محمد أحمد دويدار يكتب: اتق الله يا مرسى

إن قرأت عنوان المقال فقط، فقد تأمر وزير داخليتك بالقبض على وتأمر نائبك العام بفتح تحقيق معى والتهمة الجاهزة هى إهانة رئيس الجمهورية.

ولكن على كل حال فلن أكتم كلمة حق عند سلطان جائرا كان أم عادلا.

نعم أقولها لك اتق الله فينا يا مرسى فنحن رعيتك ولسنا أعداءك وأنت من تحتاج إلينا لسنا من نحتاج إليك.. فأنت يا سيدى تملك أن تحبس جسدى ولا شىء غير ذلك فلست بقادر على أن تمنع حرفا من لسانى.. أما أنا وما أدراك ما أنا وأنت تعلم ذلك جيدا فأنا المواطن المظلوم دوما.. وتعلم دعوة المظلوم.. أنا من جعلك رئيسا لمصر ويملك ألا يجعلك كذلك بل والأهم من ذلك، أنا من سيكون سببا فى دخولك الجنة أو النار .. نعم يا سيادة الرئيس لا تنس أبدا أننى مسئول منك وأنا من رعيتك وستسأل عنى يوم القيامة فبالله عليك ماذا ستقول.. هل ستكذب على الله يومها وتقول له الشعب كان مبسوطا ومرتاحا.. لا يا سيدى ليتك كنت تستطيع ولكن ستنطق أيديك وأرجلك وأصابعك فلا كذب يومها.. أما أنا فسيسألنى الله عنك وأنا أعرف جيدا ماذا سأقول يومها فستنطق جوارحى بكل أسف وأسى عما تحسه الآن والله يحكم بيننا يومها...هل عرفت يا سيدى من يحتاج من .....أرجو ألا تأخذك العزة والكبر أنا الآن أمرك أن تتق الله فينا وعليك أن تسمع وتطيع... وأرجو ألا تضع نفسك فى مقارنة مع مبارك ولكن أن تعتبر مما حدث له..وإن أردت أن تقارن نفسك فقارن نفسك بمن سبقوك من العظماء وحكموا مصر العظيمة مثل مينا موحد القطرين ثم بناة الأهرام ثم الإسكندر الأكبر حتى كليوبترا قارن نفسك بعمرو بن العاص ومحمد بن أبو بكر الصديق ثم جوهر الصقلى، صلاح الدين الأيوبى، محمد على، حتى جمال عبد الناصر والسادات قارن نفسك بهؤلاء جميعا بما لهم أوعليهم.

وقبل أن تأخذك العزة بالإثم تذكر سيدك وسيدنا عمر بن الخطاب حين قال له الأعرابى نفس جملتى لك.. اتق الله يا عمر بماذا أجاب عمر.. قال دعوه يقول فلا خير فيه إن لم يقل ولا خير فينا إن لم أستمع له.

يا سيدى علينا انتقادك فهذا خيرا من نفاقك.. فقد تكون غافلا عن أخطائك وتذكر قول الله تعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) أرجو الله ألا تكون وألا نكون منهم.
وأخيرا عليك أن تعدل فى حكمك أو.. تعدل عن حكمك.