رئيس الحكومة اللبنانية: أسعى لتشكيل حكومة تراعى المصلحة الوطنية

دخل رئيس الوزراء اللبنانى المكلف تمام سلام بشعار "حكومة المصلحة الوطنية" والانتماء إلى "كتلة الوطن" نادى رؤساء الحكومات فى لبنان للمرة الأولى بعدما نال أكثرية 124 صوتا لتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة.

وفيما أوحى سلام فى شعاره استلهام الشعار الشهير لوالده الراحل رئيس الوزراء الأسبق صائب سلام "التفهم والتفاهم" بدا الحجم الكبير لأكثرية التكليف التى حظى به سلام الابن مثقلا عليه، مما دفعه إلى صياغة بيان التكليف بدقة متناهية غلب عليها عامل التوازن. فقد لاحظ أن الإجماع النيابى فى الظروف الراهنة يحمل إلى جانب الثقة به مؤشرات من القوى السياسية كافة على الرغبة فى الانتقال إلى مرحلة انفراج تعيد إلى الديمقراطية حيويتها وإلى المؤسسات الدستورية ضمانتها.

وفى تصريح أدلى به لصحيفة "النهار" اللبنانية اليوم "الأحد"، قال سلام إن ما يعنيه هو الوصول إلى تشكيل حكومة تراعى المصلحة الوطنية ولا تأتى مفصلة إلا على قياس الوطن محددا التحديات الماثلة أمامه فى أولويات قانون الانتخاب وإجراء الانتخابات النيابية وضبط الوضع الأمنى والشأن الاقتصادى والاجتماعى والمالى.

وطالب بأن تستمر إرادة التسهيل التى لمسها خلال التكليف من مختلف القوى السياسية للوصول إلى تشكيل سريع، لافتا إلى أن لتشكيل الحكومة بسرعة دلالة مهمة على هذا الصعيد.

وفى حديث تليفزيونى أدلى به مساء أمس، أكد سلام أن الحكومة الجديدة ستكون حكومة انتخابات باعتبار أن الانتخابات مفصل ضرورى ومصيرى للبنان.

وأعرب عن أمله فى أن يستمر الإجماع على تكليفه بما يخدم الوطن، مؤكدا أنه يعول على "إعلان بعبدا"، ومشيرا إلى أنه لا يريد تحميل حكومة الانتخابات أكثر مما يجب أن تحمل، متوقعا أن يكون هناك نوع من التأجيل التقنى للانتخابات.

وفيما تبدأ رحلة تأليف الحكومة الجديدة وسط أجواء يلفها الغموض وستكون انطلاقتها فى الاستشارات النيابية للتأليف التى حددت مواعيدها يومى الثلاثاء والأربعاء المقبلين، يبدو الخيار الأصعب الذى يواجه رئيس الوزراء المكلف هو فى تسريع عملية التأليف باعتبار أن مهمة حكومته الأساسية هى الإعداد للانتخابات النيابية، بحيث إن عمر الحكومة لا يفترض أن يتجاوز المهلة الفاصلة عن الانتخابات، وتالياً فإن تجارب التأليف الطويلة التى طبعت الحكومات السابقة يجب ألا تنطبق على الحكومة المقبلة التى تكتسب طابعا انتقاليا.