وشهدت الندوة التى شارك فيها كل من الفنان القطرى غانم السليطى والكاتب الإماراتى جمال سالم وأدارها الفنان الإماراتى أحمد الجسمى، بحضور أسامة سمرة مدير مركز الشارقة الإعلامى على أهمية توظيف الدراما بتعاون كافة الجهات المعنية لنشر التراث، وتعميق علاقة الأجيال بموروثهم التاريخى والثقافى فى الوقت الذى تعانى فيه الدراما الخليجية من افتقارها للأعمال التراثية.
وناقشت الندوة التى حضرها كل من سعادة قاسم رضوان القنصل الفلسطينى العام فى دبى وخالد هباش السكرتير الثانى فى القنصلية الفلسطينية، ومسئول الشئون الثقافية، وإسماعيل عبدالله رئيس جمعية المسرحيين فى الإمارات وعدد من الفنانين والمهتمين فى الأعمال الدرامية وقضايا التراث، أبرز الصعوبات والتحديات التى تواجهها الدراما التراثية التى تتحدث عن واقع البيئة الخليجية ومدى حميمية العلاقة بين المجتمع والتراث التى لا تقبل الهزل فى تناول الأعمال التراثية درامياً وآليات ما سموه باستحضار التراث خلال الأعمال الدرامية فى زمن العولمة الذى تضاعف فيه تعطش الأجيال الحالية لموروث أجدادهم.
وتطرقت ندوة "الدراما الخليجية بين أصالة التراث وتحديات الحداثة إلى بعض السلبيات التى تواجه دراما التراث الخليجية ومنها ما يتعلق بمقص الرقيب، ودخول رءوس الأموال غير الخليجية فى تمويل الدراما الخليجية واستسهال الأعمال الدرامية التى أبعدت التعاطى مع التراث، وكذلك شح الأرشيف التراثى فى توثيق حقبة هامة من الفترات الزمنية التى باتت حاجتها ماسة لتناولها فى الأعمال الدرامية.
وقال الفنان القطرى غانم السليطى إنه على مدى 30 عاماً خلال مسيرته الفنية لم يتطرق فى أعماله إلى التراث رغم قناعته أن التراث مصدراً هاماً من مصادر الدراما لكنه بذات الوقت موضوع خطر له مكانته وقيوده .
ويبين السليطى أن من جملة أسبابه فى الابتعاد عن التراث فى أعماله الفنية كونه موروثاً ثقافياً له مكانته التى لا تقبل الهزل أو السخرية، بينما الكوميديا تكسر المألوف والاحترام والتحفظ.
ويشير إلى أن التعامل مع التراث فى منطقة الخليج فيه من الحميمية التى تجعل الفن اقل شأناً من التراث، لافتاً إلى أن من العقبات التى تواجهها الأعمال الدرامية أن موضوع التراث فى منطقة الخليج الذى اعتبره وسيلة لقضية تقدم، من المحرمات التى لا يجب الخوض فيها ما شكل معاناة كبيرة لدى صناع الدراما فى الاقتراب من التراث.
وانتقد السليطى تعاطى صناع الدراما مع التراث الذى تعاملوا معه بشكل هامشى، مما دفع البعض إلى مهاجمة تلك الأعمال داعياً إلى تقديم التراث فى الأعمال الدرامية كما هو، مستنداً إلى مصادر موثوقة وبحثاً دقيقاً.
وبينما يجد السليطى أن التراث منطقة خطرة لا يجب الاقتراب منها درامياً يعارضه الرأى جمال سالم الذى يؤكد على أهمية البحث فى موضوع التراث وليجر تناوله درامياً، مشيراً إلى أنه تناول أعمالاً تحدثت عن فترة الخمسينات رغم عدم معايشته لها من خلال ما وجده من مصادر ومن ارشيف لتلك الفترة.
ويشير الكاتب الدرامى جمال سالم إلى معاناة الكاتب فى التراث الدرامى بعدم وجود أرشفة موثقة لفترة من الزمن، وهو ما يعانيه حالياً فى عدم وجود أرشيفية وشواهد للبيئة التراثية لفترة السبعينات التى يتناولها فى عمل درامى يكتبه حالياً بينما ما وجده فقط هو ارشيف للمسؤولين فى تلك الفترة.
وتحدث جمال سالم عن جدلية البحث المعنوى والمادى فى الأعمال التراثية، مشيراً إلى أنه يبنى الأحداث وفقاً للجوانب المعنوية فى الموروث التاريخى ويعمل عند سرده للقصص التراثية التى تتعدد روايتها وفقاً لتحليله وتصوره لتلك القصص فى الوقت الذى لا يوجد به تراث مكتوب بشكل حرفى.
ويجد الفنان إسماعيل عبدالله رئيس جمعية المسرحيين فى مداخلة له أنه لا يوجد تحفظ عند التعاطى مع التراث، مشيراً إلى أن الفعل الدرامى هو ترجمة للصراع الإنسانى وهم كفنانين قادرين على التعامل مع هذا الصراع منذ ظهور الإنسان بالوقت الذى يحتاج فيه هذا الأمر إلى البحث والجهد الكبير.
وتحدث رئيس جمعية المسرحيين عن تعاطى الساحة الفنية مع الأعمال المتسمة بالسهولة التى لا تحتاج إلى الجهد والبحث ما أبعدت التعامل مع التراث، مشيراً إلى سيطرة الأعمال الدرامية المستنسخة البعيدة عن الواقع.




