فــوزى فهمــى غنيم يكتب: الأزهر قدر مصر

الثلاثاء، 09 أبريل 2013 09:25 م
فــوزى فهمــى غنيم يكتب: الأزهر قدر مصر صورة أرشيفيه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد ذكر معظم المكتشفين الجغرافيين الأجانب، أن الذين يقومون بنشر الإسلام فى أفريقيا أكثرهم من الدعاة والمسلمين الذين درسوا فى الأزهر الشريف، بصفة خاصة، هذا الجامع الذى يهرع إليه الطلاب من جميع أنحاء العالم، وبخاصة من شعوب أفريقية، وقد قام هؤلاء المعلمون بإنشاء المدارس والزوايا لتعليم أصول الدين، والتفقه فى أحكام الإسلام.

وقد ذكر المقريزى فى خططه أن عدد هؤلاء الطلاب بلغ فى عهده – فى القرن التاسع الهجرى – الخامس عشر الميلادى "750" طاباً، وكان لكل طائفة منهم "رواق" يعرف بهم، وكان من أهم هذه الأورقة رواق "الدكارته"، و"رواق السناربه"، و"رواق الجبرت"، و"رواق برنو".

وقد انتهى عهد الأورقة فى الأزهر الشريف الآن، بعد أن تكاثر عدد الوافدين إلى (مصــر) من أنحاء العالم الإسلامى، حيث أنشئت لإقامتهم مدينة خاصة هى (مدينة البعوث الإسلامية) تضم حوالى عشرة آلاف طالب من كل الجنسيات المعروفة فى العالم، وكان آخر ما وصل إلى هذه المدينة من الطلاب الدارسين فى الأزهر، طلبة من اليابان، والولايات المتحدة الأمريكية، وجنوب أفريقيا وبريطانيا، وقد عمل الأزهر الشريف على تسهيل دراسة هؤلاء الطلاب الذين لا يعرفون حرفاً واحداً من اللغة العربية، فأنشئ من أجل ذلك قسم الدراسات الخاصة لتعليم اللغة العربية، كما أنشئ "معهد البعوث الإسلامية" الذى تسير مناهجه وفقاً لحاجات هؤلاء الطلاب اللغوية والدراسية.

وكلاهما أى قسم الدراسات الخاصة ومعهد البعوث تابع للأزهر الشريف الذى يقدم لهؤلاء الطلاب المنح الدراسية، ويوفر لهم كل أسباب الراحة طوال سنوات التعليم والدراسة، وقد تخرج الألوف من هؤلاء الطلاب فى الأزهر الشريف، وتولوا فى بلادهم أرفع مناصب التعليم الدينى والتوجيه، ولم يكن ذلك ليتم لولا تلك الرعاية التى شملتهم بها (مصــر) طوال سنوات التعليم، ولولا الدور الذى تقوم به (مصــر) فى خدمة الدين، وقد خطت (مصــر) فى هذا المجال خطوة أخرى تختلف عنها فى الصورة، وإن اتفقت معها فى القصد والغاية، هذه الخطوة أو (الخطة) تتمثل فى إرسال العلماء، والدعاة إلى مختلف أقطار العالم الإسلامى، وفى إنشاء المراكز الإسلامية فى العواصم الهامة، وفى إقامة المعاهد والمدارس الخاصة.

وفى نيجيريا مثلا توجد بعض المراكز الثقافية التى تنفق عليها (مصــر) وتشرف عليها، وفى الصومال أنشئ العديد من المدارس على حساب (مصــر) لتعليم أصول الدين واللغة العربية، كما أن هناك فرعاً لجامعة القاهرة فى مدينة الخرطوم، وفى الخرطوم نفسها قام أكبر مركز إسلامى لتخريج الدعاة الإسلاميين بمساعدة كبرى من القاهرة وإشرافها، وفى خارج العالم الإسلامى، كان أول مركز إسلامى أنشىء فى أوربا، وهو مركز لندن، من سعى (مصــر) وعملها، وهناك مركز آخر فى واشنطن أقامته (مصــر) بجهودها، وتبع ذلك إنشاء مراكز إسلامية أخرى، لكن هل هذا كل ما فعلته (مصــر) فى سبيل نشر الدعوة الإسلامية؟.

إن فى (مصــر) إذاعة خاصة بالدعوة الإسلامية، هى ( إذاعة القرآن الكريم)، هذه الإذاعة تبث إرسالها على موجتين قصيرة ومتوسطة وتتنوع برامجها لتشمل كل حاجات المسلمين الروحية والفكرية، وتذيع يومياً لأكثر من عشرين ساعة، كما لا يفوتنا أن نسجل ما تقوم به (البرامج المواجهة) فى نشر الوعى بالحضارة الإسلامية، وتلبية حاجات المستمعين فى القضايا الدينية، لقد سجلت (البرامج الموجهة) تفوقاً ملحوظاً فى هذه الناحية، واستكتبت لبرامجها كبار العلماء والمفكرين فى الأزهر الشريف والقاهرة، وهذا هو قدر (مصــر) قدرها ديناً، وقدرها تاريخاً، وقدرها مكاناً.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة