اهتمت وسائل الإعلام العالمية الصادرة اليوم، بالاشتباكات التى وقعت أمس الأحد، ولا تزال مستمرة إلى اليوم، فى محيط الكاتدرائية المرقصية بالعباسية، فى أعقاب تشييع جثامين القتلى الذين سقطوا فى أحداث قرية الخصوص فى اليوم السابق.
صحيفة "الإندبندنت" البريطانية قالت تحت عنوان "الأقباط المسيحيون تحت الحصار مع هجوم حشد على الكاتدرائية بالقاهرة" إن مراسلها ألستير بيتش شاهد تبادل إطلاق النار مع اعتداء عصابات مسلحة على جنازة المسيحيين، الذين سقطوا فى صدامات طائفية أخيرة.
ووصفت الصحيفة هذا الاعتداء من قبل المسلحين بأنه غير مسبوق على أقدم كنائس مصر.
وتحدثت الصحيفة عن سقوط قتيل وإصابة 84 آخرين، مع تعرض المسيحيين داخل الكاتدرائية فى العباسية لهجوم محموم من المعتدين فى الطريق الرئيسى بالخارج، مشيرة إلى أن هذه الاشتباكات جاءت بعد هتاف آلاف الأقباط المشاركين فى تشييع الجنازة ضد الرئيس محمد مرسى، وجماعة الإخوان المسلمين، كما تحدثت الصحيفة أيضا عن البيان الصادر عن الرئيس مرسى، والذى قال فيه إنه يعتبر أى هجوم على الكاتدرائية هجومًا عليه هو شخصيا.
ونقلت الصحيفة عن شهود كيف أنهم تعرضوا للهجوم فى العباسية، فبعد أن تم إلقاء الحجارة عليهم، من فوق أسطح المبانى المجاورة، تم إجبار المشيعين على العودة إلى مجمع الكاتدرائية مرة أخرى.
ويقول المدون وائل إسكندر الذى حضر الجنازة إنه رأى أشخاصا يُلقى عليهم زجاجات مكسورة من أسطح عمارة سكنية مقابلة، وبعد تعرضهم للهجوم بدأ الناس يتسابقون إلى الشوارع الجانبية ويدمرون السيارات القريبة.
وأضاف أنه ليس متأكدا مما إذا كان من هاجموا السيارات هم المشيعين أم لا.
وفى مقال رأى بالصحيفة نفسها، كتبت كاترينا ستيورات عن أقباط مصر تحت عنوان "الأقلية التى تكون هدفا سهلا فى الأوقات الصعبة"، قالت إن التوترات بين أقباط مصر ومسلميها اندلعت بشكل متقطع على مدار السنين، سواء فى ظل حكومة الإسلاميين الجدد أو تحت ديكتاتورية مبارك العسكرية.
وتابعت الكاتبة قائلة "إن الهجمات التى وقعت على المسيحيين خلال العامين الماضيين، بدءا من أول يناير 2011، التى أودت بحياة 23 شخصا، أثارت مخاوف من تنامى الفتنة الطائفية، ومنذ سقوط مبارك زاد الإسلاميون قوة وأثاروا صدامات أكثر.
وأشارت "ستيورات" إلى أن الرئيس محمد مرسى كان قد تعهد بحماية الأقباط، إلا أن الكثير يخشون من أن الخطر الحقيقى قد يأتى لو شعر الإخوان المسلمون الذين تراجعت شعبيتهم كثيرا فى الأشهر الأخيرة بأنهم مهددون مباشرة بسبب الاضطرابات الواسعة التى تسبب فيها الغضب من الموقف الاقتصادى المزرى.
وسيخشى كثيرون من أن الجماعة لو اختارت أحدا لتحمله المسئولية، فإن الأصابع قد تتجه إلى أقباط مصر الذين يعانون من الاضطهاد بالفعل.
أما صحيفة الجارديان، فرصدت بدورها تفاصيل الاعتداءات التى وقت ضد المشيعين الأقباط فى الكاتدرائية المرقصية أمس، وقالت إن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على جدران الكاتدرائية، ووقفوا بجوار رجال مسلحين مجهولين يحملون الأسلحة النارية والسكاكين وزجاجات المولوتوف الحارقة.
ونقلت الصحيفة عن مواطنين أقباط كانوا شهودا قولهم إن الشرطة وحشودًا من المحتجين كانوا ينتظرون المشيعين، وزعم أحدهم أن العنف بدأ بعد جدال بين المشيعين وسائق تاكسى أرادوا منه أن يتوقف حتى يستطيع المشيعون مغادرة الكاتدرائية.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المسيحيين ردوا بإلقاء الحجارة وزجاجة مولوتوف واحدة على الأقل، فى حين استطاع آخرون الهروب من المدخل الخلفى للكاتدرائية، وقالت الصحيفة إن أسوأ عنف طائفى حدث كان فى مذبحة ماسبيرو فى أكتوبر 2011 إبان حكم المجلس العسكرى، والتى قتل فيها على الأقل 24 مسيحيا.
من جانبها، قالت شبكة بلومبرج الإخبارية الأمريكية إن مرسى واجه اضطرابا متزايدا مع سقوط قتيل جديد بسبب الاشتباكات بين المسلمين والمسيحيين، مشيرة إلى أن الاضطراب الذى تعقد بسبب إضراب سائقى القطارات وإعلان مجلس القضاء الأعلى أنه يؤيد رحيل النائب العام الذى عينه الرئيس، قد زاد من الفوضى التى تشهدها مصر منذ انتخاب مرسى فى يونيو الماضى.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن العنف ضد مسيحيى مصر استمر لليوم الثالث على التوالى، فى اختبار واضح لتعهدات الرئيس الإسلامى محمد مرسى بحماية أقباط البلاد.
وقد تصاعد الصراع ليطال الكاتدرائية المرقصية التى تمثل الكنيسة القبطية الرئيسية.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن العنف الذى اندلع فى منطقة الخصوص بمحافظة القليوبية، وأسفر عن مقتل ستة، تحول إلى أعنف حلقة فى العنف الطائفى الدموى منذ انتخاب الرئيس مرسى العام الماضى، مشيرة إلى أن مئات المسيحيين والمسلمين المتعاطفين معهم تجمعوا فى الكاتدرائية، ظهر الأحد، لتشييع جثمان ضحايا الاعتداءات فى الخصوص، وهم يهتفون بإسقاط مرسى وحلفائه الإسلاميين من الحكم.
وتابعت بالقول إن الكاتدرائية وقعت تحت ما يشبه الحصار، وتلقت قنابل الغاز المسيل للدموع الذى وصل إلى المصلين.
ولفتت إلى قيام بعض الشباب المعتدين على الكنيسة بالتهكم من الرموز المسيحية والصليب، مؤكدة أن شرطة مكافحة الشغب لم تحاول حتى منعهم من الاعتداء على الكاتدرائية أو إهانة المسيحيين.
ولم تغب مثل هذه العداوات الطائفية فى عهد مبارك، إذ يعانى الأقباط من التمييز ونوبات متكررة من العنف الطائفى طيلة عقود. لكن هذه الاعتداءات زادت مع تجرؤ الإسلاميين فى أعقاب سقوط النظام السابق. وتشير "نيويورك تايمز" إلى إلقاء الكثيرين باللوم على مرسى وتنقل عن الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة تساؤله: "من المسئول عن عدم تأمين الكاتدرائية على مدار خمس ساعات كاملة من الاعتداءات؟."
وتقول الصحيفة إنه من غير الواضح مدى سيطرة مرسى على الشرطة، لكن الواضح جدا أنه لم يفعل شيئا فى سبيل إصلاحها. ويؤكد المدافعون عن حقوق الإنسان أن مرسى وحزبه فشلوا فى مواجهة الطائفية العنيفة.
وتشير الصحيفة إلى أنه حتى مساء الأحد، بدا مرسى وجماعته ساقطين فى نمط نظام مبارك، مكتفين بشجب العنف دون الاعتراف بوجود مشكلة طائفية، ومضى الإسلاميون فى اقتراحاتهم بوجود مؤامرة من طرف مجهول لبث الفرقة بين المصريين.
الإعلام العالمى: أقباط مصر تحت الحصار.. وأصبحوا هدفا سهلا.. الاعتداءات على المسيحيين زادت مع تجرؤ الإسلاميين فى أعقاب سقوط النظام السابق.. "نيويورك تايمز" تتساءل عن تعهد "مرسى" بحماية الأقباط
الإثنين، 08 أبريل 2013 01:46 م