قررت مكتبة الإسكندرية إعادة سلسلة ندوات "الاتجاهات الجديدة فى الطاقة النووية والمتجددة، وتطبيقاتها فى مصر" فى مكتبة الإسكندرية فى بيت السنارى الأثرى بحى السيدة زينب بالقاهرة، والتابع لمكتبة الإسكندرية، فى الفترة من العاشر من إبريل وحتى الرابع عشر من إبريل 2013.
وتهدف الندوات إلى نشر الوعى الجماهيرى لأهمية إيجاد مصادر بديلة للطاقة، ليس فقط بغرض مجابهة فناء مصادر الطاقة الحالية، ولكن أيضًا لاستنباط وسائل حديثة غير ملوثة للبيئة. ويعقب كل ندوة جلسة حوارية مع المحاضر للاستفسار عن المزيد فى المجال. ويدير الحوار الدكتور طارق عدنان؛ رئيس قسم الأنشطة العلمية بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع الإعلامى أشرف أمين.
تتناول الندوات عدة محاور يحاضر فيها نخبة من خبراء الطاقة الدوليين فى مصر. ويهتم المحور الأول بتطور الطاقة النووية والتخطيط لها، ومردود الطاقة النووية على التنمية فى مصر، كما يناقش الحديث فى هذا المجال. ويحاضر فى هذه الندوة الدكتور محمد حسن؛ أستاذ مساعد الهندسة النووية والإشعاعية بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، ونائب العميد للشئون الأكاديمية السابق بكلية الهندسة بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا. وللدكتور محمد حسن العديد من المؤلفات والأبحاث والمشاركات الدولية فى المجال.
تبين المحاضرة أنه مع وجود 437 مفاعلا نوويا فى ثلاثين دولة متقدمة ونامية، وكذلك 67 مفاعلا تحت الإنشاء، صارت الطاقة النووية واقعًا عالميًا يساهم بدرجة واضحة فى توفير الطاقة الكهربائية ومستوى مقبول من الحياة الكريمة لملايين من البشر فى بدايات القرن الواحد والعشرين. ومع لجوء العالم للاعتماد على مصادر طاقة مختلفة لتوليد الطاقة الكهربائية فى مزيج للطاقة يوظف كل طاقة فى الإطار المناسب لها، أظهرت الطاقة النووية تكلفة منخفضة للطاقة الكهربائية المتولدة وأعلى اعتمادية لمحطات الطاقة، وتجنبا لكميات كبيرة من الملوثات الناشئة عن محطات الطاقة التقليدية، وذلك فى الدول التى اعتمدت بدرجة كبيرة على الطاقة النووية.
وتشير المحاضرة إلى أن مصر أدركت منذ الخمسينيات أهمية الطاقة النووية ودورها التنموى، وساهمت قمم مصرية من العلماء والباحثين فى المؤتمرات الدولية الأولى للطاقة النووية وتمكنت من إعداد أجيال من المتخصصين الذين أثبتوا قدراتهم فى مصر والعالم العربى والغربى على حد سواء. وتبين المحاضرة أن إقدام مصر على إحياء برنامجها النووى سوف يكون مثالا آخر لنجاح الكوادر المصرية فى توطين التقنية الحديثة لتوفير مستوى حياة أفضل للمصريين.
ويتطرق المحور الثانى إلى تطبيقات الطاقة الشمسية فى مصر. ويحاضر فيه الدكتور أسامة الشاذلي؛ أستاذ الفيزياء ووكيل كلية العلوم بجامعة الإسكندرية، والباحث الرئيسى فى مشروع التعاون الأوروبى لتطوير واستخدام تقنيات الطاقة الشمسية فى المنشئات العامة بدول البحر الأبيض المتوسط، والذى له العديد من الأبحاث والمشاركات الدولية فى مجال الطاقة الشمسية.
وتوضح المحاضرة كيف ساعدت أزمة الطاقة الحالية والزيادة المستمرة فى أسعار الطاقة التقليدية على أهمية الاتجاه للاستفادة من الشمسية.
ويقول الدكتور أسامة الشاذلى إن مصر تعد من أهم الدول فى مجال توليد الطاقة الشمسية، نظرًا لطبيعة الجو والإمكانات الكبيرة التى تؤهلها للاعتماد على الطاقة الشمسية كمصدر أساسى لتوليد الكهرباء. ويؤكد أن الله قد أنعم على مصر بهذه الطاقة الشمسية الهائلة التى إذا تم استثمارها بشكل جيد سيتم تحقيق الاكتفاء الذاتى فى غضون بضعة سنوات، بل ويمكن تصديرها إلى دول الإتحاد الأوروبى.
ويؤكد الشاذلى أنه من الممكن تطبيق استخدام الطاقة الشمسية فى عدد من المجالات مثل توليد الكهرباء، وتسخين المياه للاستخدامات المنزلية، وتدفئة مياه حمامات السباحة، وتدفئة المباني، وغيرها. ونتيجة للتطور التكنولوجى العالمى بالطاقة الشمسية، انخفضت أسعار استخدام الطاقة الشمسية انخفاضا ملحوظًا خلال الأعوام القليلة الماضية ولذلك تزايد الإنتاج العالمى من الأجهزة المستعملة لتوليد الطاقة الشمسية وتزايد الطلب على استخدامها.
ويتناول المحور الثالث استخدام طاقة طواحين الرياح فى مصر، ويحاضر فيه الدكتور أحمد حمزة؛ الأستاذ ورئيس قسم مصادر الطاقة والهندسة البيئية بالجامعة اليابانية المصرية، والخبير الدولى فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة.
ويقدم الدكتور أحمد حمزة خلال الندوة طاقة الرياح كطاقة آمنة بيئية لا يصدر منها ملوثات مضرة. ويعرض أنسب الأماكن على مستوى العالم القابلة للاستغلال كحقول لطاقة الرياح، وأهم التقنيات المستخدمة فى هذا المجال، ثم يتم التركيز على تطبيقاتها فى ألمانيا-اليابان-مصر منذ 1996 وحتى 2011.
جدير بالذكر أن الدكتور أحمد حمزة صمم بالتعاون مع المعهد الألمانى أول منظومة تبريد مدارة كاملة بالطاقة الشمسية تعمل بمصر بجامعة أسيوط. وهو حاصل على الدكتوراه من اليابان سنة 1999م. وله أكثر من 40 بحثا منشورا فى مجلات علمية عالمية وأكثر من 60 بحثا منشورا فى مجلدات مؤتمرات عالمية. وهو عضو الجمعية الدولية للطاقة الشمسية منذ 1995.
ويركز المحور الرابع على دور الطاقة الهيدرومائية فى التنمية بمصر. ويلقى المحاضرة الدكتور هيثم ممدوح عوض؛ أستاذ مساعد هندسة الرى والهيدروليكا. والحاصل على درجة الدكتوراه فى الهندسة من جامعة كيوشو اليابانية.
تعرض الندوة أزمة الطاقة فى مصر وأسباب إنقطاع التيار الكهربائى من خلال عرض بيانات إحصائية عن توليد الطاقة فى مصر من مصادرها المختلفة من خلال أكثر من 40 محطة لتوليد الطاقة مع تسليط الضوء على محطات توليد الطاقة الهيدرومائية. وتعرض الندوة العديد من التجارب الناجحة المطبقة فى الدول الصناعية والمتعلقة بتوليد الطاقة من المصادر المائية المختلفة.
ويناقش المحور الخامس موضوع استخدام الطحالب لإنتاج الوقود الحيوي. ويحاضر فى الندوة الدكتورة نجوى جمال الدين؛ أستاذ الطحالب بكلية العلوم جامعة الإسكندرية، والباحث الرئيسى للمشروع الأوروبى المتوسطى لإنتاج الوقود الحيوى من الطحالب، ولها العديد من المشاركات البحثية والمؤلفات العلمية، وهى حاصلة على العديد من الجوائز الدولية فى هذا المجال.
وتؤكد الدكتورة نجوى جمال الدين فى حديثها أن استمرار استخدام الوقود النفطى على نطاق واسع لا يمكن تحمله بسبب استنزاف الإمدادات ومساهمة هذه الأنواع من الوقود فى تراكم ثانى أكسيد الكربون فى البيئة. لذلك فان الطاقات المتجددة ضرورية لتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية. ولذلك فان العلماء يولون اهتماما للعثور على مصدر بديل للطاقة للتغلب على المشاكل الناجمة عن نضوب مصادر الوقود النفطى.
ويركز المحور السادس على إنتاج الوقود الحيوى من البكتيريا وإنتاج الوقود البديل. ويلقى المحاضرة الدكتور ياسر البهلول؛ أستاذ مساعد الميكروبيولوجيا بكلية العلوم جامعة الإسكندرية، والذى له العديد من الأبحاث المنشورة والمشاركات فى المؤتمرات الدولية، وبرائتا اختراع فى التكنولوجيا الميكروبية، وهو حاصل على العديد من الجوائز الدولية والمحلية.
وتبين المحاضرة كيف تتمتع الكائنات الدقيقة بقدرتها على إنتاج عدد من المركبات التى تستخدم كوقود حيوى كوقود الديزل الحيوي، والذى من خصائصه الإيجابية تحلله البيولوجى وكونه آمنا وصديقا للبيئية.
وتختتم سلسلة الندوات بموضوع الإنتاج الحيوى لغاز الهيدروجين من المخلفات السائلة، مع التركيز على الوضع الحالى فى مصر. ويلقى المحاضرة الدكتور أحمد توفيق؛ الأستاذ بقسم مصادر الطاقة والهندسة البيئية بالجامعة اليابانية، وعضو مجلس علوم المياه بأكاديمية البحث العلمي، وهو مشارك رئيسى فى العديد من الأبحاث المحلية والدولية لإنتاج طاقة الهيدروجين.
ويتخلل الندوات مشاركة مسجلة من العالم المصرى الدكتور محمد الشرقاوى؛ أستاذ الهندسة الكهربية بجامعة واشنطن بالولايات المتحدة، يتحدث فيها عن نظم الشبكات الذكية ودورها فى الربط بين مصادر الطاقة الكهربية المختلفة.
ويستهل الشرقاوى حديثه بالتعريف بأهمية الطاقة المتجددة من الناحية الاقتصادية والبيئية، ويقارن بين أنواعها المختلفة. ويؤكد فى كلمته أن أكثر مصادر الطاقة المتجددة فعالية ورخصا هى الطاقة النووية، ويبين أن مخاطرها محدودة ونادرة الحدوث، بل أن بعض الدول مثل فرنسا تعتمد عليها كلية كمصدر للطاقة. وتأتى طاقة شلالات المياه بعد النووية، وهى مستخدمه فى مصر بشكل كبير. ثم تليها طاقة الرياح كمصدر فعال لتوليد الطاقة مما جعل بعض البلدان الاسكندينافية تعتمد عليها بشكل كامل، حتى مع ارتفاع تكلفتها. وتأتى فى المرتبة الرابعة الطاقة الشمسية، إلا أن تلك الأخيرة مازالت تكلفتها عالية نسبيا. ثم تأتى بعض مصادر الطاقة المتنوعة والمحدودة مثل طاقة باطن الأرض وطاقة الأمواج ومد البحار.
وتمنح مكتبة الإسكندرية المنتظمين فى متابعة الندوات إفادات رسمية عن مشاركتهم فى الحدث. هذا وتدور الندوات فى إطار لغوى وعلمى بسيط يستطيع الجمهور العام متابعته للتزود بالمعلومات فى كافة مجالات الطاقة المتجددة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة