صالح المسعودى يكتب: اللهم أجعله خيرا

الثلاثاء، 09 أبريل 2013 03:22 م
صالح المسعودى يكتب: اللهم أجعله خيرا صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هكذا يبادر المصرى بالقول عندما يضحك، وكأن هذا المسكين يستكثر على نفسه السعادة والنشوة، ولو للحظات فتحادثه نفسه مسرعة أنه من الممكن أن تحدث مصيبة، بسبب تلك اللحظات التى أفرطت فيها بخمسينة سعادة تذكرت هذا العنوان وأنا أتعرض لسؤال من صديقى الذى يرافقنى فى السيارة عن سبب هذا الوجوم الذى يصيب وجه المواطن المصرى فى كل مكان يذهب إليه كأنه حزن دفين أصاب السواد الأعظم من الشعب.

وتساءل صديقى (أين ذهبت خفة دم هذا الشعب)، هذا الشعب الذى لم تنقطع عنه خفة الظل فى أحلك الظروف التى مرت بها مصر فهو شعب كما يصفونه (ابن نكتة) لكنه هذه الأيام لم يعد كذلك من وجهة نظره ولم يلتزم بهذه الصبغة والسمة التى لازمته طوال عمره رغم الأحمال من هموم التى تنوء بها الجبال.

قلت لصديقى فارق كبير بين ما كان والآن صحيح مرت على هذا الشعب الكثير والكثير من المحن والشدائد، مثل الحروب العديدة ولم يتخل عن خفة دمه لأن كل تلك الظروف والمواقف السابقة كانت توحد هذا الشعب أكثر من أن تفرقه كان النسيج المصرى يقوى ويتماسك، أكثر وأكثر كلما اشتدت الأزمة وكانت النكات أحدى الأسلحة القوية لدفع الحزن والهم لتمد هذا المواطن بالوقود المتجدد ليجتاز الأزمة تلو الأخرى.

ولكن للأسف فى أيامنا هذه اختلف الوضع فقد جاء هذا الشعب الطيب ما أخل بنسيجه المتماسك فقد تم تفيئ الشعب فهذا سلفى وهذا إخوانى وذاك ليبرالى وآخر علمانى ومسميات و و و.

فالشعب الآن يتوجس الخيفة من بعضه البعض فقد كنا فى الماضى ندفع عدوا خارجيا يوحدنا، والآن يدقق كل منا فى عيون الآخر ليكتشف صدقه من كذبه، فكل واحد منا متهم الآخر ويخونه فلم يعد هناك وقت لتأليف النكات بل لم يعد هناك وقت للسعادة.
من أجل ذلك يا صديقى تجد الوجوم يكسو الوجوه ! من أجل ذلك يا صديقى لم تشاهد الابتسامات ! من أجل ذلك يا صديقى نسى المصريون الضحكة الصافية وحتى الابتسامة البسيطة.

ولكنى لاحظت صمت صديقى لألتفت إليه فأجده مطأطأ الرأس يبكي
فقلت له هل علمت الآن يا صديقى لماذا لا يضحك المصريون؟





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

soso

اللهم اجعلهم من اسعد عبادك في الدنيا والاخره

عدد الردود 0

بواسطة:

اسامه الخضرى

اللهم اجعله خير

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة