الدكتور مصطفى محمود – رحمه الله - يعمل على نقلك كاملاً عقلاً وجسداً، من مكان إلى مكان آخر لا تعلم أين هو ولكن حتماً ستستفيد، أنه يترك العنان لفكرك لتسبح بين أشواط العلم والإيمان، كلماته البسيطة وبُعدها عن التعقيد تجعل من يقرأ له يدرك أنه ليس رجلا عادياً فى صورة جَسد هزيل أصابه الشيبُ، أنما عقلٌ يُثمر علماً ممزوجاً باليقين بوجود خالق واحدٌ لذاك الكون، أنكره البعض وهو فى الأساس أنكر ذاته بين ملكوت الله قبل أن يتحدثوا عنه.
فهو رجل أراد إيقاظ الأمة وإعلان صحوتها بكتابات وطرق فكرية تصل للسائر فى الطرقات قبل الساكن فى البرج العاجى، هو رجل جمع بين كافة العلوم وتحدث عنها، أراد حل لغز الموت فأصابه اللغز بعد عمر قصير فى منظور البشرية أن رجلا مثل هذا رحل عنا تاركاً خلفه إرثاً من الطرق والأفكار والآليات التى عجز عن تطويرها بل والتحدث عنها الكثير، هاجموه فعلا، كفروه فاشتد إيمانه، قالوا عنه مجنون فكتبه وكلماته تعجبت وقالت من فيكم لديه عقل كعقله ولا فكر كفكره.
هو رجل أراد أن يبنى عقولاً غايتها الإيمان ووسيلتها العلم، أراد أن يرتقى بالأمة مؤسساً فرداً صالحاً يبعده عن عربدة الإعلام وهيمنة الفضائيات وسلطة التتبع والتلقى والانتقال إلى روح الفكر والقرار والساعد، هو رجل أزعج الكيان الصهيونى بكلماته المفندة وتحليلاته المبسطة العميقة لما تفعله إسرائيل، رحمة من الله عليك يا أستاذنا.
مصطفى محمود ليس برجل ذُكر فى كُتب التاريخ فقط إنما رجل ثَبُتَ التاريخُ ذُهولاً لفكره وأنحنى وقاراً لعقله، هو رجل يعرف ويعرف أنه يعرف ومات ناكراً لذاته العظيمة، منه تعلمت الكثير وبكلماته مازلت أتعلم المزيد.
فهنيئاً لى علمه، وهنيئاً لقارئ كتبه عمراً جديداً أضيف إلى عمره .. والحمد لله على نعمة رزقنا أياها اسمها دكتور مصطفى محمود!
