تناول الإعلام المصرى، مؤخرًا، قضية اللجان الإلكترونية باهتمام بالغ.. وتحدث عنه معظم وسائل الإعلام بإسهاب وإطناب وغزارة.
ولكن الملاحظ هو عدم حيادية أى من وسائل الإعلام فيما يخص هذا الأمر.. فنجد الإعلام الإخوانى يتهم التيارات الأخرى بالكذب والادعاء فيما يخص مسألة اللجان.. ونجد الإعلام المناهض لجماعة الإخوان المسلمين يتهم الجماعة بأنهم هم من بدعوا وأدخلوا فى مصر فكرة اللجان الإلكترونية.. وما بين هذا وذاك نجد أنفسنا- نحن العوام- متذبذبين بين ذلك، ولا نعلم من منهم على حق ومن منهم على باطل.
ولكن الحقيقة التى لا شك فيها، أن اللجان الإلكترونية موجودة.. وقد رأيتها بعينى فى مقر جماعة الإخوان المسلمين بـ«وسط البلد» عندما ذهبت إلى هناك لتصوير تأييدى للرئيس مرسى فى انتخابات مرحلة الإعادة ضد الفريق شفيق.
ولكى أكون منصفًا ومحايدًا، أريد القول بأنه ليس معنى رؤيتى للجان الإلكترونية فى مقر الإخوان المسلمين أنها غير موجودة فى مقار بقية التيارات السياسية الأخرى، ولكنى أتحدث- فقط- عما رأيته بأم عينى.
والآن دعونا نفهم ما هى اللجان الإلكترونية وكيف تعمل، وما هو دورها فى توجيه الرأى العام «أو تضليله»؟
اللجان الإلكترونية هى مجموعة من الشباب ينتمون إلى تيار سياسى معين.. دورهم محدد وواضح وهو التسويق لأفكار هذا التيار ونشر مبادئه على مواقع التواصل الاجتماعى خاصة المواقع الأكثر انتشارا كالفيس بوك وتويتر.. وترغيب الناس فى مبادئهم وتشويه الأفكار الأخرى التى لا تتناغم مع معتقداتهم.
وبالطبع، هناك مواصفات ومعايير لابد من توافرها فى الشاب الذى سينضم لهذه اللجان منها «مهارات الكتابة والتعامل مع الكمبيوتر - التفرغ - مهارات الفوتوشوب وبرامج الجرافيك لعمل تصميمات وصور تشرح الأفكار المراد نشرها».. وأهم من كل هذه الصفات لابد من وجود صفة رئيسية ومهمة فى عضو اللجنة الإلكترونية وهى التعصب الأعمى والتطرف المطلق والإيمان الكامل بوجهة نظر من يحركونه ويصدرون له التعليمات.
أؤكد لحضراتكم للمرة الثانية أننى لا أتحدث عن تيار بعينه، فهذا يحدث فى جميع التيارات والأحزاب السياسية.
إذن.. كيف تقوم اللجان الإلكترونية بتسويق ونشر أفكارها؟
ببساطة.. يقوم أعضاء اللجنة- وهم عادة من الشباب- بمتابعة الشخصيات العامة ليعرفوا من يؤيد أفكارهم ومن يعارضها من خلال تعليقاته على مواقع التواصل الاجتماعى، ويخبرون بعضهم البعض ثم يبدأون فى كتابة تعليقات على صفحة هذا الشخص.. هذه التعليقات تختلف باختلاف ميول الشخص.. فإذا كان الشخص يؤيد أفكارهم وتتناغم تعليقاته مع معتقداتهم وتوجهاتهم السياسية تجدهم قد مدحوه وعظموا من شأنه وجعلوه بطلاً ورمزًا وعلمًا.. وإذا تعارضت توجهات الشخص مع توجهاتهم السياسية تجدهم قد انقضوا عليه وكالوا له الاتهامات ووصموه بكل صفات الخيانة والنذالة والعمالة، وقد يصل الأمر إلى اتهامه بالكفر والعياذ بالله... كل هذا يتم من خلال حساباتهم الشخصية ومن خلال آلاف من الحسابات الوهمية التى يصنعها أعضاء اللجان الإلكترونية لأنفسهم ليُشعروا الشخص الذى يستهدفونه بكثرة عددهم سواء كانوا يؤيدونه أو كانوا يعارضونه.
حدث معى شخصيا فى شهر إبريل سنة 2011 عقب الثورة.. كنت بصدد إقامة حفل فى محافظة قنا- التى أتشرف بالانتماء إليها- وجاءتنى قرابة الخمسين رسالة على الفيس بوك تحذرنى من نية مبيتة لقتلى أو الاعتداء علىّ من قبل أذناب النظام السابق وفلول نظام مبارك.. وتنصحنى بإلغاء الحفل، لأن الداخلية لن تؤمن الحفل بسبب حصار الأهالى لمحافظ قنا- آنذاك- وأن الحفل لن يحضره أكثر من مائة فرد على الأكثر.
لا أخفى عليكم، لقد تسلل الخوف إلى صدرى، وبالغت بعض الشىء فى الإجراءات الأمنية الخاصة بالحفل معتمدا على أهلى هناك.. ولكنى حين ذهبت وجدت قيادات محافظة قنا بالكامل- ولله الفضل والمنة- فى انتظارى وجمهورا يملأ الصالة المغطاة باستاد قنا ويقارب الستة آلاف شخص.. ولم أجد بالمرة هؤلاء الخمسين شخصا الذين هددونى وحاولوا إقصائى عن إقامة الحفل.
حدث هذا معى أيضا فى الحفل الخاص بالجالية المصرية فى باريس.. وحدث عكسه تماما فى حفل بالإسكندرية حين شعرت من تعليقات الناس على الفيس بوك أننى سأجد ملايين بانتظارى بالإسكندرية وحين ذهبت لم أجد أكثر من 1500 شخص على الأكثر، أكتب مقالى هذا لأسخر من الحسابات الوهمية التى تكيل لى الإهانات والشتائم والسباب كلما انتقدت أداء الحكومة الحالية.
أقول لهم إننى أسخر من تعليقاتكم التى تسبنى وتتهمنى بالخيانة والعمالة والتلون والكفر أحيانا.
وأسخر أيضا من الحسابات الوهمية التى تمدحنى وتبجّلنى وتجعل منى بطلا لمجرد أننى هاجمت النظام الحالى وانتقدته.
أسخر منكم جميعا، لأنكم شخوص غير موجودة وغير حقيقية.. وأحتفظ لنفسى بحق النقد البناء بدون تحيز أو تطرف.. أحتفظ بحقى فى الحرية والتعبير ومواجهة النظام الحاكم بما يفرضه علىّ ضميرى من الحق وما تفرضه علىّ أخلاقى من أسلوب النقد.
وأظل أحترم كل رأى وكل صاحب وجهة نظر حتى لو كانت وجهة نظره عكس معتقداتى وأفكارى.
عدد الردود 0
بواسطة:
ميكى
خليك منصف بﻻش نظام العصايا من النص
عدد الردود 0
بواسطة:
معتز
فعلا معظم التيارات عندها لجان .. والفلوس بالمليارات في التيارات الأخرى وبالذات لجان الفلول
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد عمر
طب لما رحت للاخوان عرفت منين انها لجان
اى حد عنده كمبيوتر بقى لجان اتقى الله شويه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حمدى
يسعدنى ان القاق
عدد الردود 0
بواسطة:
نشات زقزوق
و تلك هى المصيبه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود جمعة
سزاجة الاخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
د. سامية أبو سمره
شكرا على مرورك بذاكرة الشعب الكريم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد صلاح
حقيقه محشوه بالباطل
عدد الردود 0
بواسطة:
د. منال الصاوي
و حدث مع أنا شخصيا بأتهامي بأنني من لجان الإخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
غادة الشناوي
تحية إلى الأخ محمد حمدي مع الشكر