لا أدرى أين نحن نعيش؟ هل الفوضى أصبحت سمتنا فى كل شيء؟ هل لا يوجد رادع لكل من يعبث بهدوء وسكينة الإنسان المصرى الذى تثقل على كاهله الأعباء والضغوط والغلاء فى كل شيء، مما يترتب عليه أن يدخل لمنزله ليستريح ويطلب الهدوء.. ولكن هناك من ينغص عليه حياته بصفة يومية ويكدر صفوه فلا يستطيع الراحة ليلا أو نهارا.
إنه الشبح الجديد قاتل الهدوء والسعادة التوكوتوك والدراجات البخارية والموتوسيكلات، التى تتفنن فى ذلك التخلف المدعو أغانى المهرجانات التى ليس لها لون أو طعم أو رائحة، وترتفع أصواتها لتشق سكون الليل طوال 24 ساعة، وحتى بعد منتصف الليل إلى الساعات الأولى من الصباح ترتفع الاصوات إلى أقصى الدرجات دون مراعاة ذلك المواطن الكادح أو ذلك الرجل المريض أو تلك السيدة المسنة بلا رادع لهؤلاء العابثين بهدوء المواطنين.
ولم يكتف هؤلاء بالأغانى التافهة التى يتنافسوا على من يرفع الصوت أعلى من الآخر، بل وصل بهم الاستهتار أن يستخدموا السارينة الخاصة بسيارات الشرطة لتشق هدوء الليل فى أى وقت ولا احد يسألهم أو يوقفهم أو يعاقبهم، ويتحدون أى مسئول، ولا يهابون شيء ولمالا؟ فلم نر أحدا يوقفهم أو يحاسبهم، وكأن مصر خلت من القوانين والمسئولين وأصبحت عزبة بلا صاحب ليأتى السؤال ألم يصادف أى مسئول ذلك التخلف وسط سكون الليل؟ ألم يستيقظ منفزعا على صوت هؤلاء الغوغاء والرعاع الذين يتحدون الجميع؟ أين قانون الإزعاج الذى كان يطبق على الجميع منذ عشرات السنين أم إننا أصبحنا فى غابة بلا قانون يتحكم فينا الجهلة والبلطجية والمتخلفين.
إرحمونا من هذا العبث، ولتهبوا للقضاء على تلك الظاهرة الغريبة القميئة التى تشوه صورتنا وتصور مصر ومواطنيهاعلى أنهم شعب همجى.. وهى بلد ال7 آلاف سنة حضارة، بينما قال الفيلسوف الألمانى "فريدريك نيتشه" إذا أردت أن تحكم على حضارة شعب فاستمع إلى موسيقاه، فأين حضارتنا من تلك الهرتلة والتفاهة لقد ضيعها هؤلاء العابثون بكل شئ جميل فى هذا الوطن؟ ولك الله أيها المواطن الكادح فلا نصيب لك فى الراحة بعد عناء يوم بأكمله متلطما بين زحام المواصلات وضيق ذات اليد، وتظل مطحونا نهارا بالعمل من أجل كسرة الخبز وليلا تحت رحمة تلك الأشياء التى بلا معالم، وهذا قدرك، لك الله لأننا افتقدنا ذلك الشيء المدعو قانون وأصبح يحكمنا قانون الغابة البقاء للقوى والبلطجى.
محمد الحفناوى يكتب: إرحمونا من أغانى المهرجانات والخزعبلات
الأربعاء، 01 مايو 2013 08:09 م