارة غير مباشرة من خلال عبد الله عزام وهو أكثر شخصية تركت تأثيرا على بن لادن وقد نقل للابن البطل أنه كان صديقا حميما لأبيه وأنهما كانا يحلمان ببلدة تطبق فيها الشريعة الإسلامية، كما تتحدث الرواية عن تنظيم الجماعة الإسلامية متمثلا فى عمر عبد الرحمن، وتنظيم الجهاد متمثلا فى أيمن الظواهرى وتبين الصدام أو الخلاف بين الحزب الأم وهو الإخوان المسلمين والأحزاب الفرعية التى نشأت عنه واختلفت معه، وتمضى الأحداث إلى النهاية وهى الحادث المأساوى الذى كان له تأثيره الشديد فى حياة بن لادن وهو تفجير برج التجارة العالمى، لكن للرواية تفسير آخر أن ليس بن لادن هو المنظم للأحداث وقد تدخل الروائى بتفسير.
وأضاف عصفور: ما يلفت النظر أيضا فى الرواية فكرة بناءها فهو يعتمد على اللقطات المتقطعة على حسب منطق وحدة الموضوع وليس تسلسل الأحداث، فبناؤها غير تقليدى فى رواية سيرة مليئة بالشخصيات الحقيقية سواء كانت مذكورة بأسمائها الحقيقية أو غيرها وشخصيات مخترعة وفيما يتصل بالزمن يبدأ من نقطة لينتهى بالأحداث وإنما كالبندول ولكن آخر مشهد فى الرواية هو أخر مشهد لابن لادن، ويأتى المؤلف بأفعال للشخصيات غير موجودة فى الواقع ولا يمكن أن تحدث مثل عبد الله عزام الذى حوله المؤلف إلى شخصية أسطورية وانتهى بشكل أسطورى، وهذا يمكن أن نسميه أسطرة الشخصيات أو الأحداث للفت انتباه القارئ أو يريه بشكل ما أنه يتحدث عن شخصيات غير عادية، ومن هنا جاء عنوان الرواية أساطير رجل الثلاثاء.
وقال الدكتور زين عبد الهادى: الرواية تستعرض تاريخ الإسلام السياسى، والفكرة فى ظل ما صدر من روايات عن الإسلام السياسى شاملة وأرى أن البانورامية لدى صبحى موسى فى هذه الرواية تجب كل ما قبلها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة