وثيقة أمريكية تكشف مطالبة الجيش بزيادة المساعدات العسكرية.. العصار: مصر تستحق أكثر من 1,3 مليار دولار.. والمبعوث الأمريكى تعهد بعدم فرض شروط على المساعدات.. الجانب المصرى: إيران تمثل تهديدًا للمنطقة

كشفت وثيقة أمريكية، نشرها موقع ويكيليكس مؤخرا، عن الموقف المصرى من الأسلحة النووية التى تمتلكها إسرائيل، والإصرار على منطقة خالية من النووى، ومحاولة إقناع الكونجرس بزيادة المساعدات العسكرية السنوية.

الوثيقة التى تحمل تاريخ 28 فبراير 2010، تذكر تفاصيل لقاء جمع ممثلين عن وزارة الدفاع الأمريكية باللواء محمد العصار- مساعد وزير الدفاع محمد حسين طنطاوى وقتها، واللواء أحمد معتز- رئيس فرع العلاقات الأمريكية، واللواء فؤاد عرفة- مستشار قسم المخابرات العسكرية، فى 31 يناير من نفس العام.

وتكشف الوثيقة عن حث المبعوث العسكرى الأمريكى كولن كال إقناع الكونجرس الأمريكى بأن مصر تستحق مساعدات سنوية أكثر من 1.3 مليار دولار.

وكان رد الجانب الأمريكى وقتها أن مصر تتلقى ثانى أكبر كمية مساعدات من واشنطن فى العالم، وأنه من غير المرجح زيادة حجم المساعدات الخارجية فى هذه الأوقات التى تمر فيها الولايات المتحدة بضائقة مالية. ومع ذلك فإنه طمأن نظراءه المصريين بمواصلة الدفاع عن المستويات الحالية من المساعدات، وعرقلة أى محاولات لفرض شروط من قبل الكونجرس عليها.

الوثيقة التى تحمل توقيع السفيرة الأمريكية، مارجريت سكوبى، وقتها، تذكر أن اللواء العصار تحدث مع نظرائه الأمريكيين بتعهد الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالسعى نحو شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية. ودعا واشنطن لعدم تجاهل البرنامج النووى الإسرائيلى، مشددا على أن امتلاك إسرائيل أسلحة نووية يمنح إيران مبررا قويا لامتلاك برنامج خاص.

وحذر العصار وقتها من أن حصول طهران على أسلحة نووية، سيشجع إيران على استخدام حزب الله، الجماعة الشيعية اللبنانية، وحركة حماس الإسلامية المسيطرة على قطاع غزة، مع الإفلات من العقاب.

كما أكد أن مصر تنظر إلى إيران باعتبارها تمثل تهديدا للمنطقة، وأن أسلحتها التقليدية وغير التقليدية لن تؤدى سوى إلى زيادة عدم الاستقرار فى المنطقة. وشدد على أن حصول طهران على أسلحة نووية سيشجع غيرها من دول الشرق الأوسط للسلوك فى نفس المسار، مما سيحدث تغييرًا كبيرًا فى توازن القوى داخل المنطقة، ويسهم فى تعزيز عدم الاستقرار، وتكثيف الصراعات.

وحذر العصار من تدخل إيران الواسع والفعال فى الشأن الداخلى للبنان وفلسطين والعراق. لكن "كال" رد قائلا إن العمل على منطقة خالية من النووى قد يستغرق من 10 إلى 20 عاما، ولا يمكن للمجتمع الدولى الانتظار 20 عاما، وإنما يحتاج للتحرك سريعا للحد من الطموحات النووية الإيرانية.