قبل أن يدفن المصريون ضحايا العنف الطائفى فى الخصوص، اشتعلت الأحداث مرة أخرى أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، التى شهدت للمرة الأولى فى تاريخها كراً وفراً وهجوماً بالطوب والمولوتوف. وكانت هناك محاولات لتصوير الأمر على أن هناك سلاحا ومسلحين فى الكاتدرائية، لكنهم يرون الأمور الفرعية ويتجاهلون الأصل، وهو غياب الدولة من البداية فى الأزمة، وترك الشرارة لتتحول إلى نار وحريق يهدد بحرق الوطن كله.
ككل الأحداث الطائفية، فإن بداية المصادمات فى الخصوص غير معروفة، والأسباب المطروحة لاتكفى لكل هذا القتل والدم، هناك من يقول إن المشاجرة بدأت بسبب رسومات لأطفال مسيحيين على معهد أزهرى، وهناك من يقول اإن السبب هو معاكسات بنات، وكلها أسباب لاتكفى ليسقط عشرة قتلى وعشرات الجرحى، وأن يتم حرق كل هذه المحلات والمنازل. والواضح أن هناك أسبابا للشحن والغل تنمو فى غياب للدولة والحكومة، المشغولة بأشياء أخرى. الأمر الذى حول الشرارة إلى معركة ونار حرقت الخصوص، وساهم فيها إمام مسجد اعتبر الخلاف مع المواطنين المسيحيين نوعاً من الجهاد، بل استخدم ميكروفونات المسجد للشحن والتحريض على العنف. وبقيت الحكومة غائبة والرئاسة مشغولة بعيداً عن الحرائق.
كان يمكن أن تتدخل الحكومة فى الخصوص عند اندلاع الشرارة الأولى للعنف. وأن يتم التعامل بحسم مع المشاجرة الأولى، وقبلها يفترض أن تقوم الأجهزة الرسمية بدور فى توقع الأزمة وعلاجها فوراً، لكن المحافظة غابت والمدينة غابت والهيئات المختلفة غابت، منذ اللحظة التى نشبت فيها المشاجرة. لم تجد الحكومة فى الحريق ما يدفعها لتغيير برامجها. ولم يجد مجلس الشورى فى الحريق مايشجعه على عقد جلسة استئنائية أو مناقشة الموضوع، وظل فى إجازته غائبا. أما الرئاسة فكالعادة تأخرت فى رد فعلها حتى اشتعلت الحرائق وانتقلت إلى مهاجمة الكاتدرائية لأول مرة فى تاريخها. ولما تحركت اكتفت ببيانات شجب ومكالمات تطييب خواطر، والنتيجة عنف طائفى وشحن يمارسه متعصبون، ويغيب عنه القانون، مثلما غاب مرات ومرات الأمر الذى شجع المتعصبين ليمارسوا تعصبهم. نحن أمام دولة غائبة وجماعة تتحدث عن مؤامرات وهمية. ومجلس شورى بلا شورى. وحكومة ناجحة فى الفشل بكل تفوق. ولهذا تشتعل النار ولاتجد من يطفئها. نحن أمام دولة فاشلة بكل مشتملاتها، عاجزة عن تطبيق القانون أو فرض احترامه.
أكرم القصاص
موضوعات متعلقة:
ممثلو الأحزاب المدنية والنواب الأقباط بـ«الشورى» يطالبون بإقالة زير الداخلية والنائب العام
من استبدل الوطن بمئذنة أو صليب فقد كفر
أحزاب وحركات سياسية تحمّل «الرئيس» المسؤولية وتتهمه بالفشل فى إدارة البلاد
«الشورى» / فى إجازة خلال أحداث الخصوص والكاتدرائية
الحكومة / تعاملت على طريقة التضامن مع دولة العباسية الشقيقة!
الرئاسة / عقدت مؤتمراً عن اللحمة السودانى وتجاهلت اللحم المصرى
الإخوان / مواجهة الفتنة بسيل من التصريحات والبيانات
العنف الطائفى فى الخصوص والكاتدرائية والدولة «خارج نطاق الدولة»
الثلاثاء، 09 أبريل 2013 10:07 ص
أحداث الكاتدرائية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
عميان
عدد الردود 0
بواسطة:
بواسطة: مهندس وخبير فى تقديم الخدمات الادارية الاحترافية
4 ساعات من العمل المنظم وبلا تكلفة كفيلة بازاحة الاخوان المفسدون من حكم مصر للابد .. جربوا
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالعزيز مجاور
تحية للتعليق رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
medhatgomaa
احداث الفتنة الطأيفية
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
واضح اوي انة من الا .......... ان
عدد الردود 0
بواسطة:
م/ أحمد عبد الحليم
خطبت فكنت خطبا لا خطيبا أضيف إلى مصائبنا العظام
عدد الردود 0
بواسطة:
شريف
التعليق 5..!