«تونس.. المنزه.. الحى السادس» هنا يقع منزل المحامى والناشط شكرى بلعيد الذى استشهد صباح يوم الأربعاء 6 فبراير الماضى برصاص غادر.. الحى هادئ.. على بعد خطوات من المنزل يوجد نصب تذكارى رمزى فى مكان مقتل بلعيد، حيث كتب عليه «اغتيال الحرية».. خلف النصب التذكارى علم تونس، وعلى رأسه بعض الشموع حتى يضيئها مريدو الشهيد ترحما على روحه، وتحيطه الورود من كل جانب.
منزل الراحل مكون من ثلاث غرف وأغلب جدرانه تحمل صورا تراثية تحمل الطابع التونسى، وبعض الصور لابنتى الشهيد «ندى ونيروز».. الجدران تحمل صورة واحدة للراحل وهى مرسومة باليد، وتم تعليقها فى حجرة الضيوف الرئيسية.. الأمر الذى تفسره أرملته السيدة بسمة الخلفاوى بأنه لم يكن يفضل تعليق صور له بالمنزل.
السيدة بسمة وهى أيضا عضوة وناشطة بحزب الوطنيين الديمقراطيين الذى كان يرأسه بلعيد، تحدثت لـ«اليوم السابع» عن ذكرياتها مع الراحل وعن حالها وحال أسرته بعد رحيله، وإلى نص الحوار...
سيدة بسمة.. تزوجت شكرى فى عهد نظام «بن على» القمعى الديكتاتورى، ما رأيك فى مفارقة اغتياله فى عهد نظام منتحب جاء بعد ثورة؟
- النظم القمعية واحدة لا تتغير، قبل الثورة حكمنا نظام استبدادى قمعى، ونعيش الآن فى ظل نظام أكثر استبدادا وقمعية، ورغم أننا بكينا حرية التعبير وقت الثورة ودفعنا ثمنها بالدم، لم نحصل عليها حتى الآن، فنحن نعرف أن السلطة الآن تمثل نظاما استبداديا ديكتاتوريا رجعيا، ونعرف أنه نظام دموى، نعرف التجارب التى شهدها العالم وتعيشها تونس الآن، وشكرى كان يقول إن السلطة الحالية سائرة نحو تشديد العنف لأنها فى حالة فشل ذريع وليس لها مبادرات ولا تملك حلولا وليس لديها سوى إيجاد مبررات أخرى لخلق صراعات للحفاظ على سلطتها.
هل توقعت حجم المخاطر بعد زواجك من بلعيد؟
- عندما تزوجت من شكرى كنت أتوقع المخاطر التى ستقابلنا وكنت مستعدة لها تماما، ولكن فى الحقيقة لم يصل توقعى لحد القتل، فكنت أتوقع مثلا الغياب لوقت طويل، باعتبار أن كلانا نشطاء ومعارضين ونواجه نفس المخاطر.
وهل اغتيال زوجك جعلك تعيدى التفكير فى نشاطك السياسى أو معارضتك للنظام؟
- على العكس، الاغتيال كان دافعا لمزيد من التواجد فى ساحة النضال، وأنا أؤمن بأنه لا يوجد شخص يستطيع أخذ حق شكرى أكثر منى، فهو قدم للوطن كثيرا وعلى أنا نفس الالتزام بمنهجه.
توجيه أصابع الاتهام فى حادث الاغتيال إلى أحد المقربين من العائلة وعضو بالحزب «سائق بلعيد» هل تعتقدين أنه كان محاولة لإظهار انشقاق بالحزب؟
- أنا إلى الآن لا أعرف سبب هذه المحاولة، ونحن نمر بالعديد من محاولات التضليل وتسييس القضية، من البداية أنا أعرف أن هناك العديد من السيناريوهات التى جهزت وتجهز لغلق ملف بلعيد ومن بينها اتهامى أنا شخصيا بالضلوع فى مقتله.
ومن يحاول خلق هذه السيناريوهات؟
- لا أعرف من بالضبط وراء تلك السيناريوهات، ولكن هذه الحكايات تخرج على صفحات «الفيس بوك» التابعة لحزب النهضة.
هل تعرضتِ أنتِ وأسرتك لتهديدات بعد مقتل شكرى بلعيد، أو شعرت مثلا أنكم تحت المراقبة؟
- لا لم نتعرض لتهديدات بشكل مباشر بعد مقتل شكرى، ولكن قبل مقتله كانت هناك دائما سيارة تحت نافذة المنزل، وبعد حادث الاغتيال رأيت سيارة مقبلة للمنزل مختلفة عن الأولى وظلت تراقبنى وتراقب المنزل أكثر من ساعتين.
برأيك من وراء مقتل بلعيد هل هو النظام وحزب النهضة؟
- ممكن جدا أن يكون حزب النهضة، وممكن جدا أن يكون التقاء إرادات مختلفة من بينها حزب النهضة وإرادات خارجية، فكل السيناريوهات واردة، ولكن الأكيد والثابت الذى لا يوجد به شك هو المسؤولية السياسية والأخلاقية لحزب النهضة فى مقتل شكرى، وذلك من منطلق أن السلطة لم تقم بدورها ومسؤوليتها فى حمايته، خاصة أننا كنا على علم مسبق باغتياله وأعلنا هذا، وأبلغنا عنها للسلطات التونسية.
نشر فى بعض الصحف أنكِ رفضتِ حضور أعضاء من حزب النهضة والترويكا لجنازة زوجك.. ما صحة ذلك؟
- أنا لم أرفض حضورهم الجنازة، ولكنى رفضت قبول التعازى من أى شخص ينتمى للنهضة أو الترويكا، إلا عندما تعترف السلطة بمسؤوليتها السياسية والأخلاقية تجاه هذا الاغتيال، وأنها لم تؤمن حماية لشكرى.
حادثة اغتيال شكرى بلعيد لم تكن الأولى، فقد سبق سحل لطفى نقض حتى الموت فى محافظة تطاوين، واغتيال أحد شيوخ التبليغ لطفى القلال بطعنات سكين، كيف ترين تكرار مثل تلك الحوادث؟
- ما يحدث موجه عنف بأذرع مختلفة، تارة عن طريق السلفية وتارة عن طريق ما يسمى روابط حماية الثورة، التى هى بالأصل خليط بين خريجى السجون مع أعضاء من النهضة وأعضاء من السلفية، للأسف الوضع مختلط فى الجانب الأيمن من الحالة السياسية، والجبهة السلفية فى تونس مخترقة من الأمن ومن النهضة، وما يحدث هو زيادة عمليات العنف بدءا بالتعنيف اللفظى والتصاعد لعنف جسدى، كل هذا فى الوقت الذى تغاضت بل ورفضت السلطة تطبيق القانون ثم أصبحت تشرع للعنف، الذى وصل لمقتل لطفى نقض وخرج أعضاء من حزب النهضة لتبرير هذا العنف بدعوى أن هذا الشخص كان ينتمى للحزب الحاكم قبل الثورة، وقبل مقتل شكرى بثلاثة أيام توج حزب النهضة موقفه ببيان رسمى من مجلس الشورى أعلى سلطة فى حزب النهضة طالب فى آخر فقرة به بإطلاق سراح المسجونين على خلفية اغتيال نقض، لأنهم يمثلون الثورة والثوار، وهو البيان الذى وصفه شكرى بأنه بمثابة الضوء الأخضر لعمليات الاغتيال، كما طالب شكرى ليلة مقتله جميع القوى الديمقراطية والسياسية بعقد مؤتمر ضد العنف.
كيف ترين أداء المعارضة بعد اغتيال بلعيد؟
- أداؤها سئ.. المعارضة التونسية كانت أمامها فرصة لأن تأخذ زمام الأمور فى البلاد لكنها أضاعت الفرصة من خلال المبادرة سيئة الذكر لحمادى الجبالى، التى أعلن من خلالها أنه سيتم تغيير الحكومة، وبهذه المراوغة السياسية ضاعت إمكانية تغير موازين القوى لصالح الديمقراطية فى تونس.
وما رأيك فى ظاهرة الميليشيات المتطرفة التى ظهرت فى كل من تونس ومصر؟
- هذه الميلشيات تدافع عن الحزب الحاكم، ووجودها يعكس ضعف الممارسة وقصر نظر شديد لهذه الأحزاب، فهى تنظر فقط لوضعيتها الحالية، وبسرعة تغتر وتعتقد أنها على صواب، فحزب النهضة بتونس يعرف المعارضة السياسية ولكنه لا يعرف المجتمع التونسى، فهم أغراب عنا.
أرملة الشهيد «بلعيد» من منزله بتونس: «النهضة» أكثر استبدادا ودموية من «بن على»..بسمة الخلفاوى: لا يوجد شخص يستطيع القصاص لـ«شكرى» أكثر منى.. وهناك سيناريوهات لغلق الملف
الأحد، 07 أبريل 2013 08:58 ص
محررة «اليوم السابع» خلال حوارها مع بسمة الخلفاوى فى منزل الراحل شكرى بلعيد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
الشهيد
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم الشرقاوى
النهضة فى تونس تسبق الفنكوش المصرى بخطوة واحدة
اخص على دى ثورة و خطفها بتوع الفنكوش
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
الي رقم ذ بلعيد كان حافظ للقرأن
الي رقم ذ بلعيد كان حافظ للقرأن
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم الشرقاوى
النهضة فى تونس تسبق الفنكوش المصرى بخطوة واحدة
اخص على دى ثورة و خطفها بتوع الفنكوش
عدد الردود 0
بواسطة:
ربنا ينتقم منكم
ربنا ينتقم منكم يا مخربين يا من تريدون الديموقراطية بالعلمانية وإلا تخربون البلاد