قالت الإذاعة الوطنية الأمريكية "إن بى آر" إن هناك حديثا يجرى عن حرب أهلية فى مصر، فى ظل الاضطراب المستمر الذى تشهده البلاد، مشيرة إلى أنه فى ظل عدم وجود نهاية فى الأفق للأزمة السياسية الشديدة، فإن مصر تبدو أكثر استقطابا من أى وقت سابق، حيث يتهم الإخوان المسلمون، الذى يحكمون البلاد، معارضيهم بأعمال العنف من أجل الإطاحة بالرئيس محمد مرسى، فى حين تتهم جبهة الإنقاذ الوطنى الإخوان بدفع البلاد إلى حافة الحرب الأهلية.
وتتابع الإذاعة، فى تقرير لها مساء أمس، قائلة إن "مصر شهدت فى نهاية الأسبوع الماضى وبداية الحالى أسوأ فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين منذ تولى مرسى حكم البلاد، ويعكس هذا العنف مشكلة أكبر وهى أن الدولة بالكاد ما تعمل، وأن البلد أصبح أكثر استقطابا من أى وقت مضى"، ونقلت الإذاعة عن مجدى نظير حنين، أحد المواطنين الأقباط الذى تواجد فى محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية التى شهدت اشتباكات عنيفة فى الأيام الماضية، قوله إن "البلد ملئ باللصوص والمجرمين والبلطجية، لكن لمن نلجأ طلبا للمساعدة؟ ومن الذى نسأله فى الحكومة؟"، مشيرة إلى أن هذا سؤال فى عقول كثير من المصريين الآن فى ظل قتال النخبة السياسية حول من يتحمل مسئولية الفراغ الأمنى المتزايد، والانهيار الاقتصادى الوشيك والعنف المتزايد فى مصر.
ونقلت "إن بى آر" عن عمرو موسى، القيادى بجبهة الإنقاذ، قوله "نشعر أن الدولة ليست هنا، ولذلك يفعل الجميع ما يريدون أن يفعلوه، ولو أضفنا هذه الإدارة السيئة للحكم إلى المصاعب الاقتصادية، وغياب الأمن، وإلى الشعور بأن هناك شيئا خاطئا فى البلاد، سنرى كيف أن مصر فى توتر حقيقى".
من جانبه، قال خالد داود، المتحدث باسم جبهة الإنقاذ: "أصدرنا بيانات عديدة تدين استخدام العنف، فنحن نعتقد أن العنف لن يؤدى إلا إلى مزيد من العنف.. كما أننا نرى أيضا قدرا كبيرا من العنف يستخدم من جانب الإخوان المسلمين".
ويواصل "داود" انتقاداته للإخوان المسلمين قائلا إنهم لا يريدون أن يعترفوا بأن سياساتهم لا تحظى بشعبية، وأنهم يدفعون البلاد إلى حافة الحرب الأهلية، إلا أن محمود غزلان، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، يرد على ذلك بالقول إنهم - أى المعارضة - يشعرون أن الديمقراطية تمثل تهديدا ضدهم لأن الشعب لم يختارهم فقد اختاروا الإسلاميين، ومن ثم فهم يتحولون على العنف.
وتقول "إن بى آر" إن غزلان يرفض الاعتراف بأى مسئولية عن العنف، ويرى أن كله قادم من معارضى الرئيس والإسلام والإخوان المسلمين، وأضاف "هناك أعداء كثيرون للثورة وللمشروع الإسلامى وللإخوان المسلمين".
واعتبرت الإذاعة الأمريكية أن هذا هو جوهر المشكلة، كما يراها المراقبون، فلم تعد هناك ثقة بين المعارضة والإخوان، وكل جانب يتهم الآخر بعرقلة الديمقراطية الوليدة فى مصر، وفى نفس الوقت فإن معظم المصريين عالقون فى المنتصف.
إذاعة "إن بى آر" الأمريكية: مصر تشهد حديثا عن حرب أهلية فى ظل استمرار الاضطرابات.. أحداث العباسية أسوأ فتنة طائفية فى عهد مرسى.. وغزلان: هناك أعداء كثيرون للثورة وللمشروع الإسلامى وللإخوان المسلمين
الثلاثاء، 09 أبريل 2013 12:26 م
جانب من أحداث الكاتدرائية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة