القضية الحقيقية بيننا والغرب، ليست قضية ضعف وقوة، أو فقر وثراء، أو شمولية وديمقراطية، فكل ذلك عٌرض لمرض، وللإشكالية الحقيقية وهى:
تخلفنا بجهلنا، وتقدمهم بعلمهم، جهلنا أوصلنا للاحتلال وإهدار الإمكانات والقدرات، وعلمهم أهلهم لاستعمارنا والتحكم فى مصائر الشعوب والأمم.
العلم والبحث العلمى مفتاح التقدم وكلمة السر فى النهوض الحضارى والتنمية المستدامة وامتلاك كل سبل القوة فى شتى المجالات، والخطوة الأولى لتحقيق هذه المرامى تبدأ بالتعليم الجيد القائم على البحث والابتكار وليس التلقين والركون إلى القديم والسائد المتوارث - دون نقده -، ومؤسساتنا الرسمية مع منظمات المجتمع المدنى ونخبنا الثقافية والإعلامية والسياسية والاقتصادية مطالبة أكثر من أى وقت مضى بتبنى التعليم والعلم والبحث العلمى كمشروع قومى للنهوض والتقدم الحضارى إذا أردنا موطئ قدم فى صفوف العالم المتقدم، وإذا أردنا أن نشارك فى صناعة الحضارة الإنسانية وألا نكتفى بدور المستهلكين لها.
مشاركتى خلال الأيام القليلة الماضية فى أنشطة المنتدى الأول للمخترعين العرب الذى نظمه النادى العلمى العربى التابع للمركز العربى للثقافة والإعلام برعاية وبمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة أشعرنى أننى لست وحدى الحالم بأمة متقدمة ناهضة بالعلم والبحث العلمى، وأن هناك حالمين كثر، لا ينقصهم إلا التنظيم والإمكانات التى تضعهم على طريق الإنجاز.
فتعالوا .. نضم أيادينا، بقلوب مفتوحة، ونبدأ العمل من أجل نهضة التعليم والعلم والبحث العلمى والاختراع فى وطننا العربى، منتدى المخترعين العرب أثمر البدء فى تأسيس شركة المخترعين العرب "ضربة البداية" فى مباراة تحويل الأحلام والاختراعات العربية إلى واقع ومنتجات وسلع.
إنه الحلم الذى طال انتظاره لدعم وتحفيز الإبداع العربى، والمساهمة فى إظهار وتقديم وإنضاج الصورة الحقيقية للإنسان العربى المبدع والمبتكر والمجدد، فلا تدعوا الأحلام تفوتكم، فربما لن تزوركم أحلام أخرى.
نحن أمة وسطاً فى جغرافيا العالم، جذورنا الحضارية ضاربة فى أعماق التاريخ، مهبط الأديان، مباركة من الله فى كل كتبه، تحتضن كنوز العالم وأسراره، وحان الوقت لنتبوأ مكاناً أفضل فوق الأرض وتحت الشمس .. أعتقد أننا نستحقه.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة