الخارجية: مصر آمنت أن قضية دارفور تعد فى الأساس قضية تنمية

الإثنين، 08 أبريل 2013 10:56 ص
الخارجية: مصر آمنت أن قضية دارفور تعد فى الأساس قضية تنمية وزير الخارجية محمد كامل عمرو
الدوحة (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن مصر آمنت منذ البداية أن قضية دارفور تعد فى الأساس قضية تنمية وإعمار، وأخذت فيما بعد أبعادا سياسية وقبلية واجتماعية، وأن معالجة جذور الأزمة تتطلب التركيز على رفع معدلات التنمية وتحسين مستوى معيشة أبناء دارفور.

وقال إنه ومن هذا المنطلق لم تدخر مصر جهدا فى تأييد أية مبادرات لإقرار سلام شامل ونهائى فى إقليم دارفور وتهيئة الأجواء لتنفيذ مشروعات التنمية.

وقال عمرو، إن مصر عضو فى لجنة متابعة اتفاق الدوحة للسلام فى دارفور، كما كانت عضوا فى اللجنة المنبثقة عن الجامعة العربية، وهى أيضا أحد أكبر المساهمين فى البعثة الأممية الأفريقية فى دارفور، كما أن لها دورها فى دعم وتعزيز جهود التنمية وإعادة الإعمار لصالح أبناء الإقليم.

جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها وزير الخارجية فى مؤتمر إعادة إعمار وتنمية دارفور والذى تستضيفه العاصمة القطرية الدوحة يومى الأحد والاثنين.

وأوضح الوزير أن مشاركة مصر فى هذا المؤتمر واستضافتها لمؤتمر إعادة إعمار وتنمية دارفور بالقاهرة فى مارس 2010 بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامى وتركيا، تأتى لتمثل تأكيدا وتثبيتا لواقع لا جدال فيه، وهو ارتباط مصر الأصيل بالسودان وشعبه، هذا الارتباط الأزلى الذى يضرب بجذور راسخة فى تاريخ شطرى وادى النيل.

وذكر محمد عمرو أن مصر رحبت بما تحقق من تطور إيجابى على طريق تنفيذ اتفاق سلام الدوحة فى مسارات الأمن والإنسانية والسياسية ووفاء الحكومة السودانية بجانب من التزاماتها المالية رغم المصاعب الاقتصادية التى يعيشها السودان، كما رحبت بنتائج مؤتمر العودة الطوعية يومى 25 و26 مارس الماضى فى نيالا بجنوب دارفور.

وقال: "إننى لعلى يقين من أن استقرار وتنمية دارفور هو الضمانة الحقيقية الوحيدة لعودة اللاجئين والنازحين إلى قراهم ومدنهم وتأهيل البنية التحتية، وتوفير البيئة المناسبة لتنفيذ المشروعات التنموية وإيصال الخدمات والمساعدات لمستحقيها داخل دارفور".

وأضاف "كما أننى على يقين بأن عودة أبناء السودان إلى أوطانهم هى الخطوة الأولى لخروج هذا البلد الشقيق من مأزقه ومشاكله، لأن دروس التاريخ قد علمتنا أن نهضة الأوطان ليس لها أن تتم من دون تضافر سواعد أبنائها، كافة أبنائها من أجل خوض ملحمة الاستقرار والتنمية".

وتابع "وفى هذا الإطار فقد دعمت مصر وسوف تدعم أى جهد إقليمى أو دولى يصب فى اتجاه تحقيق الاستقرار والتنمية فى دارفور، حيث شاركت مصر منذ البداية بقوات فى بعثة حفظ السلام فى دافور، وأقامت قافلة طبية تقدم الرعاية الصحية والدواء لأبناء الإقليم بتكلفة تقدر بحوالى 20 مليون جنيه، كما قدمت مساعدات غذائية ودوائية بلغت قيمتها 9.5مليون جنيه".

وأضاف أن مصر أوفدت عددا من القوافل الطبية المتخصصة لتقديم العلاج لأبناء المنطقة، وأوفدت منذ عام 2009 عدد 38 طبيباً مصرياً، تم توزيعهم على المستشفيات الرئيسية بعواصم دارفور الثلاث، كما قامت بإنشاء مستشفى ميدانى فى الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور يعمل بها 18 طبيبا مصريا، وتعهدت مصر بحفر 40 بئراً للمياه، قامت بالفعل بحفر 11 بئراً منها بتكلفة 7 مليون جنيه، كما قدمت مصر منح دراسية ودورات تدريبية فى مجال الإدارة والزراعة ومستعدة لتنظيم دورات فى مجال الزراعة والكهرباء."

وأكد الوزير أن مصر ستواصل مع الحكومة السودانية والسلطة الإقليمية فى دارفور لتحديد المشروعات التى يمكن لمصر المساهمة فيها فى إطار الجهود الراهنة لإعادة إعمار وتنمية دارفور." ومصر على أتم الاستعداد للدخول فى تعاون ثلاثى مع الدول والجهات المانحة لإنشاء محطات للكهرباء ومدارس وعيادات طبية، خاصة وأن تجارب التعاون الثلاثى أثبتت نجاحاً كبيراً فى مختلف أنحاء القارة الأفريقية."

وأشار الوزير إلى أن المشاركة الدولية الواسعة فى هذا المؤتمر الهام إنما تعكس رؤية المجتمع الدولى الثابتة تجاه أهمية التنمية كمدخل للسلام والاستقرار فى دارفور، "فنحن اليوم نضع نصب أعيننا الآمال العظام التى يعلقها أبناء دارفور علينا من أجل تحقيق مطالبهم الأساسية فى توفير الحياة الكريمة التى يستحقها أبناء السودان الشقيق فى دارفور، ومن أجل بث الطمأنينة فى قلوبهم ودعوتهم للعودة طوعاً إلى ديارهم التى فارقوها فى خضم الأزمة.

وكلى أمل فى أن يكون اليوم نقطة فاصلة فى إسدال الستار نهائياً على قضية دارفور."وأشاد محمد عمرو فى كلمته بالجهود المتواصلة التى بذلتها دولة قطر والمثابرة والإصرار والعزيمة التى أظهرتها سواء على صعيد التوصل لتسوية نهائية لقضية دارفور، أو فى إطار جهود إعادة الإعمار والتنمية لأبناء دارفور.

وقال الوزير " كما أتقدم بالتهنئة للسيد. محمد بن شمباس على توليه مهام منصبه كرئيس للبعثة الأممية الأفريقية فى دارفور متمنيا له التوفيق والسداد فى مهامه". وأكد دعم مصر لجهوده وللبعثة ومواصلة دورها من أجل إسدال الستار على هذه القضية وتحقيق الاستقرار والتنمية فى الإقليم.

كما تقدم محمد عمرو بالتهنئة كذلك للأشقاء فى الحكومة السودانية التى بذلت جهوداً دؤوبة لحل قضية دارفور، وحركة العدل والمساواة بمناسبة التوقيع على اتفاق السلام برعاية قطرية فى 6 أبريل الجارى، قائلا إنه الاتفاق الذى نأمل أن يشجع باقى الحركات الدارفورية على الانضمام لمسار السلام فى الدوحة وإنهاء الصراع المسلح والتركيز على جهود التنمية وإعادة الإعمار التى يتطلع إليها ويستحقها أبناء دارفور.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة