نقص السولار يصيب شوارع القاهرة الكبرى بشلل مرورى.. و"التموين" توقف الضخ الليلى للمحطات.. ومحافظ الجيزة: تنسيق بين البترول والمباحث لزيادة الضخ بالمحطات.. والسائقون: البنزين والجاز مخلوطان بـ"المياه"

على مدار الساعات الماضية تفاقمت أزمة نقص السولار من جديد، حيث شهدت العديد من المحاور والطرق الرئيسية بالقاهرة والجيزة تكدسا مروريا إثر الازدحام والطوابير على محطات الوقود بحثاً عن السولار.

وفى محافظة الجيزة شهدت شوارع الهرم والتحرير وفيصل والكورنيش والبحر الأعظم وشارع مراد وطريق الواحات البحرية ازدحاما مرورياً كبيراً، بسبب اصطفاف السيارات فى طوابير أمام محطات الوقود لتموين السولار، فى الوقت الذى لجأت فيه بعض المحطات إلى إغلاق أبوابها أمام السيارات بعد انتهاء حصتها التموينية من المواد البترولية.

من جانبه، قال الدكتور على عبد الرحمن، محافظ الجيزة، لـ"اليوم السابع"، إن هناك بالفعل ازدحاما على محطات الوقود، لكن بالتزامن مع ذلك يوجد تنسيق مع كل من وزارة البترول ووزارة التموين ومباحث التموين، للعمل على توفير السولار عبر ضخ كميات إضافية بالمحطات، بالإضافة إلى إحكام عملية الرقابة على المحطات.

وأكد عبد الرحمن، أنه تقرر وقف التموين الليلى لمحطات الوقود من قبل وزارتى البترول والتموين، بالتنسيق مع المحافظة، وذلك لوجود شبهات حوله، وكذلك لمواجهة أى عمليات تلاعب وتهريب للسولار بالسوق السوداء.

وأضاف عبد الرحمن، أن هناك بياناً يعد على مدار الساعة ويتم نشره على الموقع الرسمى لمحافظة الجيزة بالكميات الواردة لكل محطات الوقود المنتشرة بالجيزة، لافتاً إلى أنه حتى هذه اللحظات تسلمت المحافظة 40 ألف لتر سولار بمركز الصف اليوم، و24 ألف لتر سولار بمنطقة شبرامنت، و42 ألف لتر سولار لمحطات الوقود بطريق الواحات البحرية، و32 ألف سولار لمحطات الوقود بالوراق، و45 ألف لتر سولار بطريق الكريمات، و12.5 ألف بمحطات ترسا، و36 ألف لتر بمحطات 6 أكتوبر.

فيما شهدت محطات الوقود، بمحافظة القاهرة، زحاماً شديداً لعدم توافره بصورة كافية بجميع المنافذ التى تقوم ببيعه، واصطفت السيارات على جانبى الطريق للحصول على تموين لسياراتهم، وشهدت منطقة جسر السويس زحاما بسبب الحصول على تموين للسيارات، التى اصطفت بالطوابير، فضلاً عن منطقة عين شمس التى شهدت إقبالا شديدا على محطات الوقود، فيما نشبت مشادات كلامية بين السائقين وعاملى المحطة بميدان النعام بحى المطرية، أسفرت عن إحداث شلل مروى بشارع عين شمس والمطرية.

وقال فؤاد محمد، مدير موقف أحمد حلمى للأقاليم، لـ"اليوم السابع"، إن أزمة السولار التى تواجهها مصر حالياً شجعت على زيادة بيع السولار فى السوق السوداء، مؤكداً أن أصحاب السيارات يصطفون بسيارات الأجرة والنقل لساعات فى طوابير أمام محطات البنزين من أجل السولار، ما دفع العديد من أصحاب السيارات إلى البحث عن البديل غير القانونى، لافتا إلى انتشار بائعى السولار على جوانب الطريق خاصة فى المناطق الشعبية.

وقال أمجد محمد، سائق بموقف عبود لـ"اليوم السابع"، إن بائعى السولار بالسوق السوداء يبعونه بأعلى مرة ونصف من سعره الأصلى، موضحاً أن سبب الأزمة هو أن البلاد لم تعد تستورد الكمية نفسها كما فى السابق، بسبب الوضع الاقتصادى المتعثر، بينما يلقى المسئولون اللوم على عصابات تهريب السولار، مؤكداً أن جميع محطات الوقود بمحافظات الأقاليم انتشر بها بيع السولار والجاز المخلوط بالمياه التى يسبب تعطيل السيارة أثناء سيرها على الطريق، فضلا عن إفساد وشل حركة الموتور الموجود بالسيارة فى حالة استخدام السولار والبنزين المخلوط بالمياه.

وأكد محمد غازى، صاحب سيارات سيرفيس بموقف السيدة عائشة، أنه ليس هناك توافر للسولار والجاز بمحطات الوقود بمحافظة القاهرة خلال الأيام الماضية، موضحاً أن السائقين يشتكون مرارا وتكرارا من سوء جودة السولار نظرا لاختلاط نسبة المياه به، ما يساعد على بيع كميات كبيرة، وبالتالى لا يحصل تكدس على محطات الوقود، قائلا، "الناس اللى شغالة فى البنزينة بتخلط المياه على البنزين"، مشيراً إلى أنه يومياً تحدث مشادات بين السائقين وبين والبلطجة الذين يقومون بفرض الإتاوة على السائقين نظرا لعدم توافر الأمن بموقف سيرفيس السيدة عائشة.

وأضاف تامر، سائق سيرفيس بمنطقة منشأة ناصر، أن هناك زحاما وإقبالا شديدين على محطات السولار بحى المنشية، وذلك نظرا لتوافر السولار بمحطات، ولكن الحصول عليه يأخذ وقتا كبيرا، ولكن بمعدل أقل عن أوقات الانتظار التى مر بها السائقون بالعاصمة خلال الأيام الماضية، مؤكدا أن سائقى السيرفيس يشتكون من سوء جودة البنزين، نظراً لاختلاط نسبة المياه عليه، ما يسبب تعطيل كفاءة الموتور الخاص بالسيارة ويقلل من مجهودات العمل بها خلال فترة العمل.

فيما أكد خالد الجمصى، وكيل مؤسسى نقابة السائقين المستقلة فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه توجه بالدعوة العامة للسائقين على مستوى الجمهورية للمشاركة فى الإضراب السلمى، كخطوة احتجاجية على غلاء السولار وبيعه بالسوق السوداء بأضعاف ثمنه، مطالبًا بضرورة حمايتهم من استغلال أصحاب محطات البنزين حتى لا يكون الراكب هو من يدفع الثمن فى النهاية، خاصةً أنهم لا يريدون غلاء سعر الأجرة على المواطن البسيط.

وأشار الجمصى إلى تجاهل الحكومة لوضع حلول واستجابة لمطالبهم فى إضرابهم الماضى، فلم يتغير أى شىء، ولم تلغ الكارتة المجمعة، ولم يتم إعادة النظر فى المخالفات، وكذلك السائق يتعرض لمخاطر عديدة، خاصة سائقى النقل للأقاليم من غياب الأمن على الطرق، مؤكداً أنه يطالب باسم سائقى السيرفيس وإلغاء الكارتة المجمعة ورد أموالها لأصحاب السيارات بأثر رجعى، حيث تم تفعيله من نظام مبارك والذى ما زال قائما فى نظام مرسى للتربح من أموال السائقين وأصحاب السيارات بصورة غير شرعية.

ودلل الجمصى على ذلك، بأنه تم الحصول على حكم قضائى بإلغاء الكارتة المجمعة عام 2008 وبدلا من تطبيق القانون بعد الثورة تم رفع قيمة الكارتة المجمعة لتصبح مائة بالمائة على أصحاب السيارات، وبالرغم من طرقنا لكل الأبواب أيام اللواء عمرو جمجوم، مدير مشروع السيرفيس، وكل من نائب المحافظ للمنطقة الجنوبية سواء السابق تيسير مكرم أو النائب الحالى مصطفى مراد، بصفته رئيس مجلس إدارة مشروع السيرفيس، لم يتم اتخاذ أى من الخطوات الجدية فى تنفيذ ذلك الحكم.

وعلى جانب آخر، قال المهندس محمود عبد العزيز، مدير مديرية التموين بالقاهرة، إن السولار متوفر فى القاهرة التى تتراوح حصتها ما بين 2000 إلى 2500 لتر يومياً، وتخضع لرقابة مشددة من وزارتى البترول والتموين منذ وجودها فى مستودعات مسطرد، حيث يوجد مفتش مقيم لمتابعة عمليات دفع السيارات المحملة بالسولار إلى المحطات، ويتم رصدها على ثلاث ورديات لإحكام الرقابة، مشيراً إلى أنه لا توجد أزمة سولار فى القاهرة، وإن كان الزحام فى بعض المحطات كالطريق الدائرى ينتج عن القادمين من المحافظات الأخرى للحصول على السولار من القاهرة.

وأضاف مدير مديرية التموين، أنه بتطبيق المنظومة الجديدة أصبح الخبز أفضل من ناحية الشكل والجودة، مؤكداً وجود رقابة تموينية، حيث تم تحرير 1127 مخالفة الشهر الماضى، لوجود نقص فى وزن الرغيف أو تصرف فى حصص الدقيق أو لمخابز غير مرخصة.

وشدد محافظ القاهرة الدكتور أسامة كمال، على مدير مديرية التموين بإحكام الرقابة على أنابيب البوتاجاز لتصل للمستهلك بالسعر الجديد، وهو 8 جنيهات من المستودع يضاف لها جنيهان عند التوصيل للمنازل والقضاء على السوق السوداء، مشيراً إلى أن المحافظة تبذل جهداً كبيراً فى توصيل الغاز الطبيعى للمنازل، حيث وصلت نسبته فى القاهرة حوالى 75% للاستغناء النهائى عن أنابيب البوتاجاز.