د.عاطف الجمل يكتب: الأقليات المسلمة.. هلا سامحتمونا؟

الإثنين، 08 أبريل 2013 02:14 م
د.عاطف الجمل يكتب: الأقليات المسلمة.. هلا سامحتمونا؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن القلب ليدمى بالمشاهد الفظيعة والجرائم المروعة التى ترتكب فى حق مسلمى بورما هذه الأيام تحت سمع وبصر العالم الحر؟!!! وتخاذل مشين للعالم الإسلامى!.

لقد عاد أصحاب الأخدود من جديد يحرقون المؤمنين أحياء ولكن هذه المرة يوجد فى العالم مليار مسلم ويالا العار لا ينتفضون لنصرة إخوتهم والذود عنهم.

بل إن كثيرا من المنتسبين إلى الإسلام، لا يهتم بأمرهم ولا تتحرك حتى مشاعر الألم لما يحدث لهم.
إننى بقدر ما يعتصرنى من ألم شديد لما يحدث لإخوتنا المسلمين الآن فى بورما، فإنى أحتسبهم شهداء عند الله بإذنه تعالى، والآخرة خير وأبقى. ولكن بقدر أكبر يسيطر علىَ شعور من الغضب العارم من هذا التخاذل من المسلمين لنصرة المستضعفين من إخوتهم والخوف الشديد من أن يحلُ بنا غضب من الله بسبب هذا التخاذل.

إننى بقدر ما أشعر به من الرعب من هول المشاهد الفظيعة التى تطالعنا بها وسائل الإعلام المختلفة لما يحدث من قتل وحرق ووحشية ضد المسلمين فى بورما، يسيطر علىَ شعور برعب أكبر من أن يحلَ علينا عقاب من الله شديد فى الدنيا أو فى الآخرة لتخاذلنا عن نصرة أولئك المستضعفين المضطهدين الذين يسومونهم الكفار أشد أنواع العذاب، دون أن نحرك ساكنا أو نهبَ لنجدتهم ونصرتهم ورفع الظلم وكل أشكال العذاب عنهم.

لقد قابلت أقليات مسلمة كثيرة من مختلف الجنسيات التى لا تتكلم العربية، ووالله وجدت أكثرهم أصدق إيمانا وأشد تعلقا وتطبيقا لتعاليم الإسلام أكثر بكثير من غالبية المسلمين فى أرض العروبة.

إن الله قد أنعم علينا نعما لا تعد ولا تحصى، ولكن حرصت كل تعاليم الإسلام سواء فى القرآن أو توجيهات الرسول عليه الصلاة والسلام، أن تؤكد على أن المؤمنين فى شتى بقاع الأرض هم إخوة وإن فصلت بينهم المسافات، جمع بين أرواحهم الإيمان ووجب علينا أن نشعر بهم ونتألم لألمهم ونفرح لفرحهم، ونعطيهم مما أنعم الله علينا وهو حقهم وليس فضلا منا، وننصرهم برفع أى ظلم عليهم ونذود عن أنفسهم وأعراضهم كأننا تماما نذود عن أنفسنا وأعراضنا وهذا واجب علينا وليس منة منا.
إننى أتوجه إلى كل القيادات للدول الإسلامية ومنظمة التعاون للدول الإسلامية بأن يولوا اهتماما خاصا بنصرة الأقليات المسلمة فى كل مكان فى العالم، وأن يعيدوا ترسيخ ثقافة الإخوة الإسلامية وحق المسلم فى أى مكان فى العالم على أخيه المسلم.

إننى أتمنى أن يوثِقوا علاقات حقيقية وقوية بين الأقليات المسلمة والدول الإسلامية، ويبذلوا جهودا حقيقية وجدية لحل مشاكلهم ورفع كل أشكال الاضطهاد التى يتعرضون لها، والحمد لله قد أنعم علينا بإمكانات هائلة تمكننا من الضغط على الحكومات الأخرى بوسائل مختلفة ومتعددة ليمنحوا الأقليات المسلمة فى بلدانهم كل الحقوق ويرفعوا عنهم كل أشكال الاضطهاد.

إننى أتمنى من كل القيادات ومنظمة التعاون للدول الإسلامية بأن تكون ردود أفعالهم ضد الدول التى تضطهد الأقلية المسلمة لديها بنفس القدر وأكبر من حجم الاضطهاد، ويظهروا للعالم شوكتهم الحقيقية وتكاتفهم العملى لإخوتهم المسلمين فى كل مكان حتى يكف كل معتد عن اعتدائه، بل يجب أن يرى العالم حقيقة بأسنا فى الذود عن إخوتنا المسلمين فى كل بقاع الأرض فيحسبون ألف حساب قبل أن يعتدوا على الأقلية المسلمة عندهم بأى شكل من أنواع الاضطهاد.

إن أى عذر سنحاول أن نبرر به تخاذلنا وتقصيرنا فى حق ونصرة إخوتنا الأقليات المسلمين فى شتى بقاع الأرض سيكون حتما أقبح من الذنب.

وإننى أتضرع إلى الله بأن يتولاهم وينصرهم على عدوه وعدوهم إنه نعم المولى ونعم النصير.

كما أتضرع إلى المولى عز وجل أن يرحمنا ويغفر لنا تقصيرنا ويعيننا على نصرتهم والوفاء بحقهم علينا ويرفع مقته وغضبه عنا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة