ورد المهندس عبد المنعم الشحات على الدكتور مصطفى النجار، قائلاً: "د.مصطفى النجار يرى أن نقد السلفيين لعقائد الشيعة احتقار يجب منعه، ماذا لو طبقنا نفس القاعدة على نقده هو للسلفيين"، وعقب "النجار" قائلاً: "لا أرفض النقد لكن أريد الموضوعية فيه، وأرفض التحريض الطائفى وبث خطاب الكراهية، وأرفض إقحام الدين والمذهبية فى شئون سياسية".
وقال "الشحات" لـ"النجار": أرحب بتعليقك، وائذن لى أن أعلق على كل جزئية فى تغريدة، ونوافقك على عدم جواز نسبة أقوال للشيعة دون برهان، ولكننا نقول له إن عدم العلم ليس دليلا على العدم، فاطلب الدليل على نسبة هذا الكلام تجده، أما التحريض الطائفى فنحن ليس عندنا طائفة شيعية، ولكن عندنا متشيعون، وإذا أردت أن تعرف حالهم فاسأل زعيمهم السابق الوردانى.
واستشهد "الشحات" على فساد عقيدة الشيعة بعدد من الفيديوهات لأئمة المذهب الشيعى، وعلى رأسهم الفقيه الشيعى على الكورانى الذى يقول فيه "يا على توحيد وليس شرك"، وفيديو آخر للفقيه الشيعى هادى المدرسى يصرح فيه بأن "على بن أبى طالب هو الله والنصارى يعبدون المسيح من غير الله، والمسيح برئ منهم"، وفيديو آخر للإمام الشيعى إبراهيم الأنصارى يحمل خللاً فى عقيدة الشيعة ويقول فيه "الرسول على ولكن جبريل أخطأ".
واضطر "النجار" أمام الأدلة التى قدمها "الشحات" للاعتراف بالخلل فى عقائد الشيعة، قائلاً: "نعلم جميعا أن الشيعة ليسوا فرقة واحدة، وأن الغلاة منهم لا خلاف على خروجهم عن الإسلام عند أهل العقيدة، ولكننا نتحدث عن السياسة، وحين تعمم الخاص فهذا تشويه متعمد، والموضوعية والإنصاف تقتضيان التفريق بين هذا وذاك، فالمعتدل لا تسبغ عليه أفعال وأفكار الغلاة".
وقال "الشحات": "كل ما ذكرنا عقائد الاثنى عشرية فى إيران، وهى على ما رأيت من غلو وأكثر منهم غلوًا النصيرية، وهم يقولون بتأليه الحاكم"، وأما من يصدق عليهم وصف الاعتدال فالشيعة الزيدية فى اليمن، ورأينا كيف نجحت إيران فى تحويل "الحوثيين" كبرى قبائلهم، إلى الإمامية، وهذه أبرز نقاط الخلاف بين السلفيين والليبراليين، حتى المعتدلين منهم (مثلك)، فنحن نرى أن الحفاظ على الهوية هى أهم واجبات الدولة".
وعاود "النجار" الرد على "الشحات" قائلاً: "الحفاظ على الهوية يكون بتعميقها فى نفوس الناس، وليس من خلال بث الكراهية والتحريض الطائفى ضد من نخاف من اختراقهم لنا، والهوية مصطلح يحتاج إلى توضيح، وفكرة أن الحفاظ عليها من واجبات الدولة يحتاج إلى تفصيل، هل هى الهوية الدينية أم الثقافية أم القيمية".
ورد "الشحات": "المشكلة تقع على الطرف الآخر، والكراهية تنشأ بمجرد التوعية بأن هؤلاء يكرهوننا وينتظرون اليوم الذى يبهرجون فيه العرب، هكذا يقولون، ومرة أخرى سنعود للخلاف بين السلفية والليبرالية (المعتدلة) فعندنا أن الدين هو مستودع القيم والمركب الأول للثقافة، فهو أصل الهوية".
وقال "النجار": "دعنا نخرج الدين والمذهبية من المسألة، ولنتعامل سياسيا فقط، لأن هذا الافتراض بأن كل مخالف دينيا عدو يجعلنا وحدنا فى العالم، الليبراليون يخافون على هوية الدولة المصرية، ولكنها لديهم ليست هوية دينية فقط بل أوسع بكثير، ولهذا نختلف، ونحن نرفض النموذج الغربى الذى يتعامل مع الإنسان كمادة فقط، ونحترم المقومات الأساسية للمجتمع، ولكن لسنا أوصياء على الناس".
وأضاف "الشحات": "يبقى دائما مساحات وسطى، ولكن بين الوضوح العقدى والتعايش السلمى، ولكن يجب أن يتفق عليه الطرفان، والشيعة لا يرغبون ولا يصدقون معك بأن الهوية أوسع، ولكن باقى عناصرها لا يجب أن تنازع الدين، ولذلك فأنا أعتز بالعادات والتقاليد وحتى الأكلات الشعبية المصرية".
وأكد "النجار": "لن نحل حراما أو نحرم حلالا أو نتصادم مع الدين، ولكن نؤمن بحرية الاعتقاد المطلقة، وبحق كل فرد فى فعل ما يريد طالما التزم بالقانون".
واتفق "الشحات" مع "النجار" حول أن التيار المدنى يلتزم بالقانون ولا يحلل حراماً ولا يحرم حلالا، قائلاً: "أوافقك تماما مع تلك التغريدة".
وتابع "النجار": "دعنا نقول الإيرانيين وليس الشيعة، هم شعب ودولة، أما دينهم ومذهبهم لا يعنينا فى شىء، نحن الآن سياسيون ولسنا علماء عقيدة أو ملل ونحل".
ورد "الشحات": "حريته فى أن يعتقد ما يريد، وواجبى أن أدعوه وأبين له (لا إكراه فى الدين) وبقية الآية (قد تبين الرشد من الغى)".
"النجار": "نعم لا إكراه فى الدين ولكن المختلف دينيا أو مذهبيا ليس عدوا يجب حربه إلا إذا بدأ بالعدوان".
"الشحات": "والشيعة بدأوا بالعدوان زمان أيام الدولة الصفوية، والآن فى العراق وسوريا، وفى مصر السائح الإيرانى والممثلة رغدة، ويجب أن نحذر".
"النجار": "لسنا بصدد ثارات تاريخية الآن، نبحث عن مصلحة مصر فى أى مكان ولا نخشى من أحد، وطبقا لطريقة تعامله معنا نحدد علاقتنا به، وتعاملنا مع إيران هو تعامل دولة مع دولة، وليس ديانة مقابل ديانة أخرى، أو مذهب دينى مع مذهب آخر، والخلط بينهما غير مقبول".
ورد "الشحات": "ومع هذا أيدنا عودة العلاقات السياسية مع إيران، وأيدنا زيارة الرئيس لطهران، ولم نمانع من قدوم نجاد، ولكن المشكلة فى الانفتاح الشعبى".
وقال "النجار": "شعب مصر ليس شعبا فارغا نطلق له فزاعات التشيع، وكأنه سيغير دينه فى يوم وليلة، هذا تحقير لمصر وشعبها".
ورد "الشحات": "هل ستطبق ذلك على دعاة العنف والديكتاتورية ونشاط التجسس الذى يتطابق مع التشيع، لأن المتشيع يجعل ولاءه للحوزات، واسأل العراق".
وقال "النجار": "ماذا لو على سبيل الخيال قرر المصريون اعتناق المذهب الشيعى هل ستمنعهم بالقوة؟ وماذا عن إيمانك بحرية الاعتقاد حينها؟".
ورد "الشحات": "ثمة خيار ثالث وهو ما نفعله أنا وأنت، وكل يبذل جهده فى إقناع الآخر بما يراه صوابا، وهذه الدعوة تكون قبل وقوع الخطر للوقاية، وأظن أنك تحاول إقناع الجمهور بقضايا معينة، بل ربما تقر أن بعض قناعاتك لا تتفق مع قناعات الأغلبية ولا ترى ذلك مناقضا لحرية الرأى".
وقال "النجار": "تظاهر بعض السلفيين، ومحاولة اقتحام بيت السفير الإيرانى ليست مقاومة لغزو ثقافى، بل هى فعل عنيف ذو صبغة سياسية".
ورد "الشحات": "التظاهر حق مكفول للجميع والعنف مرفوض من الجميع، ولكن الدعوة السلفية لم تفعل هذا ولا ذاك، فقط نظمت مؤتمرات توعية".
وقال "النجار": "محدد العلاقات الدولية ومعيار السياسة الخارجية لا يصح أن يكون البعد الدينى أو المذهبى، بل مصلحة الدول، وللإنصاف التيار السلفى يتطور سياسيا بسرعة، لكن الموقف الحالى من إيران يحتاج إلى مراجعة، فما هكذا تورد الإبل، تحياتى واحترامى".
ورد "الشحات": "صور ذهنية تحتاج إلى تصحيح، ويكفى أن أعظم نقد نوجهه إلى الشيعة أن مؤسس مذهبهم يهودى، وأنهم لم يطأوا بلاد السنة إلا بدعم أمريكى، نحن نؤمن بهذا، ولكن مع تجنب المخاطر على الهوية، وشهادة نعتز بها، وأكرر رحبنا بعودة العلاقات السياسية مع إيران بينما نرفض الغزو الثقافى، ولعل هذا ما يجلى بعض الصورة، والمشكلة تقع على الطرف الآخر، والكراهية تنشأ بمجرد التوعية أن هؤلاء يكرهوننا وينتظرون اليوم الذى يبهرجون فيه العرب، هكذا يقولون".
يعاود الدكتور "النجار" الرد على كشف الشيخ الشحات للخلل فى عقيدة الشيعة، قائلاً: "دعنا نخرج الدين والمذهبية من المسألة، ولنتعامل سياسيا فقط، لأن هذا الافتراض بأن كل مخالف دينيا عدو يجعلنا وحدنا فى العالم".
يضيف "الشحات": "يبقى دائما مساحات وسطى، ولكن بين الوضوح العقدى والتعايش السلمى، ولكن يجب أن يتفق عليه الطرفان، والشيعة لا يرغبون ولا يصدقون".
وطالب "النجار" الشيخ "الشحات" بتسمية الشيعة باسم دولتهم وليس مذهبهم، قائلاً: "دعنا نقول الإيرانيين وليس الشيعة، هم شعب ودولة، أما دينهم ومذهبهم لا يعنينا فى شىء، نحن الآن سياسيون ولسنا علماء عقيدة أو ملل ونحل، وسعدت بنقاشنا الراقى والمفيد، دائما هناك منطقة تفاهم وسطى نستطيع الوصول لها طالما كانت مصلحة الوطن هى الهدف، تحياتى واحترامى".
ويختم "الشحات" حواره، الذى استمر عدة ساعات بينه وبين الدكتور مصطفى النجار، قائلاً: رغم أن عدد الحروف المحدود الذى يسمح به "المغرد" لا يتسع لقضية كهذه، إلا أننى سعدت بتلك المناقشة على أمل اللقاء قريبا إن شاء الله.



