كاتب قطرى: ستشرق شمس العروبة بفضل وعى المواطن المصرى

انتقد كاتب صحفى قطرى الحملة التى تشنها بعض الأطراف داخل مصر وخارجها ضد الاستثمارات القطرية الموجهة إلى مصر، ووصفها بأنها احتلال قطرى لمصر، وقال عبد الله بن حمد العذبة، مدير تحرير صحيفة "العرب" القطرية فى مقال بعنوان "قطر تحتل مصر!": إن الاستثمارات القطرية يبدو أنها تثير غضب "البعض"، ويزعمون أن قطر ستحتل مصر؛ لأسباب لا تخفى على متابعى السياسة فى الساحة المصرية، وفى الوقت ذاته لا تثير استثمارات بعض الدول "الشقيقة" التى تدعم الفلول استياء نفس الجهات والأفراد.

وأضاف "العذبة": "بيّن وزير الإعلام المصرى أن حجم ما يتم صرفه على الإعلام من أموال فى مصر يصل إلى ثلاثة أضعاف ما يتم جنيه من أموال الدعاية والإعلان، وكما تعلمون لا توجد جمعية خيرية تقوم بتمويل آلية تعمل على طرد المستثمرين العرب لإسقاط رئيس مصر المنتخب! وما أفهمه أنهم يخافون من تصدير الثورة، على الرغم من أن د. محمد مرسى أكد عدة مرات أن مصر لن تفعل ذلك، ولكنهم لا يعون؛ مما اضطر الرئيس مرسى للتأكيد، فى القمة العربية بالدوحة، على أن مصر لا تتدخل فى شأن أحد، ولن تسمح لأحد بالتدخل فى شأنها، وحسناً فعل... فللصبر حدود".

وأشار "العذبة" فى مقاله إلى واقعة حدثت معه فى مطار القاهرة الشهر الماضى، وقال "وصلت إلى القاهرة جواً فى أوائل الشهر الماضى، ولكن الزيارة لم تكن الأولى لمصر بعد ثورة 25 يناير المجيدة، فقد قضيت العطلة الصيفية فى أغسطس من العام الماضى مع أسرتى بين المعمورة بالإسكندرية والساحل الشمالي، وشهدت انقطاع التيار الكهربائى؛ بسبب تراكم مشاكل الطاقة التى خلفها النظام السابق، وتابعت ما يشكو منه المصريون من شح الاستثمارات.. نعود لمطار القاهرة الدولى.. كنت أنتظر حقيبتى، فسألنى رجل فى العقد السادس من العمر عندما رآنى أرتدى الزى القطرى، بعد أن بادرته بالسلام، عن سبب زيارتى لمصر، هل هى لأعمال تجارية أم سياحة؟ فقلت له: "لا يا حج.. جاى آخد الأهرامات بعد أن استأجرتها قطر"، فضحك وقال يبدو أن إعلامنا يريد تدمير البلد.. مصر ليست لحزب الحرية والعدالة وليست لمعارضيهم، بل لكل المصريين، ونرحب بكم فى بلدكم.. فسألنى آخر يسمعنا: "انتوا القطريين استأجرتوها بكام"؟ فقلت له: "٢٠٠ مليار دولار لمدة خمس سنين!"، فرد ضاحكاً: "لا كده كويس.. إحنا غالبينكو بالسعر أهوه".

وتناول المقال هجوم برنامج باسم يوسف على قطر، وقال "تابعت برنامج الزميل باسم يوسف، على «CBC»، ورأيته يتحدث عن «بعبع» قطر التى ستشترى قناة السويس، بحسب ادعاءات صاحب أطول عُمرة فى التاريخ، بعد أن رفض الشعب انتخابه، ولم يزعجنى طرح باسم عن قطر بقدر انزعاجى من تقزيم شقيقتنا العربية الكبرى عربياً.. مصر العظيمة، وإظهارها بمظهر الكهل الضعيف، وهذا ما لا نقبله، تماماً كما لا نقبل مزاعمه التى أوردها فى مقاله الشهر الماضى بأن السعودية، شقيقتنا الخليجية الكبرى، كانت تزود طيران العدو الصهيونى بالوقود لقتل أهلنا فى فلسطين، كما نرفض الاستهزاء بالسلفية الذى أورده فى المقال نفسه".

وأضاف العذبة "الغريب أن باسم يوسف وغيره من مروجى «بعبع» قطر لم يبدِ أى مخاوف من أن فرنسا هى ثالث أكبر مستثمر أوروبى فى مصر.. فهل يعلمون كم يبلغ حجم الاستثمارات الفرنسية فى مصر؟ أو من هى الدولة الأوروبية الأولى والثانية وكم حجم استثماراتهما فى مصر؟ وهل يعلمون أن فرنسا ستقوم بتمويل الشق الأجنبى من المرحلة الثالثة للخط الثالث لمترو الأنفاق بإجمالى 940 مليون يورو؟ وهل يعلم القارئ الكريم أن استحواذ بنك قطر الوطنى على أسهم جنرال سوسيتيه مصر أثار غضب بعض الجهات فى مصر، ودفع البعض للتظاهر ضده، على الرغم من أن الأسهم التى تم الاستحواذ عليها مملوكة بنسبة 75% لفرنسيين؟ فهل من المعقول أن الأجانب صاروا أحب إليهم من أشقائهم العرب؟

استثمارات قطر موجودة فى كل دول العالم ضمن استراتيجيتها لتنويع الاستثمارات للوصول إلى أن تكون الموازنة العامة القطرية غير معتمدة على عائدات النفط والغاز خلال عدة سنوات، كما أنها استثمارات تحظى بترحيب كبير، ومصر تحتاج إلى وقوف أشقائها اقتصادياً معها لخلق وظائف، وتوفير حياة كريمة للمواطن المصرى، بعد أن وقفت معهم مصر فى السابق، وهذا ما أكد عليه صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى أمير البلاد- حفظه الله- فى القمة العربية بالدوحة".

وختم "العذبة" مقاله بقوله "من كان يرى أن الدعم القطرى للاقتصاد المصرى هو دعم نفعى أو لفصيل معين فليتفضل مشكوراً، وليقدم دعماً أكبر لمصر، فمصر تستحق، ولكن هل سيرسل هذا الدعم لفصيل معين بطريقة غير قانونية أم للنظام الشرعى القائم كما فعلت الدوحة؟.. أخيراً وليس آخراً، ستعود مصر قوية.. وستشرق شمس العروبة مرة أخرى بفضل الله، ثم بفضل وعى المواطن المصرى الذكى، ثم بدعم أشقائها العرب، وعلى رأسهم قطر فى الخليج العربى، وليبيا وآخرون".