الوصيف عزمى الشهاوى يكتب: هل نسينا يعنى إيه كلمة وطن ؟

غريب أمركم أيها المصريون تسألون مصر إلى أين ؟ !!
من تسألون ؟ وتنتظرون الإجابة ممن؟ !!
وبدورى أسأل تأخذون مصر إلى أين؟!!

تشاهدون كما يشاهد العالم كله عبر قنوات الاتصال جميعها ما آلت إليه البلاد من أحوال فى شتى المجالات اقتصادية، سياسية، واجتماعية، وتتناحرون ومصرون على التناحر وتتنافسون على ماذا؟ !

بالفعل نسى المصريون "يعنى إيه كلمة وطن؟!"
يتبارى المصريون بلا شك على أن يكشف كل طرف عن سوءة الطرف الآخر بلا أدنى شعور بالمسئولية التى تفرضها قيم غابت عن كل المصريين، بل تناسى المصريون أن الأوطان تبحث عمن يبنى ويساهم فى النهوض أياً كان دوره، وتخطى الأمر إلى أن يشعر كل مواطن مصرى أنه على صواب وغيره على خطأ، بل أصبح كل مصرى ناشطاً سياسياً منظراً، فأصبح كل منا يسمع نفسه ولا يسمع الآخر، يبحث عن أوجه الاختلاف، وتناسى أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، يجمعنا وطن نستظل به ولغةً وعادات وتقاليد وتراث غلب الزمن.
أغفل المصريون عمداً فى صراعهم حقائق لا تغيب شمسها وشخصنوا أمورهم وجعلوا من أنفسهم معصومين من الخطأ فى الرؤى والهدف.

يا سادة جميعنا على خطأ فالذى تمكن من السلطة لم يحتو المعارض له بقدر كاف وتفرغ لإدارة الصراع على السلطة ونسى أنه لن يستطيع أن يسلب من أحد وطنه سيظل المصرى مصريا حتى يموت ... حتى يموت.

وفى الجانب الآخر نسى المعارضون أو تناسوا أنه يمكن أن يكون الحق مع غيرهم وإن اختلف معهم وأن أمور الاتفاق والاختلاف فى السياسة تتغير بتغير الظروف والحاجات فهل انتقل الصراع من صراع على السلطة والحكم إلى صراع على الوجود "إما يكون إللى نبى وإلا عسانا ما نكون"، " مقولة كويتية"